أظهرت دراسة جديدة أن الأرق يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري – حتى بين أولئك الذين يتمتعون بوزن صحي.
ويقول علماء إن المصابين بالأرق أكثر عرضة للإصابة باضطراب التمثيل الغذائي المدمر.
وحددت الدراسة، التي أجريت على نحو مليون شخص في جميع أنحاء أوروبا، 19 سببا محتملا – بما في ذلك عدم الحصول على قسط كاف من النوم.
وقالت البروفيسورة سوزانا لارسون، من معهد كارولينسكا في ستوكهولم: “أكدت دراستنا العديد من عوامل الخطر المحددة مسبقا، وحددت عوامل الخطر المحتملة الجديدة لمرض السكري النوع 2، باستخدام أحدث البيانات الموجزة. وينبغي أن تقدم النتائج فائدة لسياسات الصحة العامة للوقاية الأولية من مرض السكري النوع 2. ويجب بناء استراتيجيات الوقاية من وجهات نظر متعددة، مثل خفض معدلات السمنة والتدخين ومستوياته، وتحسين الصحة العقلية، ونوعية النوم، والمستوى التعليمي، والوزن عند الولادة”.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق، كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري النوع الثاني بنسبة 17٪، وهو الشكل المرتبط بالسمنة.
وعندما أُخذ مؤشر كتلة الجسم (BMI) في الاعتبار، انخفضت النسبة إلى 7%، وفقا لتقارير Diabetologia.
كما وجد أن الاكتئاب وشرب كميات كبيرة من القهوة، يزيدان من المخاطر. ولكن هذه الروابط أصبحت غير مهمة عندما أُخذ مؤشر كتلة الجسم في الاعتبار.
وحددت الدراسة أيضا 15 عاملا من العوامل التي تحمي من مرض السكري، بما في ذلك المستويات العالية من الكوليسترول الجيد والكوليسترول الكلي، ووزن الولادة الصحي، والبقاء هزيلا والذهاب إلى الجامعة.
وقالت لارسون: “مرض السكري النوع 2 هو مشكلة صحية عامة عالمية، تؤثر على 9 من كل 100 بالغ في جميع أنحاء العالم في 2015 وفقا للاتحاد الدولي للسكري. ويتسبب الانتشار المتزايد لمرض السكري النوع 2، إلى جانب المضاعفات الشديدة، في حدوث مرض هائل وعبء اقتصادي. لذا، من المهم أن نفهم بشكل أفضل أسباب مرض السكري النوع 2 ووضع استراتيجيات وقائية”.
وأنشأ فريقها “أطلسا عالميا” باستخدام تقنية تسمى “Mendelian Randomisation”، يستخدم المتغيرات الجينية المعروفة بأنها مرتبطة بعامل خطر محتمل – مثل الأرق – لاكتشاف العلاقات مع المرض.
وتم اختيارالمشاركين المصابين بداء السكري النوع 2 وغير المصابين به، من قاعدتي بيانات صحيتين.
وكان بينهم نحو 85000 شخص من أصل أوروبي، يعانون من مرض السكري، وأكثر من 900000 شخص غير مصاب.
وحددت الدراسة أيضا 21 عامل خطر “مقترح”، حيث لم تكن الأدلة قوية تماما. وشمل ذلك الإفراط في الشرب، وتخطي وجبة الإفطار، والقيلولة أثناء النهار، وقلة النوم، وتناول الكثير من الملح.
وأوضحت لارسون: “هذه هي الدراسة الأولى التي قامت بتقييم شامل للارتباطات السببية، بين عدد كبير من حالات التعرض ومرض السكري النوع 2 باستخدام أحدث البيانات الموجزة للمرض”.
وقالت إن تصميم الدراسة جعل النتائج أكثر موثوقية ودقة حتى الآن.
المصدر: ميرور