كشفت نتائج دراسة علمية جديدة أجراها علماء من فرنسا وأستراليا، أسباب عدم ارتفاع درجة حرارة مياه البحر المحيطة بالقارة القطبية الجنوبية، كما يحصل في مياه مناطق المحيط العالمي الأخرى.
وتفيد مجلة Nature Communications، بأن درجات حرارة سطح المحيط ترتفع نتيجة الاحتباس الحراري. ولكن البحار المحيطة بالقارة القطبية الجنوبية تبقى باردة، حتى أن درجة حرارتها في بعض المناطق تنخفض. ويطلق علماء المحيطات على هذه الظاهرة لغز الحرارة “المفقودة” في القارة القطبية الجنوبية.
وقد درس علماء فرنسيون وأستراليون من مختلف المراكز والمؤسسات العلمية والجامعات، على مدى 25 سنة هذه الظاهرة ضمن برنامج SURVOSTRAL (Surveillance of the Ocean Austral).
وهذه الدراسة، هي أطول فترة زمنية لمتابعة تغير درجات الحرارة في المحيط الجنوبي على امتداد تقاطعه من الشمال إلى الجنوب. وقد استخدم الباحثون في معظم الحالات سفينة الإمداد الفرنسية L’Astrolabe في رحلات منتظمة بين هوبارت ومحطة الأبحاث الفرنسية دومون دورفيل في أنتاركتيكا.
واستخدم الباحثون مسبار XBT Bathythermograph الذي يغوص إلى عمق 800 متر ويسجل عمق ودرجة حرارة وملوحة المياه. واتضح لهم، أن الانخفاض الطفيف لدرجة الحرارة على السطح، يتغير في العمق إلى ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة بمقدار 0.04 درجة مئوية خلال كل عقد من الزمن، وهذا أسرع بمقدار خمس مرات من المعدل المتوسط في المحيط العالمي.
ويشير الباحثون، إلى أنه قد يكون لهذا الارتفاع عواقب خطيرة لجليد القارة القطبية الجنوبية. لأنه في المحيط قبالة سواحل القارة القطبية الجنوبية توجد آلية تيار المياه الصاعد Upwelling- صعود المياه العميقة إلى السطح. فإذا كانت المياه العمقية أكثر سخونة من السطح، فسوف تعمل بانتظام على “تقويض” جليد الجرف القاري من الأسفل.
وبالإضافة إلى هذا تنقسم مياه المحيط الجنوبي إلى طبقات مياه باردة عذبة التي تصل إلى سطح المحيط نتيجة ذوبان الجليد والثلوج. وهذه المياه الباردة تحل باستمرار محل المياه المالحة والأكثر دفئا والأثقل، التي تنزل إلى الأعماق.
ووفقا لتقييم الباحثين، ترتفع المياه الدافئة إلى السطح بسرعة 39 مترا خلال 10 سنوات. أي أسرع مما كان يعتقد سابقا. وهذا أمر مقلق، لأن مثل هذا الاحترار في العمق يمكن في النهاية أن يضعف التيار القطبي المحيط بالقارة القطبية الجنوبية، ما سيؤدي إلى اضطراب الآلية الكاملة للدورة البحرية العالمية، التي تعتبر أحد العوامل الرئيسية لنظام المناخ العالمي.
المصدر: روسيا اليوم