ركزت افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 4 كانون الثاني 2022 على خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى الثانية لاستشهاد قائد قوة القدس اللواء قاسم سليماني والقائد أبي مهدي المهندس ورفاقهما الشهداء حيث تولى سماحته الشرح بالتفصيل لدور أميركا القيادي في المسؤولية عن كلّ معاناة وعذابات شعوب المنطقة، موضحاً مكانة «إسرائيل» تحت المظلة الأميركية كعدو محتل يمثل مصدراً دائماً للعدوان، محمّلاً السعودية مسؤولية رعاية التنظيمات الإرهابية وتمويلها.
البناء
السيد نصرالله: أميركا هي من يدعم الإحتلال… والسعودية هي من يصدّر الإرهاب
عون مستمرّ بالسعي لإنجاح الحوار… وبري لا يمكن أن أُدعى لحوار وأقاطع
كتب المحرر السياسي
أحيَت المنطقة من طهران الى بغداد وغزة وصنعاء ودمشق انتهاء ببيروت الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد القائدين في محور المقاومة قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإسلامية في إيران الجنرال قاسم سليماني ورئيس أركان الحشد الشعبي العراقي الحاج ابو مهدي المهندس، والإحياء اللبناني الذي توّج احتفالات المنطقة الحاشدة، توّجته كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي اكتفى خلالها بمقاربة مبدئية للسجالات اللبنانية خصوصاً حول ما قاله رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن الانتقادات للعلاقة مع حزب الله وربط التمسك بالتفاهم مع حزب الله بتطويره، مقدماً مجموعة مواقف وعناصر تتصل بالحوار حول الإستراتيجية الدفاعية ودور المقاومة في المنطقة، وبآليات العمل الدستوري والتحالفات محملاً ثنائية أمل وحزب الله المسؤولية عن فشل التفاهم، وفي مقاربته المبدئية قال السيد نصرالله، نحن أيضاً متمسكون بالتفاهم ومستعدون لتطويره، لكن هناك الكثير مما قيل يحتاج الى نقاش وتوضيح، واعداً بإطلالة قريبة يخصّصها للشأن اللبناني، لكن كلمة السيد نصرالله لم تكن بعيدة عن الشأن اللبناني بما في ذلك كلام باسيل، دون تناول الملفات اللبنانية خلال الكلمة.
أعاد السيد نصرالله في كلمته رسم المشهد في المنطقة بصفته مشهد الحروب الأميركية، والاحتلال «الإسرائيلي»، وتهديد التنظيمات الإرهابية، وتولى الشرح بالتفصيل لدور أميركا القيادي في المسؤولية عن كلّ معاناة وعذابات شعوب المنطقة، موضحاً مكانة «إسرائيل» تحت المظلة الأميركية كعدو محتل يمثل مصدراً دائماً للعدوان، محمّلاً السعودية مسؤولية رعاية التنظيمات الإرهابية وتمويلها.
في المقابل قدّم السيد نصرالله إيران الداعمة لقوى المقاومة بصفتها صديقاً لشعوب المنطقة وحليفاً ونصيراً لمقاومتها، واضعاً معادلة القاتل والشهيد أساساً لفهم المشهد السياسي داخل كل بلد عربي، وفي المنطقة بصورة عامة، مفصلا في كل من ساحات المواجهة بالتمييز بين كيف كانت واشنطن و»إسرائيل» والسعودية على ضفة التسبّب بالأذى وصناعة الحروب، وكيف كانت إيران سندا للشعوب، وكيف كان ما يرمز اليه كلّ من قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس وكلّ مقاومة تعبيراً عن إرادة الحرية والكرامة لدى شعوب المنطقة.
