علق تجمع العلماء المسلمين في بيان على كلام مطران بيروت وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، فقال: “الدور المطلوب من رجال الدين، أن يكونوا صمام الأمان في الوطن وأن يسعوا الى تقريب وجهات النظر وألا يعملوا على إثارة الضغائن وبث الفتن، وكل من يقوم بذلك هو خارج إطار المفهوم الحقيقي لرجل الدين الرسالي الذي يحمل أمانة السماء في نشر المحبة والسلام”.
واكد أن “السلاح الذي تحدث عنه البعض هو الذي حرر بلادنا من رجس الاحتلال الصهيوني وهو الذي أعاد أرضنا، وهو الذي يمنع العدو الصهيوني من القيام بأي اعتداء جديد، وهو الذي أجهز على الفتنة التكفيرية ومنع وضع لبنان في خانة الدول التي يسيطر عليها الإرهاب، وهذا السلاح هو الذي أعاد الأديرة في سوريا وحمى الرهبان والراهبات من تسلط التكفيريين ومنعهم من الإساءة إلى مقدساتهم”.
اضاف: “في نفس الوقت هذا السلاح لم يستخدم يوما للسيطرة على البلد، وحملته لم يستولوا على السلطة، بل كانوا دائما شركاء وفي أكثر الأحيان مشايخ صلح بين الأطراف المتنازعة، هم لم يستخدموا سلاحهم للسيطرة على المواقع في الإدارات، بل أنهم أكثر الناس بعدا عنها، ولم يستغلوا هذا السلاح لفرض القرارات، بل أن كثيرا من القرارات تم إقرارها من دون أن يكون فيها مصلحة لهذه الفئة”.
وتابع: “أما سيد هذه المقاومة فهو أشرف أهل الأرض، قائد رباني، لم ينظر للثورة وبقي خارجها، لم يرسل أولاده ليتعلموا في فرنسا أو أميركا أو بريطانيا، بل أرسلهم إلى ساحات الشرف والجهاد ليدافعوا عن لبنان وارتقى ابنه البكر شهيدا في سبيل الوطن. سيد هذه المقاومة لم نجد له إبنا أو قريبا، لا وزيرا ولا مديرا عاما، بل ولا موظفا بواسطة في أي دائرة من دوائر الدولة، وهو الذي يستطيع بما له من محبة وبما له من سلطة وبما له من حضور أن يجلب كل ذلك لعائلته. سيد هذه المقاومة ليس لديه حسابات لا في بنوك لبنان ولا في بنوك العالم ولم يبن قصرا ولم يستفد من موقعه للعيش في رغد الحياة، بل هو مجاهد يقضي ليله ونهاره في خدمة المقاومة ولحماية أهلنا في لبنان على اختلاف طوائفهم، فلا رحلات استجمام ولا حرية بالتنقل، بل يعيش في خطر دائم من عدو يترصده في كل لحظة للنيل منه وعناية السماء ودعاء المؤمنين يحفظانه”.
واكد “إننا في التجمع على قناعة أن الكلام الصادر عن المطران عودة بحق المقاومة وسيدها لا يعبر عن الطائفة المحترمة التي ينتمي إليها مصدر هذا الكلام، بل إننا نجزم بأن الغالبية العظمى من أبنائها يكنون كل المحبة والاحترام لهذه المقاومة وسيدها ولديهم في المقاومة أركان قاومت واستشهدت في سبيل الوطن وعلى رأسهم “جمول” الشهيد جورج حاوي”.
وختم: “لذلك فإننا في نفس الوقت الذي نحي الكلام الصادر عن المطران عطا الله حنا، والذي يعبر عن التوجه الحقيقي للكنيسة المشرقية، نطالب غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي باتخاذ الإجراءات الكنسية التي تكفل عدم تكرار مثل هكذا كلمات تسهم في الفتنة وتؤثر على السلم الأهلي وتصب من حيث يريد مطلقها أو لا يريد في خدمة العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام