حذّر علماء من أن واحداً من عشرة من الأنظمة البيئية البرية الخام في العالم اختفت في الأعوام العشرين الماضية، مطالبين باعتماد سياسات دولية للحدّ من هذا التدهور.
وكانت هذه المساحات الطبيعية الخام تشكل ما يوازي في مجموعه ضعف مساحة ألاسكا، وهي عامل ضروري في التنوع البيئي على كوكب الأرض، وايضاً في مواجهة آثار الاحترار المناخي، على ما جاء في تقرير نشر اثناء مؤتمر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة المنعقد في هونولولو.
وقال جيمس واتسون الباحث في جامعة كوينزلاند الاسترالية والعضو في منظمة «وايلد لايف كونسرفايشن» (الحـــفاظ على الحياة البرية) ان «البراري التي تشكل أهمية لكوكب الارض، لا تحــظى بأي اهتـــمام في السياسات البيــــئية، علماً انها معاقل للتنوّع البيئي المهدّد، وتؤدي دوراً اساسياً في تعديل المناخ، وتؤمن المعيشة لجماعات هي من الأكثر تهميشاً سياسياً واقتصادياً» في العالم.
وفي حال لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية هذه المساحات الخام، فإنها توشك أن تتداعى امام التمدد العمراني وتوسّع الأنشطة الصناعية. ورأى واتسون أن أمام العالم عقد الى عقدين لعالجة هذا الامر وحماية ما تبقى، مشددا على ضرورة ان يتحرك المجتمع الدولي في هذا الاتجاه.
ولفت العلماء الى ان معظم السياسات البيئية الحالية تتركز على الأنواع المهددة، مع إهمال الفقدان الواسع النطاق لأنظمة بيئية كاملة، ولاسيما الأنظمة البيئية الخام. مشيرين إلى أن هذه المساحات الطبيعية قلما حظيت باهتمام الدارسين.
لذلك عمدوا الى وضع خرائط للبراري الخام، وهي الانظمة البيئية البرية التي لم يصبها النشاط البشري بأي ضرر. قارن العلماء بين خرائطهم وبين تلك التي رسمت في التسعينيات من القرن الماضي. وتبين ان الارض ما زالت تضم ثلاثين مليون كيلومتر مربع من المساحات الطبيعية الخام، اي ما يعادل 20 في المئة من مجموع مساحة اليابسة على كوكب الارض. ومعظم هذه المساحات تقع في أميركا الشمالية وشمال آسيا والقارة الافريقية واستراليا.
اظهرت المقارنة ان ثلاثة ملايين و300 الف كيلومتر مربع، اي ما يوازي 10 في المئة من إجمالي هذه المساحات، قد اختفت في الاعوام العشرين الماضية، وخصوصا في اميركا الجنوبية.
ورأى اوسكار فنتر الاستاذ في «جامعة بريتيش كولومبيا» وأحد معدي الدراسة ان «حجم الخسارة المسجل في عقدين مروع… في حال لم تتخذ اجراءات شاملة وحاسمة سنفقد آخر هذه الكنوز الطبيعية».
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية