التقط تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا مجرة غير عادية، شكّلها اندماج مجري، وهو المصير الذي ينتظر مجرتنا درب التبانة.
وأطلق على NGC 1614 اسم مجرة ”بشكل غريب الأطوار” تشتعل بالنشاط، وتقع على بعد 200 مليون سنة ضوئية من الأرض، في الكوكبة الجنوبية لـ Eridanus. وما يميز NGC 1614 هو أنها تشكلت عندما اصطدمت مجرتان ببعضها البعض.
ويحيط بالمجرة المركزية تدفق كبير من الغازات النجمية، ويبرز في الفضاء ذيل طويل للمد والجزر – تيار ممتد من الغاز والنجوم يعطي المجرة مظهرا يشبه الشرغوف. واكتُشفت المجرة في عام 1885 من قبل رائد الفضاء الأمريكي، لويس سويفت.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA): “إن NGC 1614 هو نتيجة اندماج مجري نشط، ما يخلق مظهرا غريبا، بما في ذلك ذيل المد والجزر. ويؤدي الاصطدام الكوني أيضا إلى تدفق مضطرب للغاز البنجمي، من أصغر مجرتين متورطتين في نواة المجرة الأكبر، ما يؤدي إلى انفجار نجمي بدأ في النواة وانتشر ببطء إلى الخارج عبر المجرة. ونظرا لماضيها المضطرب ومظهرها الحالي، يصنف علماء الفلك NGC 1614 على أنها مجرة غريبة، مجرة انفجار نجمي، ومجرة مضيئة بالأشعة تحت الحمراء”.
ويبدو أن مصيرا مشابها يمكن أن يحل ذات يوم بمجرة درب التبانة، عندما تصطدم بمجرة “أندروميدا”.
وأعلن علماء الفلك التابعون لوكالة ناسا في عام 2012 أن “الحدث الكوني الكبير” القادم، الذي سيؤثر على مجرتنا ونظامنا الشمسي، سيكون “تصادما عملاقا” مع مجرة مجاورة.
وعندما يحدث هذا، فمن المرجح أن شمسنا ستندفع بعيدا إلى منطقة جديدة من الفضاء.
وقال سانغمو توني سون، من معهد علوم التلسكوب الفضائي (STScI) في بالتيمور: “بعد ما يقرب من قرن من التكهنات حول مصير أندروميدا ودرب التبانة في المستقبل، لدينا أخيرا صورة واضحة لكيفية تطور الأحداث خلال المليارات القادمة من السنين”.
وتقع مجرة “أندروميدا”، المعروفة أيضا باسم M31، على بعد 2.5 مليون سنة ضوئية. ولكن المجرة تنهار ببطء، وبثبات، نحو درب التبانة. وفي غضون أربعة مليارات سنة تقريبا، ستصطدم المجرتان.
ويتأثر سحب المجرتين تجاه بعضها البعض بالمادة المظلمة الغامضة، التي تحيط بكلتا المجرتين. وتظهر البيانات التي جمعها تلسكوب هابل، أن المجرات تستغرق أربعة مليارات سنة أخرى بعد الاصطدام لتندمج بشكل كامل.
ولحسن الحظ، فإن المسافة بين النجوم الفردية كبيرة جدا، لدرجة أنه من غير المحتمل أن تصطدم النجوم ببعضها البعض.
المصدر: روسيا اليوم