في لبنان حملت كلمة السيد نصرالله رموزاً كافية لفهم الاصطفافات التي ستنشأ عنها، حيث الردّ على كلام الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي دعا اللبنانيين الى مواجهة ما وصفه بـ»حزب الله الإرهابي»، احتلّ حيّزاً من كلمة السيد نصرالله اتهم فيه السعودية بالوقوف وراء الإرهاب، فيما كان حزب الله هو المدافع عن شعب لبنان بوجه الإرهاب، داعياً اللبنانيين الى توصيف الأمور بطريقة منصفة، ولو كانت رغبتهم هي السعي لترتيب العلاقة مع السعودية، لكن دون تزوير الحقيقة، واعتبرت مصادر تابعت كلمة السيد نصرالله أنّ موقف حزب الله بسقفه العالي سيعيد خلط الأوراق حول التوجهات السياسية التي دأبت على التعامل مع وجود المقاومة كمشكلة، والتوجه نحو استرضاء السعودية سعياً وراء الحلّ، بحيث يأتي الحليف لحزب الله ويقول انّ على الحزب المساعدة بالتخلي عن انتقاداته للسعودية وربما لأميركا لتسهيل الوصول للحلول، ويذهب البعض لاعتبار انّ الكلام عن انّ سلاح حزب الله قضية إقليمية تفوق قدرة اللبنانيين، هو موقف ايجابي من الحزب لأنه يرفض مطالبة لبنان واللبنانيين بمواجهته، ليأتي كلام السيد نصرالله ويقول لهؤلاء إنّ هذه المواقف المتلوّنة لم تعد مقبولة، وأنّ المطلوب ان تقلبوا المواقف، فتقولوا إن السعودية مشكلة وسبب أزمة، لكن حلها يفوق قدرة لبنان واللبنانيين لنفكر معاً بكيفية العمل على حلها، ومثلها بالنسبة لأميركا، فالمقاومة لم تقاتل لتحمي لبنانيين دون لبنانيين آخرين ولن تقبل بنكران الجميل، ولا بتزوير الحقائق، تجاه من يدعم «إسرائيل» ومن يقاتلها ومن يدعم الإرهابيين ومن يقاتلهم.
أول ردّ فعل على كلام السيد نصرالله جاء من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي معلناً رفضه ومبدياً خيبة مما قاله السيد نصرالله، بينما قالت المصادر المتابعة للخطاب، أنها تنتظر ان تحمل الساعات المقبلة المزيد من التعليقات خصوصاً من يهدف لتقديم أوراق اعتماد لدى الرياض وإثبات الولاء لها على أبواب الانتخابات النيابية والأمل بنيل الدعم المالي بصفته عدواً لحزب الله.
قبل كلام السيد نصرالله كان السجال بين التيار الوطني الحر وحركة أمل قد سجل درجة عالية من السخونة بعد كلام رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وتحميله لحزب الله مسؤولية فشل التفاهم بينه وبين التيار لأنه جعل علاقته بحركة أمل بوابة للعلاقة بالتيار، ليأتيه ردّ أمل بلسان المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل، الذي أكد أنّ جوهر ثنائية أمل وحزب الله هو المقاومة، التي حذر باسيل من صعوبة الحفاظ عليها وعلى الدولة، ليردّ عليه خليل انه لولا هذه المقاومة لما كان هناك دولة.
في الشأن السياسي أكد رئيس الجمهورية مواصلة مساعيه لإطلاق وإنجاح الحوار الوطني الذي أشار اليه في كلمته قبل أيام، وجاء ردّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري مختصراً بقوله، أنه لا يمكن ان يُدعى لحوار ويقاطع، لكن العبرة تبقى بخواتيم الحوارات.
وقال السيد نصر الله: «أميركا هي التي احتلّت واستبدّت بالعراق وارتكبت المجازر قبل اغتيال الشهيد سليماني»، واصفاً إيّاها بالقاتل المنافق الذي لا مثيل له في التاريخ، لافتاً إلى أنَّ القاتل الأميركي احتلّ العراق وقتل عشرات آلاف العراقيين ودمَّر المواقع في البلد ونهب ثروات البلد ومارس أبشع أنواع التعذيب بحقّ العراقيين.
وأكَّد نصر الله أنَّ «فكر داعش أتى من السعودية التي وقفت خلف دعم التكفيريين، ومحمد بن سلمان يقول أنَّ أميركا هي التي طلبت من السعودية خلال عشرات السنين الماضية أن تعمل على نشر الفكر الوهابي في العالم»، مؤكداً أنَّ السعودية كانت ترسل الانتحاريين وسيارات الانتحارين إلى العراق.
وأوضح أنَّ السعودية أرسلت شبابها لقتل الشباب والرجال والأطفال العراقيين في العمليات الانتحارية، أمَّا إيران أرسلت شبابها ليُقتلوا دفاعاً عن الشباب والرّجال والأطفال العراقيين في كلّ المحافظات العراقية.
