متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية (Congenital rubella syndrome) حالة تحدث لدى الأطفال المواليد نتيجة إصابة الأم بفيروس الحصبة الألمانية في وقت مبكر من الحمل، وتؤدي لحدوث تشوهات خلقية شديدة أو حتى الإجهاض.
ويعاني الأطفال المولودون بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية عاهات في قدراتهم السمعية وعيوب خلقية في العينين والقلب، إضافة إلى بعض الإعاقات الأخرى التي قد تلازمهم مدى الحياة، كمرض التوحد وداء السكري والخلل في الغدة الدرقية، وكثير من هذه الإعاقات يتطلب علاجا ورعاية مكلفين وعمليات جراحية باهظة.
عند إصابة امرأة بفيروس الحصبة الألمانية في وقت مبكر من الحمل، فإن هناك احتمالا يصل إلى 90% من نقل الفيروس إلى جنينها، وهذا يمكن أن يسبب متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية.
والمناطق التي تنتشر فيها معدلات عالية للإصابة بهذه المتلازمة هي البلدان التي تكون فيها النساء في سن الإنجاب ليس لديهن مناعة للحصبة الألمانية، سواء عن طريق التطعيم أو من خلال المناعة الذاتية الناشئة عن إصابة سابقة بالحصبة الألمانية قبل الزواج. ففي الحقبة التي سبقت إدخال اللقاح كان هناك أربعة أطفال من كل ألف ولادة حية يولدون مصابين بهذه المتلازمة.
خلال العقد الماضي، ساهم التوسع الكبير بخدمات لقاح الحصبة الألمانية في تقليص عدد حالات الإصابة بها ومتلازمتها في بلدان متقدمة وفي بعض البلدان النامية. وفي أبريل/نيسان 2015 أصبح إقليم منظمة الصحة العالمية للأميركتين الأول من أقاليم العالم الذي يعلن خلوه من الانتقال الوبائي للحصبة الألمانية ومتلازمتها.
في المقابل، فإن معدل انتشار الإصابة بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية في إقليمي أفريقيا وجنوب شرق أسيا لا يزال هو الأعلى بسبب تدني مستويات التغطية بالتطعيم.
والحصبة الألمانية هي عدوى فيروسية معدية، وهي تُصنف مرضا معتدلا عادة لدى الأطفال، ولكنها مرض شديد الخطورة في حال أصاب الحوامل وتترتب عليه عواقب خطيرة حيث قد يسبب موت الجنين أو متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية. وينتقل فيروس الحصبة الألمانية عن طريق الرذاذ المتطاير في الهواء عندما يعطس أو يسعل شخص مصاب.
وأعراض الحصبة الألمانية عادة خفيفة في الأطفال، وتظهر أعراضها بارتفاع درجة الحرارة (عادة ما تكون أقل من 39 درجة مئوية) كما يظهر على الطفل المصاب الطفح الجلدي والغثيان والتهاب الملتحمة، ويحدث الطفح الجلدي في 50 إلى 80% من الحالات، وعادة ما يبدأ على الوجه والرقبة قبل التقدم أسفل الجسم، ويستمر لفترة ما بين يوم وثلاثة أيام.
كما يصاب الطفل بتورم في الغدد الليمفاوية خلف الأذنين وفي الرقبة، وهذه هي الميزة السريرية الأكثر تمييزا لها عن الحصبة العادية.
وفي حالة إصابة البالغين -التي تكون أكثر شيوعا لدى النساء- يحدث التهاب للمفاصل يستمر عادة من ثلاثة إلى عشرة أيام.
وبمجرد إصابة الشخص، ينتشر الفيروس في جميع أنحاء الجسم خلال حوالي خمسة إلى سبعة أيام، وتبدأ الأعراض بالظهور عادة بعد أسبوعين أو ثلاثة من الإصابة، وتتركز فترة العدوى الشديدة عادة بعد يوم إلى خمسة أيام من ظهور الطفح الجلدي.
ويعد تلقي التطعيم أهم إستراتيجية للوقاية من المرض، ويحتوي لقاح الحصبة الألمانية على سلالة حية ضعيفة من الفيروس، ويستخدم منذ أكثر من أربعين عاما، حيث إن جرعة واحدة تعطي أكثر من 95% من المناعة طويلة الأمد، وهي مماثلة لتلك التي تسببها العدوى الطبيعية بالفيروس.
المصدر: مواقع