استقبل رئيس جمهورية بيلاروس الكسندر لوكاشينكو، اليوم الاثنين، وزير الخارجية السوري وليد المعلم والوفد المرافق له.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وآفاق تعزيز التعاون والتشاور وتبادل الزيارات بينهما بما يخدم مصالحهما المتبادلة إضافة إلى مستجدات الأوضاع في سوريا وعلى الساحتين الإقليمية والدولية.
ونقل وزير الخارجية والمغتربين تحيات الرئيس بشار الأسد وأمنياته الطيبة للرئيس البيلاروسي لوكاشينكو وتقديره وتقدير الشعب السوري للمواقف المبدئية الثابتة لبيلاروس والداعمة لسوريا في مواجهة الحرب الإرهابية التي تشن عليها وللدعم الذي تقدمه بلاده لسوريا في المحافل والمنظمات الدولية موجها الشكر للرئيس لوكاشينكو على رعايته الشخصية خلال الفترة الماضية للمبادرة الإنسانية باستضافة الأطفال السوريين من ابناء الشهداء والأطفال فاقدي الرعاية في مخيمات جمهورية بيلاروس والآثار الإيجابية التي تركتها هذه المخيمات على الأطفال السوريين والتي تساهم في تعزيز نشأتهم وتنميتهم وتعزيز روابط الصداقة والعلاقات الثقافية والاجتماعية بين الشعبين الصديقين.
وقدم الوزير المعلم عرضا لمستجدات الأوضاع في سورية وحربها على الإرهاب مؤكدا أن سوريا مستمرة في مكافحة الإرهاب الذي يهدد المنطقة والعالم بكل اشكاله بما فيه الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها عبر الحصار والإجراءات القسرية الاقتصادية المفروضة على سوريا وذلك حتى تحرير آخر شبر من الأراضي السورية وإعادة الأمن والأمان للسوريين على كامل الجغرافيا السورية.
وأشار الوزير المعلم إلى رغبة سورية في الارتقاء بعلاقاتها الثنائية مع جمهورية بيلاروس وخاصة في المجال الاقتصادي مرحبا بمشاركتها في عملية إعادة الإعمار واستعداد سوريا لتقديم كل التسهيلات التي تحتاجها الشركات البيلاروسية للمساهمة في هذه العملية.
من جهته أعرب الرئيس البيلاروسي عن دعم بلاده الثابت لسوريا الصديقة إزاء ما تتعرض له وعن وقوفها إلى جانب سوريا وقيادتها في مواجهة الهجمة الإرهابية التي تتعرض لها وتقدير بيلاروس للسياسة التي تنتهجها سوريا، مشددا على أهمية التعاون مع سورية في مواجهة الإرهاب ومؤكدا أن بيلاروس ترغب في تعزيز الصداقة مع سوريا في مختلف المجالات.
ولفت الرئيس لوكاشينكو إلى أن البرنامج الذي أطلقته بيلاروس باستقبال المئات من أبناء الشهداء من سوريا يأتي تعبيرا عن تقديرها لتضحيات آبائهم في مواجهة الإرهاب وللجهود العادلة التي تبذلها سورية دفاعا عن حقها وعن سيادتها وعن الشعب السوري مؤكدا استعداد بلاده لمساعد الشعب السوري في إعادة الإعمار وبذل كل الجهود اللازمة لتطوير التعاون بين البلدين.
وطلب الرئيس البيلاروسي من الوزير المعلم نقل تحياته إلى الرئيس الأسد معربا عن تقديره لمواقف القيادة السورية الشجاعة والمبدئية.
حضر اللقاء من الجانب السوري محمد أيمن سوسان معاون وزير الخارجية والمغتربين ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين ومن الجانب البيلاروسي فلاديمير ماكي وزير الخارجية ويوري سلوكا سفير جمهورية بيلاروس في دمشق.
كما عقدت ظهر اليوم في مقر وزارة الخارجية البيلاروسية جلسة محادثات رسمية تضمنت اجتماعاً مصغراً بين المعلم وماكي جرى خلالها استعراض مفصل لواقع العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل الارتقاء بها إلى المستوى المأمول الذي يرغب به البلدان بما يعود بالنفع المشترك عليهما وعلى شعبيهما الصديقين.
وأكد المعلم عمق العلاقات التي تربط بين سوريا وبيلاروس وأهمية العمل على تعزيزها في مختلف المجالات وخاصةً في المجال الاقتصادي بما يوازي العلاقات المتينة والتنسيق المستمر سياسيا لافتاً إلى أهمية استئناف اجتماعات اللجنة المشتركة السورية البيلاروسية وتفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين الصديقين داعياً بيلاروس إلى المساهمة في عملية إعادة الإعمار في سوريا.
وعرض الوزير المعلم موقف سوريا من مختلف التطورات السياسية والميدانية فيها وعلى الصعيد الإقليمي مشدداً على رفض سوريا التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية ومشيداً بمواقف جمهورية بيلاروس الداعمة لسوريا والتي تستند إلى احترام القانون الدولي وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.
من جهته رحب الوزير ماكي بزيارة الوزير المعلم مشيراً إلى أن الزيارة تشكل دليلاً على متانة العلاقات التي تربط البلدين الصديقين وستساهم في تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات.
وأكد الوزير ماكي أن بلاده ستستمر في الوقوف إلى جانب سوريا وشعبها في وجه ما تتعرض له وهي تدعم سيادة سوريا ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية معرباً عن أمله في عودة الأمن والاستقرار إلى كل الأراضي السورية.
حضر جلسة المحادثات من الجانب السوري سوسان والعمراني ومهند علوش القائم بأعمال السفارة السورية في مينسك والوفد المرافق للوزير المعلم في حين حضرها من الجانب البيلاروسي سلوكا وكبار مسؤولي وزارة الخارجية البيلاروسية.
وبعد جلسة المحادثات عقد الوزيران المعلم وماكي مؤتمراً صحفياً أجملا فيه المواضيع التي تم بحثها في لقائي المعلم مع الرئيس البيلاروسي ووزير خارجيته.
وكان الوزير المعلم قد وصل إلى العاصمة البيلاروسية مينسك تلبيةً لدعوة رسمية من وزير خارجية جمهورية بيلاروس.
المصدر: سانا