أحيا المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى مراسم اليوم العاشر من محرم لهذا العام، في مسجد الصفا – العاملية، والقى نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب كلمة جاء فيها: “في هذا اليوم العاشر من شهر محرم حيث نحتفل بذكرى عاشوراء ونتعرض فيه لثورة الامام الحسين وشخصيته وتضحياته وأصحابه، والظروف التي حكمت هذه الثورة التي نتبين منها أهمية هذا الحدث وآثاره ونحاول أن نتعلم منها ونستخلص منها الدروس والعبر ونستفيد منها في حياتنا العامة والخاصة التي تتجاوز أن تكون مقيدة ببعد طائفي أو مناطقي أو مذهبي خاص، وإنما هي ذات أبعاد اجتماعية وإنسانية وأخلاقية. ومن منطلق كونه مسؤولا رساليا يتحسس الواقع الذي تعيشه الجماعة التي ينتمي اليها ويعيش معها ويحمل همها، كان لا بد له من التصدي لمعالجة الخلل الذي تعاني منه والمشكلات التي تواجهها وهو في قمة المسؤولية من موقع العارف والمطلع، وإلا فهو يخون هذه المسؤولية حينما يتواطأ أو يحابي او يسكت جبنا لأنه يخاف على مصالحه اذا كان تحمُل مسؤولية المواجهة تتسبب بالضرر عليه أو على مصالحه، لأن المصلحة العامة والأهداف العامة أهم من مصالحه الشخصية أو الفئوية، ومهما كانت التضحيات عظيمة”.
وقال سماحته: “الإدارة فاسدة وأصحبت عبارة عن مصيدة لنهب المواطنين لصالح هذه الطبقة الفاسدة، تنشأ الجمعيات من قبل سفارات خارجية تقبض الأموال باسم أصحاب الحاجة والفقراء من اللبنانيين، لا يعلم كيف تستخدم هذه الأموال، الانتخابات عبارة عن تدخلات خارجية ورشاوى، تشترى بها ذمم المواطنين، تستغل بها حاجة المواطنين وجوعهم، فاسدون يطلقون شعارات حماية الفساد الأخلاقي والمطالبة بتشريعات قانونية، ماذا بقي من الوطن، هذا هو النظام اليزيدي لكنه بلبوس الديمقراطية”.
وختم متوجها الى اللبنانيين: “هذا هو واقعنا اليوم، كيف يمكن الخروج من هذا الفساد الشامل؟ كيف يمكن حماية الناس وكراماتهم؟ كيف يمكن ان نطبق القانون وكيف يمكن ان نحمي البلد، طالما بقيت هذه العقلية هي الحاكمة؟ ليس هناك من سبيل سوى الحوار بين اللبنانيين إن كنا نريد ان نبني دولة وان نبني وطن، ان نحافظ على كرامة الانسان، ان نحمي مصالح لبنان، او انكم تختارون الانتحار، من يحمي الفساد لا يناسبه ان يكون هناك قانون، من يريد استباحة المال العام….حمى الله لبنان العزيز وشعبه الطيب من الشرير آمين، واتوجه الى الجمعية الخيرية العاملية بالتحية والاكبار، التي أسست في مسيرتها لهذه المجالس والتزمت الإصلاح والوحدة الوطنية وخطاب التسامح والعيش الواحد ولبنان وطنا نهائيا لبنيه، وأتمنى لها دوام العطاء على هذا الخط”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام