رصد العلماء انفصال قطعة جليدية هائلة عن القارة القطبية الجنوبية بحجم مدينة لندن. والجبل الجليدي الذي لم يُعلن اسمه بعد تبلغ مساحته 600 ميل مربع وقد انفصل عن الجرف الجليدي “برانت” الذي يبلغ سمكه حوالي 500 قدم يوم الأحد خلال موجة عالية من المد المعروفة باسم المد الربيعي، وفقًا لبيان صحفي صادر عن هيئة مسح القطب الجنوبي (باس) البريطانية.
وقال عالم الجليد دومينيك هودجسون في البيان الصحفي إن حدث الانفصال هو “جزء من السلوك الطبيعي لجرف برانت الجليدي” و “غير مرتبط بتغير المناخ”، بحسب ما نشرت صحيفة واشنطن بوست.
والتقطت الأقمار الصناعية صوراً للحدث الفريد، الذي وقع بعد حوالي 10 سنوات من رصد الأقمار الصناعية تزايداَ في صدع قديم في الكتلة الجليدية المعروفة باسم Chasm-1، وبعد عامين تقريبًا من انفصال جبل جليدي أصغر قليلاً اسمه A74 عن الجرف الجليدي نفسه.
والصدع الجليدي هو شرخ في الجرف الجليدي يمتد على طول المسافة من السطح إلى المحيط تحته، بينما الجرف الجليدي هو قطعة جليدية عائمة تكونت من الأنهار الجليدية التي تمر تحت الأرض.
وكتب تيد سكامبوس، كبير الباحثين في جامعة كولورادو في بولدر، في رسالة بالبريد الإلكتروني أنه في حين أن الجبل الجليدي “هو عبارة عن كتلة ضخمة من الجليد، يبلغ وزنها حوالي 500 مليار طن إلا أنه بعيد عن أن يكون أكبر جبل جليدي ينفصل على الإطلاق”.
ومن غير المتوقع أن يؤثر حدث الولادة على محطة أبحاث هالي التابعة لـهيئة مسح القطب الجنوبي BAS، والتي تم نقلها إلى داخل القارة في عام 2016 كإجراء احترازي بعد أن بدأ الصدع في الجرف الجليدي Chasm-1 في التزايد، بحسب ما نشر موقع سي ان ان.
وعلى عكس بعض الجبال الجليدية التي انفصلت سابقاً والكتل الجليدية المنهارة التي ارتبطت بتغير المناخ، قالت هيئة مسح القطب الجنوبي إن الانفصال هو “عملية طبيعية” و “لا يوجد دليل على أن تغير المناخ قد لعب دورًا مهمًا”.
يقول الباحثون إن التغيرات الحادثة في طبقات الجليد ترجع جزئيًا إلى مجموعة كبيرة العوامل منها تغير درجات حرارة الهواء الذي أصبح أكثر دفئًا من المعتاد، والتي ارتفعت إلى درجتين مئويتين فوق المتوسط فوق “بحر روس” في نوفمبر وديسمبر. من عام 2022. وأفادوا أن الرياح القوية سرعت أيضًا من انخفاض حجم كتل الجليد البحري.
وتظهر البيانات الأخيرة أن الجليد البحري لم يتعافى منذ ذلك الحين، مما يشير إلى أن القارة القطبية الجنوبية يمكن أن تنهي هذا الصيف برقم قياسي جديد للعام الثاني على التوالي.
يذكر أن القارة القطبية الجنوبية شهدت تغيرات كبيرة في الجليد البحري على مدى العقدين الماضيين على عكس القطب الشمالي ، حيث يقول العلماء إن تغير المناخ يؤدي إلى تسريع التأثيرات على الكتل الجليدية في كل مكان إلا أن الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية عرضة للتأثر والتغيير بدرجة كبيرة.
المصدر: dw.com