حدثٌ لا يمكن أن يمُرّ بشكل عابر، فهو مكتوب بدم الشهيدين الحاج قاسم سليماني، والحاج أبو مهدي المهندس، قائدين بحجم القضية، والصوت اليوم من منبر أصحاب القضية الفلسطينية.
ففي ذكرى استشهاد القائدين سليماني والمهندس، اقيم احياء خاص بالمناسبة على مدرّج المركز الثقافي العربي في الميدان وسط العاصمة دمشق، بحضور رسمي وشعبي سوري وقادة وممثلي الفصائل الفلسطينية وعدد من سفراء محور المقاومة.
بداية الحفل كانت على ايقاع عزف النشيد الوطني لكل من سورية وفلسطين والجمهورية الإسلامية، والحديث بدأ باسم من ملأت صوره المكان مثلما ملأت القلوب والأذهان، فكانت احتفاءً بالشهداء الذين رسمت أيديهم درب المقاومة ومهدت له بما كان قاصماً لظهر أعداء المحور وأتباعهم في سورية والعراق ولبنان.
ومن ضمن المشاركين في فعالية الشهيدين القائدين سليماني والمهندس وصل السيد عمار الموسوي مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله، ليؤكد على ما كان من تضحيات وما زرعه الشهيد سليماني في قلب المقاومين من أهمية ومبادئ، وتمتين عقيدة المقاومة.
السفير الإيراني لدى سورية، مهدي سبحاني، أكد خلال تصريح مع قناة المنار، على أهمية ما قام به الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني من دور كبير في تعزيز دور المقاومة لدى دول المحور، مشدداً على أن أهم أهداف الشهيد كانت إحياء القضية الفلسطينية واستمراريتها، مستذكراً مثالاً عن ذلك ما قام به المقاومون في قطاع غزة بفلسطين المحتلة ضد الكيان الصهيوني، وجاء في فحوى حديث السفير مهدي سبحاني أن الحاج سليماني قد قضى شهيداً بعد أن كرّس حياته كاملة للمقاومة.
هذا وقد تخلل الفعالية العديد من الكلمات التي أشادت بالشهيد سليماني، وما له من أثر كبير في تاريخ المقاومة، خاصة ما قدمه من أجل فلسطين المحتلة والقضية الفلسطينية.
إجماعٌ فلسطيني، على ما للشهيد سليماني من دور كبير في الدفاع عن القضية الفلسطينية، تجلى في هذا اليوم باجتماع قادة فصائل المقاومة الفلسطينة لإحياء الذكرى، حيث يؤكدون بإجماعهم، أن ما قدّمه الحاج قاسم خلال مسيرته التي قضاها في الميدان على الجبهات كان كفيلاً بإثقال كاهل العدو وإلحاق الهزائم به، وبالمقابل رفع عزيمة كل مقاوم، وهذا ما تجلى في غزة وما قدم لها القائد الشهيد من دعم معنوي وميداني وحتى في العتاد، ليكون للعديد على الجبهات في مقاومة الكيان الصهويني فعالية أكبر فوق ما يملكونه من عزيمة الحق في تحرير الأراضي المحتلة والدفاع عن حقوقهم.
نعم؛ هو اليوم شهيدٌ في فضاءات المقاومة، لكنه ترك أثره الكبير في نفوس جميع المقاومين، من طهران إلى اليمن مروراً بفلسطين وسورية والعراق، وأسدل طيفه على نفوس أعداء المحور حتى بعد استشهاده، ليكون منارة لا ينطفئ كوكبها لكل من يسلك درب المقاومة.
المصدر: موقع المنار