يحيي الفلسطينيون اليوم الأربعاء الذكرى السادسة والأربعين لـ “يوم الأرض”، بمسيرات جماهيرية حاشدة في كافة الاراضي الفلسطينية وسط تصاعد العمليات الفدائية البطولية ضد الاحتلال الاسرائيلي الذي استباح كافة الاراضي الفلسطينية وخاصة الداخل المحتل والنقب وزاد من انتهاكاته للأراضي الفلسطينية.
وستنطلق مسيرات جماهيرية من مختلف محافظات قطاع غزة الاربعاء بعد صلاة الظهر متوجهة الى ميناء غزة حيث سيبدأ المهرجان المركزي الساعة 2 ظهرا بتنظيم من الهيئة الوطنية لدعم واسناد شعبنا في الداخل.
في الداخل المحتل ستنطلق مسيرة حاشدة من سخنين عند الساعة 2:30 ظهرا، وتلتحم مع مسيرة عرابة الساعة 4 عصرا وتكمل المسيرة حتى دير حنا حيث يقام المهرجان المركزي الساعة 5 مساء.
في الضفة المحتلة ستُحي فعاليات نقاط التماس مع الاحتلال والتي من المتوقع أن تشهد مواجهات وفعاليات شعبية .
اما عن القدس المحتلة فقد أطلقت دعوات للاحتشاد في المسجد الأقصى المبارك لحمايته والدفاع عنها، وتنظيم فعاليات شعبية زخمة لتأكيد التمسك بأراضيهم وديارهم ضد عدوان الاحتلال الإسرائيلي واعتداءات المستوطنين الصهاينة الذين يخططون لمسيرة ضخمة في منتصف شهر رمضان الفضيل، مما يُنذر بأجواء التوتر والتصعيد في مدينة القدس، وبقية أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
لماذا يوم الأرض؟
ففي مثل هذا اليوم قبل 46 عاما، تأجج الرفض الفلسطيني للاحتلال الاسرائيلي ليوحد المدن والقرى الفلسطينية، وليعلن الشعب المقاوم إضرابا شاملا لدحر النهج العنصري في مصادرة الأرض وتهويدها، لتنبعث من الجليل الفلسطيني شرارة يوم الأرض رفضا للغريب المحتل.
لكن الرد الاسرائيلي كان دمويا لا يتناسب مع حركة شعب سلمية تناشد العالم لوقف تسريب أرضه للإسرائيليين، فأعملت قوات الاحتلال قتلاً وإرهاباً بالفلسطينيين، واقتحمت مدعومة بالدبابات والمجنزرات، القرى والبلدات العربية الفلسطينية، وشرعت بإطلاق النار عشوائياً، ليرتقي ستة شهداء، ويصاب العشرات بجراح، إضافة الى اعتقال ما لا يقل عن 300 فلسطيني.
ويتقاطر الفلسطينيون في عموم فلسطين المحتلة كل عام لتنظيم المسيرات والتظاهرات والأنشطة الزاخرة لإحياء الذكرى المُصادفة للثلاثين من آذار/مارس لعام 1976، وذلك في ظل توصية معهد الأمن القومي الإسرائيلي لحكومة الاحتلال باتخاذ اجراءات لتهدئة الأوضاع خلال شهر رمضان.
وتأتي “معركة الأرض” على وقع السياسة الإسرائيلية التي تسببت في نهب أكثر من 60 % من مساحة الضفة الغربية، مقابل احتكام الفلسطينيين على أرض أقل بنسبة 15 % منها، بما يبدد حلمهم بإقامة دولتهم المنشودة.
وأدت سياسة التهويد الإسرائيلية إلى تهجير زهاء 14500 مواطن مقدسي قسراً من مدينتهم، تمهيداً لسيطرة ما يزيد على 700 ألف مستوطن ضمن الأراضي الفلسطينية المسلوبة، بعدما باتت المساحة الخارجة عن يد الاحتلال “مفككة” بالطرق الاستيطانية الالتفافية والحواجز العسكرية والمستوطنات المترامية ضمن 503 مستوطنات، منها 29 مستوطنة في مدينة القدس المحتلة، بحسب تقرير للأمم المتحدة.
المصدر: فلسطين اليوم