وردّ على مقولة حزب الله يخرّب علاقات لبنان، قائلاً: «العلاقات مع من؟ مع أميركا؟ هذا هو العدو الذي تتّهموننا أنّنا نخرّب العلاقات معه؟»، مشيراً إلى أنَّه «لم نعتَد ولم نهاجم السعودية بل هي كانت شريكة في الحرب الكونية على المنطقة».
وأضاف السيد نصرالله: «من كان يقف خلف «داعش» في سورية التي لو انتصرت لكانت الكارثة التاريخية في لبنان؟ فقط أميركا؟ وماذا عن السعودية؟»، مشدَّداً على أنَّ الإرهابي هو الذي أرسل آلاف السعوديين التكفيريين إلى سورية والعراق، ويحتجز آلاف اللبنانيين في الخليج رهينة يهدّد بهم لبنان كلّ يوم.
وأكَّد أنَّه «كان لنا الشّرف أن نقف بوجه هؤلاء القتلة المتآمرين على بلادنا وشعوبنا وعلى دماء وأعراض الرّجال والنساء في لبنان»، لافتاً إلى أنَّ استقالة أي وزير لبناني لن يغيّر من موقف السعودية لأنّ مشكلتها هي مع الذين هزموا مشروعها.
ورأى نصرالله أنَّ الولايات المتحدة مسؤولة عن كل جرائم «إسرائيل» في فلسطين ولبنان والمنطقة، مشيراً إلى أنَّ «كل ما فعلته «اسرائيل» في لبنان من حروب وغارات ومجازر آثاره ما زالت واضحة، وتتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة الأميركية فكيف ننظر اليها انها صديق؟».
ولفت إلى أنَّ من قتل السوريين وأدخل بلادهم في أتون الحرب المدمرة هي الإدارة الأميركية، فواشنطن تجعل من قاعدة التنف في سورية محمية لـ»داعش» لتهديد دمشق، مؤكداً أنَّ أميركا هُزِمت في سورية كما في العراق.
كما بيَّن أنَّ الحرب على اليمن هي حرب أميركية تنفذها السعودية، وتلاعبوا بالدول الخليجية أثناء حصار قطر لسحب الأموال منها، معتبراً أنَّ العدوان الأميركي على سورية ما زال مستمرا بأشكال مختلفة وأسوأ ما تواجهه سورية اليوم هو الحصار الاقتصادي وقانون «قيصر». مشدداً على أنَّ الذين نفّذوا جريمة الاغتيال سينالون جزاءهم في الدنيا قبل الآخرة وهذا وعد الثوار والأحرار. مضيفاً: «من المفترض بحسب الادّعاء الأميركي أنّ القوات الأميركية خرجت من العراق وأن من سيبقى مجموعة من المدرّبين والمستشارين والاداريين وهو اليوم مسؤولية الشعب والقادة العراقيين».
وفي الشأن اللّبناني، شدَّد نصرالله على أهمية الحوار بين اللبنانيين، وقال نحن حريصون جداً على الحلفاء والأصدقاء، مبيناً تمسُّك الحزب بالتفاهم مع التيار الوطني الحر واستعداده لتطويره بما يحقّق المصلحة الوطنية. وأضاف: «سوف نتحدث مطولاً عن الشأن الداخلي في الأيام المقبلة لكن طبيعة المناسبة والوقت المتاح لا يسمحان لي أن أتطرّق للوضع المحلي الداخلي الآن».
وكانت الساحة الداخلية افتتحت العام الجديد على اشتعال سياسي كبير على خط بعبدا – عين التينة وبين التيار الوطني الحر وحركة أمل، ما يُنذر بمواجهة حامية الوطيس بين الطرفين سترتفع وتيرتها كلما اقتربنا من موعد الانتخابات النيابية.
وبعدما شن رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل هجوماً على رئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة أمل في كلمته الأحد الماضي، شن عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي حسن خليل هجوماً مضاداً على رئيس الجمهورية ميشال عون وعلى باسيل في مؤتمر صحافي مشيراً الى أننا «أمراء الدفاع عن لبنان ووحدته ولا نعرف ما إذا كان مؤسس «التيار» الرئيس ميشال عون هو من بين أمراء الحرب الذين تحدث عنهم. ان الرئيس بري أدار حوارا داخليا جامعا اعاد تواصل اللبنانيين مع بعضهم ورسم خريطة طريق انقذت لبنان».
