تخطت إيطاليا عتبة 4 آلاف وفاة جراء وباء كورونا، الذي دفع ولايتي نيويورك وكاليفورنيا الأمريكيتين لفرض حجر عام، في وقت دعي فيه أكثر من 800 مليون شخص في أنحاء العالم لملازمة منازلهم.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، في بيان، اليوم السبت، ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس “كورونا” المستجد “كوفيد 19” في العالم إلى 234 ألفا ووفاة 10 آلاف شخص تقريبا.
وفي الولايات المتحدة قررت ولايتي نيويورك وكاليفورنيا اللتان تعدّان الشريان الاقتصادي للبلاد، وقف كل الأنشطة غير الأساسية ومنع التجمعات، ويشمل مدينتَي نيويورك ولوس انجليس ومنطقة سيليكون فالي، التي يقطن فيها نحو 60 مليون شخص.
كما اتخذت ولاية إلينوي التي تضم ثالث مدن الولايات المتحدة، أيْ شيكاغو، قرار “البقاء في المنازل” الذي تُعد قيوده أخف بقليل من قراري الولايتين الأخريين.
غير أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب استبعد، يوم الجمعة، فرض حجر عام في كامل البلاد، فيما وسعت الولايات المتحدة إغلاق الحدود البرية ليشمل المكسيك، إلى جانب كندا.
بدوره، أبدى الجيش الأميركي الاستعداد لتحويل نحو 10 آلاف سرير فندقي في نيويورك إلى أسرّة طبّية “خلال ثلاثة أسابيع أو أربعة”.
وأودى فيروس كورونا بحياة 627 شخصا في إيطاليا في الساعات الـ24 الأخيرة، في عدد قياسي جديد يرفع حصيلة الوفيات إلى أكثر من 4 آلاف في هذا البلد الذي أصبح الأكثر تضررا في العالم.
وفي منطقة لومبارديا في شمال البلاد، وهي المنطقة الأكثر تضررا مع تسجيل أكثر من 2500 وفاة، أنشأت منظمة “سماريتان بيرس” الإنجيلية الأمريكية مشفى موقتا مجهزا بوحدة للعناية المركزة، من أجل المساهمة في مساعدة المؤسسات المحلية المكتظة.
وأحصت فرنسا الجمعة 78 وفاة جديدة في الساعات الـ24ـ الأخيرة، ما يرفع الحصيلة الاجمالية للوفيات في البلاد الى 450.
كما تخطت إسبانيا عتبة الألف حالة وفاة، وسجلت نحو 20 ألف إصابة.
وفي إيران، تم تسجيل أكثر من 1400 حالة وفاة ونحو 20 ألف إصابة.
من جانبها، قررت الحكومة البريطانية الجمعة غلق الحانات والمطاعم وصالات السينما والرياضة والمسارح، في إطار تشديد تدابير المكافحة.
وجرى استصدار قرارات مماثلة في أنحاء العالم، على غرار تونس التي فرضت حجرا صحيا في البلاد، لكن دون تحديد موعد دخوله حيز التنفيذ.
هذا وقد دعي أكثر من 800 مليون شخص في أكثر من 30 دولة إلى ملازمة منازلهم، أكان ذلك بسبب قرارات الحجر العام أو التوصيات أو حظر التجول، بحسب بيانات أوردتها وكالة “فرانس برس”.
وحذر خبراء في الأمم المتحدة من أن هناك ملايين الأشخاص لا يملكون الحد الأدنى من وسائل مكافحة الفيروس مثل المياه والصابون.
واعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس الجمعة، أنّ تجربة مدينة ووهان الصينية التي بدأ الفيروس انتشاره منها وحيثُ لم تُسَجّل أي إصابة محلّيّة المصدر منذ الخميس، “تمنح أملا” للعالم.
وباتت الصين قادرة على تزويد العالم بمعدات للتصدي لانتشار فيروس كورونا، فقد قامت، يوم الجمعة، بتسليم الجمهورية التشيكية أكثر من مليون قناع للوقاية.
وإلى جانب المأساة الصحية، قد يغرق فيروس كورونا العالم في انكماش اقتصادي، رغم تخصيص مليارات الدولارات على وجه السرعة في الولايات المتحدة وأوروبا.
وحذرت منظمة العمل الدولية من أن 25 مليون وظيفة ستكون مهددة في العالم، في غياب استجابة دولية منسقة. كما حذر المصرف المركزي الأوروبي من أن الاقتصاد الأوروبي “سيتقلص كثيرا”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية