أعلنت قيادات في الجيش ببوركينا فاسو، اليوم الإثنين، إقالة الرئيس روش كابوريه وحل الحكومة وتعليق العمل بالدستور وإغلاق حدود البلاد حتى إشعار آخر. وقرأ أحد ضباط الجيش بيانا عبر التلفزيون الرسمي، أعلن فيه إقالة الرئيس كابوريه بعدما “عجز عن توحيد البوركنابيين، وأغضب جميع شرائح المجتمع”، مضيفا أنه تم حل الحكومة والبرلمان وتعليق العمل بالدستور وإغلاق حدود البلاد حتى إشعار آخر.
وأوضح الضابط بالجيش أن التحركات الأخيرة التي قام بها الجيش لم تشهد إراقة أي دماء، وأنهم حافظوا على سلامة الرئيس الجسدية خلال الاحتجاز، بجانب وضع جدول زمني للعودة إلى العمل بالنظام الدستوري المقبول من الجميع. وأشار البيان أيضا إلى فرض حظر تجول من التاسعة مساء وحتى الخامسة صباحا بشكل يومي حتى إشعار آخر. وقال البيان إن الحركة الوطنية للحماية بقيادة العقيد بول هنري سانداغو دومبيا هي المسؤولة عن التحركات الأخيرة في البلاد، ويشغل دومبيا منصب قائد المنطقة الثالثة العسكرية في البلاد منذ نهاية العام الماضي.
من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن قلقه إزاء تطورات الأوضاع في بوركينا فاسو، وأدان الاستيلاء على السلطة بالقوة، داعيا قادة الانقلاب العسكري إلى ضمان سلامة الرئيس المحتجز روش كابوريه. وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوغاريك، خلال مؤتمر صحافي، إن غوتيريش “يتابع تطورات الأوضاع في بوركينا فاسو بقلق عميق. هو قلق بشكل خاص بشأن أمان ومكان احتجاز الرئيس روش مارك كابوريه، بجانب الوضع الأمني السيئ بعد الانقلاب الذي نفذته قطاعات بالقوات المسلحة”، مضيفا أنه يدين بشدة “أي محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة”. ودعا غوتيريش قادة الانقلاب إلى ضمان سلامة الرئيس، وحث كل الأطراف في بوركينا فاسو إلى الالتزام بضبط النفس والحوار للوصول إلى حلول للتحديات التي تمر بها البلاد.
كان الاتحاد الأوروبي، قد دعا بوقت سابق اليوم الإثنين، إلى الإفراج عن كابوريه، وإلى ضرورة العودة إلى الوضع الديمقراطي في البلاد.
وسبق ذلك إعلان من حزب “حركة الشعب من أجل التقدم” الحاكم في بوركينا فاسو، ما وصفوه بإحباط محاولة لاغتيال رئيس الدولة روش كابوريه وذلك على خلفية استيلاء عسكريين متمردين مبنى الإذاعة والتلفزيون الوطني.
ودان الاتحاد الإفريقي وكذلك المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، محاولة الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو، داعين قوات الجيش إلى ضمان السلامة الجسدية لرئيس البلاد، روش مارك كريستيان كابوري، في الوقت الذي دعت فرنسا رعاياها إلى توخي الحذر. وحث بيان الاتحاد الأفريقي، الحكومة وجميع الفاعلين المدنيين والعسكريين على تفضيل الحوار السياسي، كصوت لحل المشكلات في بوركينا فاسو.
ومن جانبها، قالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، إنها تتابع بقلق التطورات السياسية والأمنية في بوركينا فاسو المرتبطة بمحاولة الانقلاب العسكري، معربة عن إدانتها لهذا التصرف الخطير، وأنها لن تتسامع معه. كما طالبت المنظمة العسكريين العودة إلى الثكنات، والحفاظ على النظام الجمهوري وتفضيل الحوار مع السلطات لحل المشكلات.
وبوقت سابق اليوم، دعا روش كابوريه، في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر، العسكريين المتمردين بتغليب المصلحة العليا للبلاد وح لالخلافات عن طريق الحوار. وكتب: “على أولئك الذين حملوا السلاح وضعه جانبا تغليبا للمصلحة العليا للأمة التي تمر بأوقات عصيبة”. وأضاف أن “علينا حماية مكتسباتنا الديمقراطية وأنه يجب علينا حل خلافاتنا من خلال الحوار والاستماع”.
كما ذكرت وكالة الأنباء المحلية اليوم أن الوزير المسؤول عن التربية الوطنية ومحو الأمية، ستانيسلاس أووارو، قرر “إغلاق المدارس في بوركينا فاسو لمدة يومين (الاثنين والثلاثاء) وذلك في ضوء الوضع الوطني الذي تشهد البلاد”. وأضاف أن “هذا الإجراء يهدف إلى الحفاظ على سلامة الطلاب والمعلمين والموظفين الإداريين”.
وكانت السلطات في بوركينا فاسو، قد أعلنت أمس الأحد، فرض حظر تجوال، بدءا من الثامنة مساء وحتى الخامسة والنصف صباحا، بعد التوتر الذي شهدته البلاد مؤخرا. هذا وأضرم متظاهرون النيران في مقر حزب “حركة الشعب من أجل التقدم” الحاكم في حي “نونسان” في واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو.
المصدر: سبوتنيك