وقال خليل: «في ما يتعلق باللامركزية الادارية الموسعة فهذا نص ثابت واضح في اتفاق الطائف، والخطير هو الحديث المتكرر عن اللامركزية المالية التي تنسف اساس الدولة الموحدة، وهذه المطالبة تقدم معطوفة بتحريضهم على بعضهم البعض». واعتبر «ان باسيل ينادي بحقوق التيار والجماعة، لا بحقوق المسيحيين التي تم هدرها في الصناديق السود». وقال «المشكلة في الدولة عندما ننتخب رئيسين للجمهورية في الوقت نفسه، هنا تضيع المسؤولية». واكد خليل ان «الاتهامات الباطلة عن قوانين موضوعة في الادراج هي محض افتراء».
اضاف: «رئيس المجلس لا يضع قوانين في الجوارير والقانون الوحيد الذي وضعه جانبا هو قانون تخفيض سن الاقتراع بتمن من البطريرك صفير والذي عبر حينها عن هواجس المسيحيين من اقراره، اما فخامة الرئيس فيؤخر الكثير من القوانين، أما الحديث عن التصويت الالكتروني فيحتاج الى تعديل دستوري لم تبادر اي مجموعة الى طرحه فكفى بطولات وهمية واستعراضات».
وأضاف: «نعتز اننا في ثنائي وطني مع حزب الله تحمل مسؤولية الدفاع عن لبنان وارضه وشعبه وحماية مقاومته»، مؤكدا انه ثنائي لن يعرضه كلام تحريضي لاي ابتزاز لانه مبني على اسس من الصراحة واحترام خصوصيات الآخر، ونحن لن نسخر الوحدة الشيعية الا في سبيل الوحدة اللبنانية». وأضاف: «اردتم ان تمرروا سرقة 50 مليون دولار اميركي وانكشفتم في مجلس الوزراء. اضاف «أصررنا على التدقيق الجنائي بدءا من المصرف المركزي وصولا إلى وزارة الطاقة وتلزيماتكم ووزارة الاتصالات وغيرها».
وكان باسيل أكد في كلمة متلفزة أن «هذه الدولة المركزية التي تسلب رئيس الجمهورية صلاحياته بالقوة من قبل مجلس النواب والمجلس الدستوري وتسلب بقية الطوائف حقها بالمداورة بوزارتي المالية والداخلية وهذا الامر لم نعد نريده. هذه الدولة المركزية فاشلة بقيادتكم وبسبب منظومتكم ونحن لا نريد العيش بدولة فاشلة والدولة المركزية نريدها مدنية علمانية».
وقال: «لا أفهم تعطيل مجلس النواب. يمشي القانون الذي يريده، والباقي إلى الجوارير.. ويتجرأ الوقحون أن يحكوا عن الهدر في الكهرباء! يقولون لا يمشي خط الغاز الا ما يمشي خط النفط من العراق للزهراني. قلنا حسنا، نمد خط النفط في لبنان، ولكن لم يكن باستطاعتنا وقف الحرب في سورية سنة 2012 ولا أن نصلح الخط في سورية وقتئذ، ولا أن نجبر العراق على أن يعطينا النفط في هكذا ظروف، بعد أن بلغنا خطيا أن هذا غير ممكن. النتيجة، طار خط الغاز. هذا مثال صغير عن الجارور، اما اذا أراد أن يمشي أي قانون، فالتصويت على ذوق رئيس المجلس لأنه يمنع التصويت الالكتروني، كما في المرة الأخيرة التصويت على العجلة للتدقيق الجنائي، رفع النواب أيديهم تأييدا، قال: سقط ليطير التدقيق، وأحد لم يفتح فمه».
وأضاف باسيل: «حاكم مصرف لبنان رياض سلامه المحمي سياسيا من المنظومة السياسية هو رأس المنظومة المالية وكضابط قائد معركة قام بأكبر سطو منظم على اموال الناس». وشدد على أنه «لا نريد ان نلغي وثيقة التفاهم مع حزب الله بل نريد ان نطورها».
