عناكب المريخ، هي تضاريس تشبه في شكلها العنكبوت، وتظهر على سطح الكوكب قرب قطبه الجنوبي، ويعتقد أنها ترتبط بتغيرات مناخية مر بها الكوكب في أحقاب غابرة.
ولتوضيح كيفية تشكل هذه التضاريس العنكبوتية، أوضح عالم الكواكب بمرصد غيمني في هاواي ميغ شفامب أن الثلوج التي تكسو قمة قطب الكوكب تذوب ابتداء من الربيع، ويبدأ الذوبان في جذور الثلج الملامسة لتربة الكوكب، الأمر الذي يؤدي إلى أن ثاني أوكسيد الكربون الحبيس تحت الثلج يحفر في الأرض قنوات عميقة.
ويضيف شفامب لموقع “سبيس” الإلكتروني أنه بمجرد أن يبدأ ذوبان الجليد فإن ثاني أوكسيد الكربون المحتبس كغاز في باطن الأرض ينبثق منطلقا إلى أعلى من خلال طبقة الثلج السفلى الذائبة حاملا معه ذرات غبار وبقايا رسوبية، فيتحول الخليط إلى خيوط سوداء تكحل الشقوق في سطح الكوكب، فتبدو للناظر من بعيد وكأنها عناكب تجمدت على وجه الكوكب.
وقد تمكن علماء محليون غير مقيمين (هواة) من تحليل صور التقطتها كاميرا مثبتة في سفينة الرصد “مرو” مضيفين إليها شروحا على موقع “بلانيت فور تيرينز” (Planet four: Terrains).
يُذكر أن برنامج العلماء المتطوعين غير المقيمين -الذين لا يتقاضون أجورا لعملهم- مكن إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) من إضافة عشرين موقع رصد لكوكب المريخ، وهو أمر كان يمكن أن يكلف ملايين الدولارات التي كانت ستعيق تمويل ناسا.
وتشمل المواقع الجديدة التي كُشف عنها الأخاديد العنكبوتية المشار اليها، ومناطق مسخّمة يكسو سطحها مواد قذفت من حفر مجهولة، وهي مناطق لم يُعزَ مظهرها سابقا لثاني اوكسيد الكربون، وبقيت لذلك غامضة.
وبهذا السياق، كشف كانديس هانسن نائب مدير الباحثين بالوكالة أنّ ثاني أوكسيد الكربون -المنبثق من الأعماق والذي سخّم قعر الحفر الظاهرة على سطح الكوكب- قد عمل بآليات مختلفة عن عمله حين اتصل ظهوره بذوبان الجليد، إذ أنّ السواد الذي خلّفه الغاز المحتبس ارتبط بطبيعة التربة المتآكلة في قعر الحفر والتي ظهرت في الصور.
المصدر: مواقع