يمتد الصيام في شهر رمضان المبارك إلى ساعات طويلة؛ إذ يجد الصائم نفسه مفتقداً إلى الطاقة، وذلك حتى بعد الإفطار. في الواقع، لا تعتبر كل الأطعمة التي يمكن تناولها في موعد الإفطار مثالية، ولا يفيد تعويض الحرمان بالأكل العشوائي بطريقة غير مدروسة. هذا ما يسبب تغييراً جذرياً في النظام الغذائي ويسبب مشاكل لا من حيث زيادة الوزن فحسب بل أيضاً في الصحة. تبرز هنا الحاجة إلى التركيز على مصادر الطاقة الأساسية والأطعمة التي تمدّ الجسم بها، فتحميه من المشكلات الصحية التي يمكن التعرض لها في شهر الصوم ومن التعب المرافق له.
لا بد للصائم من تحضير جسمه للصيام مع بداية رمضان، حتى يعتاد على نمط الحياة الجديد من دون التعرض لمشكلات صحية، ويتجنب التعب والإرهاق. فبشكل خاص في الفترة الأولى، تبرز الحاجة لتحضير الجسم من خلال خطوات أساسية يجب التركيز عليها.
من المهم الحد من تناول الكافيين بمختلف مصادره، مثل القهوة والشاي بشكل خاص، وذلك بهدف تجنّب آلام الرأس وغيرها من الأعراض التي يمكن التعرض لها نتيجة الانقطاع المفاجئ عن مصادر الكافيين. والبدء بالتخفيف من التدخين تدريجاً قبل الصيام بأيام. كذلك شرب كميات كافية من الماء لتعويض السوائل التي يخسرها الجسم أثناء الصوم، إلى جانب البدء بالاعتياد على الأكل الخفيف. يُنصح بالحد من تناول الأطعمة الدسمة كالمقليات والحلويات والأطعمة الغنية بالدهون؛ كونها تستدعي مجهوداً إضافياً لهضمها. يُنصح باستبدالها بالأطعمة السهلة الهضم كالحساء والحبوب الكاملة والسلطات والخضر.
يُنصح، أيضاً، بالتركيز على الوجبات الخفيفة والبطيئة الهضم كونها تحمي من هبوط معدلات السكر خلال النهار وتمد الجسم بالطاقة لوقت أطول. من الضروري الحرص على اعتياد الجسم على استهلاك وجبات صحية تؤمن له الطاقة لفترات أطول، بدءاً من الأيام التي تسبق بداية شهر رمضان المبارك. كما ينصح بتجنب الأطعمة التي تحتوي على سكريات بسيطة سريعة الهضم، كالعسل والمربّى والحلاوة والشوكولاته والحلويات بأنواعها.
لا بد من التركيز على المأكولات التي تمد الجسم بالطاقة لساعات أطول، خصوصاً في موعد السحور لتزويد الجسم بالطاقة لوقت أطول مما يسمح بتجنب التعب والكسل المرافق للصيام.
يلجأ كثيرون إلى الأطعمة المشبعة بالدهون والسكريات في وجبة السحور، وهي لا تحتوي على العناصر المغذية التي تمد الجسم بالطاقة، ما يسبب شعوراً بالجوع والتعب والخمول في ساعات الصيام. لذلك من الأفضل تجنبها والقيام باختيارات فضلى، خصوصاً الأطعمة الغنية بالألياف التي تؤمن الطاقة وتعطي إحساساً بالشبع لوقت أطول.
طبعاً، لا بد من ممارسة الرياضة يومياً لتجنب السُمنة ومساعدة الجسم على حرق الدهون والحفاظ على النشاط.
في سياقٍ آخر، بسبب عدم تناول الطعام وعدم شرب الماء طوال النهار، تنخفض معدلات الطاقة في الجسم وتزيد صعوبة متابعة الحياة الروتينية بنشاط. كما أنه مع الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة في موعد الإفطار، يزيد الارتخاء في الجسم والإحساس بالتعب. من هنا تأتي أهمية التركيز على بعض الأطعمة بين وجبتي الفطور والسحور لاعتبارها تمد الجسم بالطاقة خلال ساعات الصيام.
يشكّل التمر المصدر الأول للطاقة في رمضان، لاعتباره يؤمن للجسم عناصر غذائية متعددة يفقدها الصائم فيعوضها له ويمده بالنشاط والحيوية، كذلك الفول والحبوب الكاملة؛ فهي من الأطعمة التي تؤمن إحساساً بالشبع لفترات طويلة، كما تمد الجسم بالطاقة.
السبانخ أيضاً من المصادر الأساسية للطاقة التي تحمي من الإحساس بالتعب في ساعات الصيام. يشار إلى أنّ الشوفان، والكينوا، يمنحان شعوراً بالشبع لوقت طويل ويؤمّنان الجسم بالطاقة.
المصدر: العربي الجديد