ونقل الوزير السابق وديع الخازن عن رئيس الجمهورية الى أنه «مستمر في المشاورات التي يقوم بها لانضاج حل سريع يؤدي الى انعقاد طاولة الحوار وعودة مجلس الوزراء الى الاجتماع، للتفاهم على كل النقاط العالقة قبل ان يدهمنا الوقت، فتعود عجلة العمل الى المؤسسات وتنتظم الحياة السياسية، ويسترجع القضاء استقلاليته، والبلاد امنها، والاقتصاد حيويته». وابدى رئيس الجمهورية بحسب الخازن «إصراره على انصاف مفهوم الوحدة الوطنية في تعامله مع ازمة اجتماعات الحكومة التي طالت اكثر مما يجب، والتي باتت تهدد سلامة الحياة المعيشية، وما يمكن ان تجره من مخاطر على امن جميع المواطنين التواقين الى الخروج من هذه الدوامة المقلقة».
في المقابل أكد الرئيس بري «وجوب إنجاز الانتخابات النيابية في موعدها محذراً من أن عدم اجراء الانتخابات سيكون له نتائج كارثية على لبنان». وشدد بري، في حديث صحافي على «الأهمية القصوى لمشاركة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وتيار المستقبل من موقعهما التمثيلي في هذا الاستحقاق، لافتاً الى إن أي انكفاء من قبلهما عن المشاركة في الانتخابات قد تكون له تداعيات على خريطة البرلمان المقبل».
وعن دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار قال بري «لا يمكن ان أُدعى الى حوار وأقاطع، لكن العبرة دائماً في نتائج أي حوار».
الاخبار
أكد التمسك بالتفاهم مع التيار وتطويره والحرص على «الحلفاء والأصدقاء» | نصرالله لسلمان: أنتم الإرهاب
حزب الله «متمسك بورقة التفاهم مع التيار الوطني الحر، وجاهزون لتطويره لما يحقق المصلحة الوطنية». هكذا قابل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دعوة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى تطوير تفاهم مار مخايل، مشدداً على أن الحزب مع أي دعوة للحوار بين اللبنانيين، وحريص «على حلفائنا وأصدقائنا وعلاقاتنا»، مشيراً إلى أن في ما تطرق إليه باسيل وغيره في اليومين الماضيين «مسائل تحتاج إلى توضيح ومصارحة. وسنتحدث مطولاً عن الشأن الداخلي في الأيام المقبلة، لكن طبيعة المناسبة لا تسمح بالتطرق للوضع المحلي الداخلي الآن».
والمناسبة التي كان يتحدث فيها نصرالله هي الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني وقائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس ورفاقهما. خطاب نصرالله تميّز بسقف عال ضد السعودية وحكّامها، وضد من يهولون بالعقوبات السعودية على لبنان ويتهمون الحزب بتخريب العلاقات مع الرياض ودول الخليج، مشدداً على أنه «إذا كان هناك من يخافون أن يفتحوا أفواههم في هذا البلد، فنحن لسنا خائفين لأن لنا كرامتنا»، متوجهاً إلى ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز بالقول: «الإرهابي هو الذي صدر الفكر الوهابي الداعشي إلى العالم وهو أنتم، وأرسل آلاف السعوديين لينفذوا عمليات انتحارية في العراق وفي سوريا. الإرهابي هو الذي يشن حرباً لمدة سبع سنوات على اليمن ويقتل الأطفال والنساء وهو أنتم، الإرهابي هو الذي يقف إلى جانب الولايات المتحدة في كل حروبها ويفتح لها أرضه وقواعده العسكرية لتمارس جرائمها ضد الإنسانية وهم أنتم، الإرهابي هو الذي يُمول كل جماعات الفتن والحروب الأهلية في لبنان والمنطقة وهو أنتم. الإرهابي هو الذي يتخذ آلاف اللبنانيين رهائن مهدداً بطردهم وحرمانهم من أموالهم وممتلكاتهم». وأشار إلى أنه «الضغط على وزير ليستقيل وقبول الإهانة لن يغيّر الموقف لأن مشكلة السعودية مع الذين منعوا أن يتحول لبنان إلى إمارة ومشيخة سعودية بعد عام 2005، ومع الذين يقفون في وجه صفقة القرن وساهموا في إلحاق الهزيمة بمشروعها في سورية ومشروعها في العراق، والذي لو نجح لذبح اللبنانيين ودمر مناطقهم ومساجدهم وكنائسهم». وأضاف: «نحن لم نذهب لنعتدي على السعودية ولم نهاجم السعودية، هؤلاء هم كانوا شركاء في المؤامرة الكبرى وفي الحرب الكونية التي كانت تُدمر المنطقة، وكان لنا شرف أن نقف في وجه هؤلاء القتلة المتآمرين على بلدنا وعلى شعوبنا. من خرّب العلاقات هو من بدأ الاعتداء والتآمر». وسأل من «يتحدث عن أن حزب الله يخرب علاقات لبنان… العلاقات مع من؟ مع أميركا؟ هذا هو العدو الذي تتهموننا أننا نخرب العلاقات معه؟». وشدد على أن «الولايات المتحدة مسؤولة عن كل جرائم إسرائيل في فلسطين والمنطقة، وأميركا هي المسؤولة عن كل جرائم إسرائيل في لبنان، فكيف ننظر إليها أنها صديق؟».
