أشارت القناة التلفزيونية الرسمية الدنماركية “دي آر” إلى التأثيرات النفسية على البشر مع استمرار تدفق أخبار سلبية عن كورونا، واستمرار العزلة الاجتماعية. وبحسب علماء نفس، فإن “العزلة ومتابعة القصص السلبية على وسائل الإعلام ليستا سوى كوكتيل (خليط) سيئ”.
وأوضحت القناة، من خلال خبراء الصحة النفسية أن الناس يشعرون بأهمية “متابعة مجريات كورونا، حيث من المفترض علينا الاطلاع على التحديثات بشكل متواصل مع انتشار الوباء”. بيد أن هؤلاء يرون أنه “حين يجري قصف الناس (وهو التعبير الحرفي المستخدم في القناة) بقصص في وسائل الإعلام عن ارتفاع أعداد الوفيات وانهيار منظومات صحية وتزايد الحديث عن أزمة اقتصادية وفقدان الناس لوظائفهم تؤدي كلها إلى انهيار المعنويات، وتزداد احتمالية شيوع نظرة سوداوية”، بحسب ما يذهب طبيب علم النفس المهني، إيبا ليفينت.
ونوهت القناة إلى أن هذه النتائج ليست أمراً طارئا، فقد أظهرت دراسة بريطانية في 2011، بعنوان “التأثيرات النفسية للنشرات الإخبارية التلفزيونية: كورثة المخاوف الشخصية”، أن الأشخاص الذين يتابعون أخبارا سلبية على الشاشات يميلون إلى أن يصبحوا أكثر خوفا وحزنا وقلقا على أوضاعهم الشخصية.
وأشار الخبير في علوم النفس، ليفنت، إلى أن العزلة تجعل الأمور أكثر صعوبة، فما يزال الناس، وسط جائحة كورونا، يعملون من البيوت أكثر مما كانوا يفعلون سابقا، وامتزاج العزلة بتدفق الأخبار السلبية “يمكن أن يؤدي إلى تشكل نموذج سلبي للتفكير”. وأوضح أن “دراسات عديدة سابقة حول العزلة الاجتماعية أظهرت انتشار مجموعة من أعراض الإجهاد النفسي والاضطرابات والخوف والغضب والإرهاق، وحين تجتمع كل تلك الأعراض مع استهلاك الكثير من الأخبار السلبية، فسنكون أمام خلطة من أسوأ الخلطات النفسية”.
وحول تلازم انتشار الأخبار السلبية حول كورونا والصحة النفسية للبشر، قال إنه “فوق ذلك كله نحن سائرون إلى أزمات اقتصادية، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من الاكتئاب، ما يعني أننا أمام مخاطر تحول الناس إلى قنابل نفسية”.
وقدم الخبير النفسي نصائح بتخفيض متابعة الأخبار السلبية، مضيفاً أنه “علينا ألا نذهب لمراجعة الأخبار السلبية حول كورونا من خلال الهاتف ووسائط التواصل عدة مرات يومياً، ويمكن للناس استخدام نصف ساعة للحصول على مقتطفات إجمالية بدل ترك التلفزيون يشتغل 16 ساعة في الخلفية، فهذا الأمر (تشغيل التلفاز في الخلفية) سيئ للصحة العقلية والنفسية”. وتابع أنه “يجب إغلاق التلفاز وطرح أسئلة على الذات حول المصادر الموثوقة للأخبار، وهو ما يتطلب تدريب الذات على البحث عن مصادر موثوقة بدل الغرق في الأخبار السلبية، فنحن البشر لدينا قابلية الانشغال بالمشاكل وهو ما تستغله بعض الوسائط، ولكن شرط أن تتابع وسائل إعلام وصحافة بناءة، حيث تشير إلى حلول وتفاؤل فذلك يساعد مزاج القراء”.
المصدر: العربي الجديد