أكد سفير ومندوب الجمهورية الإسلامية الايرانية الدائم في منظمة الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، أنه “لیس امام اميركا سوى الرحیل عن افغانستان”. وفي كلمته التي القاها مساء الثلاثاء خلال اجتماع عقد تحت عنوان “السلام والأمن في افغانستان”، قال تخت روانجي إنه “بعد نحو عقدين من الغزو الأميركي لأفغانستان فقد اتضح الآن تماماً أنه لا سبيل أمام الولايات المتحدة سوى مغادرة هذا البلد، وكلما قامت بذلك بصورة أسرع فهو أفضل لها”.
واعتبر أن افغانستان “تعبر الآن من نقطة حرجة” وتابع قائلاً، إن “جهوداً واسعة تبذل من أجل انجاح الانتخابات الرئاسية التي ستقام في 28 أيلول/سبتمبر 2019 وهنالك في الوقت ذاته محاولات لإضعاف هذا الحدث، إن اجراء انتخابات رئاسية حرة ومنصفة يمكنه تعزيز المؤسسات الديمقراطية في هذا البلد”. ودعا منظمة الأمم المتحدة والمجتمع العالمي لدعم اقامة الانتخابات في افغانستان وفق خطة مبرمجة، مضيفاً أن “ايران تدعو كذلك جميع الاحزاب والفئات السياسية الافغانية وجميع الافغان المتوفرة فيهم الشروط اللازمة للمشاركة بصورة فاعلة لأن هذا الامر ضروري لتحسين الظروف الامنية والاجتماعية والاقتصادية في افغانستان”.
وأكد تخت روانجي أن “الكثير من الحوادث على الصعيد الأمني، مثلما ورد في تقرير الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ، تشير الى أن الأوضاع الأمنية متغيرة. تصاعد هجمات داعش يبعث على القلق الشديد وهي بحاجة الى مكافحة جادة وحازمة”، مضيفاً أن “بعض الدول عززت قدرات داعش الهجومية من خلال دعمها لها ومن ضمن ذلك نقل عناصرها من سوريا والعراق الى افغانستان.” وأكد سفير ومندوب ايران الدائم في الأمم المتحدة ضرورة خروج القوات الأميركية من افغانستان، مضيفاً أنه “مثلما قلنا مراراً فإن خروج جميع القوات الأجنبية بصورة مسؤولة وفي فترة زمنية محددة هو مطلب اكيد للشعب الافغاني. إننا ندعو الحكومة وجميع الاطراف الافغانية الى التزام الحذر والتعاون الوثيق مع بعضهم بعضا كي يتمكنوا من العبور من الأوضاع الامنية المتأزمة الراهنة بنجاح”.
واعتبر “النزاع واقتتال الاخوة بأنه يدعم الذين لا يرغبون برؤية افغانستان آمنة ومستقرة”، مضيفاً أنه “من اجل الوصول الى الوفاق الوطني ووقف اطلاق النار الدائم ندعو جميع الاطراف لالتزام اقصى درجات ضبط النفس والحيلولة دون تدهور الاوضاع والامتناع عن استهداف المدنيين.” وصرح قائلا إنه “لا افغانستان ولا المنطقة، تتحملان مرحلة جديدة من النزاع. السلام هو اكثر مطالب الشعب الأفغاني الحاحاً ويجب تلبيته من قبل جميع الفئات الأفغانية، إذ يتوجب التعاون من أجل السلام بدلاً عن المواجهة”. وأكد أن “أي عملية للسلام يجب أن تتم بتسهيل من منظمة الأمم المتحدة وباشراف الافغان انفسهم”، ودعا “اللاعبين الاقليميين والدوليين لدعم مسيرة السلام وان يسمحوا بتحديد مستقبل افغانستان من قبل الافغان انفسهم”، مشددا على انه “يجب ان يكون للحكومة الافغانية الدور الاساس في جميع الجهود الرامية الى السلام وان اي اتفاق للسلام ينبغي ان يبرم بمشاركتها”.
كما اكد سفير ايران ضرورة الحفاظ على الدستور الافغاني والمؤسسات المنبثقة عنه، مضيفاً انه “في حال الاتفاق على اصلاح الدستور فإنه ينبغي أن يتم وفقا للوتيرة الواردة في الدستور نفسه وتحت اشراف الحكومة الشرعية في افغانستان.” واكد أنه “لا يحق لأي دولة ان تتخذ القرار لمستقبل افغانستان وان اي مفاوضات سلام سيكون مآلها الفشل إن جرت في غياب الحكومة الافغانية والاجنحة السياسية او بصورة احادية واختصاصية وغير شفافة”.
المصدر: وكالة أنباء فارس