السعودية اعتدت علينا ومشكلتها مع الذين وقفوا في وجه تآمرها على بلدنا
وذكّر بأن «السعودية دعمت داعش وكانت تهلل له، وترسل الانتحاريين وسيارات الانتحاريين إلى العراق»، و«ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من كشف أن الأميركيين طلبوا منهم نشر الفكر الوهابي في المنطقة». كما أن «السعودية أرسلت شبابها لقتل الشباب والرجال والأطفال العراقيين في العمليات الانتحارية، فيما إيران أرسلت شبابها ليُقتلوا دفاعاً عن الشباب والرجال والأطفال العراقيين في المحافظات العراقية». وأكد نصرالله أن من نفذوا جريمة اغتيال سليماني والمهندس «سينالون جزاءهم وهذا وعد الثوار والأحرار وليس وعد الإيرانيين فقط، وقد أسست جريمة الاغتيال لمرحلة جديدة من الوعي والبصيرة ومن الصراع». ونبه من أن «التعمية عن بقاء القوات الأميركية في العراق هو قتل جديد للشهيدين سليماني والمهندس. وهذه مسؤولية الشعب والقادة العراقيين لأن مصير القوات الأميركية هو الخروج من هذه المنطقة».
المقاومة تَصون معادلاتها: لا عودة إلى ما قبل «سيف القدس»
أظهرت تطوّرات الأيام القليلة الماضية في قطاع غزة، أن المقاومة الفلسطينية ماضية في فرْض معادلات ردع جديدة على العدو، لن يكون سهلاً على الأخير تجاوُزها. كما أظهرت هذه التطوّرات أن المقاومة جادّة في تنفيذ عمليات أسر جديدة، في ظلّ استمرار مماطلة الاحتلال في ملفّ التبادل. ومع تَواصل التعنّت الإسرائيلي في غير ملفّ مرتبط بالقطاع، يبدو أن احتمالات تَجدّد المواجهة تعود لتسلك مساراً تصاعُدياً، واضعةً حكومة نفتالي بينت أمام اختبارها الأقسى على الجبهة الجنوبية
غزة | في الوقت الذي تُواصل فيه حكومة الاحتلال مماطلتها في ملفّ تبادل الأسرى مع حركة «حماس»، تُتابع المقاومة الفلسطينيّة اشتغالها على فرْض معادلات جديدة على الأرض، تكسر الخطوط الحمراء للعدو وفق قواعد ردع غير مسبوقة، فيما تعلن صراحةً نيّتها زيادة غلّتها من الجنود الإسرائيليّين الأسرى، بعدما نقلت رسائل بالمضمون نفسه إلى الوسيط المصري، خلال المباحثات التي جرت في الأشهر الماضية. وتَمثّلت آخر رسائل الحركة في هذا السياق في تلميح رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، إلى أن عملية الأسر المنويّ تنفيذها لن تقتصر على قطاع غزة، حيث مركز ثقل المقاومة، بل إن «كتائب القسام ستزيد الغلّة عبر أذرعها الممتدّة في كلّ مكان». وقبل ذلك بأيام، كان قائد ركن الاستخبارات العسكرية في «القسام»، أيمن نوفل، أكد، خلال مناورة «الركن الشديد 2»، أن المقاومة ستعاود الكَرّة مجدّداً لأسر مزيد من الجنود، وأنه لن يقرّ لها قرار حتى تحرير الأسرى كافّة من سجون الاحتلال.
ومنذ بداية الأسبوع الحالي، فرضت المقاومة الفلسطينية معادلة ردع جديدة مع الاحتلال، بعدما أجبرته على تنفيذ ردّ هامشي على قصفها شاطئ تل أبيب بصاروخَين، قالت إن انطلاقهما كان بسبب الأحوال الجوّية. وبحسب ما علمته «الأخبار» من مصادر في حركة «حماس»، فإن المقاومة أبلغت المصريّين أن المعادلات السابقة لمعركة «سيف القدس» في أيار الماضي، لن تظلّ سارية، وأن أيّ تجاوز للخطوط الحمراء وكسر لقواعد الاشتباك في قطاع غزة، سيقابَل بردّ كبير. وبالفعل، حينما حاولت طائرات الاحتلال الإغارة على عدد من المواقع العسكرية في القطاع، تصدّت المقاومة لها بإطلاق صاروخَين أرض – جو من طراز «سام 7»، الأمر الذي دفع العدو إلى الاكتفاء بقصف موقع واحد للمقاومة، بالإضافة إلى أراضٍ فارغة في المنطقة الحدودية، وهو ما يُعدّ سابقة، بعدما كانت إسرائيل في أحداث مشابهة تقصف أكثر من 30 موقعاً. ووفقاً لمصادر فلسطينية، فإن الاحتلال تفاجَأ بإطلاق الصواريخ المضادّة للطيران أثناء القصف، وهو ما اضطرّه لسحب الطيران المروحي من بحر غزة، علماً أن هذه ليست المرّة الأولى التي تَستخدم فيها المقاومة هكذا صواريخ، إذ كان أوّل استخدام لها عام 2012، ثمّ في حرب عام 2014، ثمّ خلال معركة «سيف القدس»، وسط تكتّم متعمّد من قِبَل الرقابة العسكرية للعدو. وتُعدّ المعادلة الجديدة تلك، الاختبار الحقيقي الأوّل لرئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينت، مع القطاع؛ إذ أجبرته على مناقضة نفسه بعدما كان وجّه انتقادات لاذعة إلى الحكومة السابقة، آخذاً على رئيسها، بنيامين نتنياهو، صمته على قصْف المقاومة تل أبيب، وإبلاغها المصريّين بأن القصف سببه الأحوال الجوية أيضاً.
تستمرّ معاناة الأسير هشام أبو هواش، المُضرب عن الطعام منذ 141 يوماً
في هذا الوقت، تستمرّ معاناة الأسير هشام أبو هواش، المُضرب عن الطعام منذ 141 يوماً، مُهدِّدة بتفجُّر الأوضاع في غزة، حيث أفادت مصادر في المقاومة بأن رسائل ساخنة وصلت الاحتلال عبر الوسيط المصري، مفادها بأن بقاء وضع الأسير على ما هو عليه، سيدفع نحو مواجهة عسكرية جديدة. ويواصل أبو هواش إضرابه المفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقاله الإداري، بينما بات وضعه الصحّي حرجاً للغاية. ووفقاً للمتحدّث باسم «هيئة شؤون الأسرى والمحرَّرين»، فإن الأسير يعاني من غيبوبة شبه كاملة، نتيجة نقص الأملاح والفيتامينات والبروتينات في الدم، الأمر الذي أدّى إلى خلل كبير في حواسه وأعضائه الحيوية، خاصة عضلة القلب والكلى. وتتخوّف الأوساط الفلسطينية، والحال هذه، من قيام الأطباء بتغذيته قسرياً، في ما يُعتبر انتهاكاً لحقّه في التعبير عن رأيه بالإضراب، قد يؤدي أيضاً إلى انتكاسة وموت مفاجئ إذا ما تمّت تغذيته بشكل خاطئ. وتتواصل الجهود السياسية والشعبية للإفراج عن أبو هواش في ظلّ تعنّت محاكم الاحتلال ورفضها الجهود القانونية الهادفة إلى تحقيق ذلك، في وقت دانت فيه حركة «حماس» قمْع العدو الوقفات التضامنية مع الأسير في مدينة أم الفحم في الداخل المحتل عام 1948، واصفةً فِعْلته بـ«الجريمة العنصرية والسلوك الهمجي».
المصدر: صحف