كثيرةٌ هي الطرق المكتظة ملفاتٍ وتحدياتٍ في مِنطقتِنا… لكنَ “طريقاً واحداً، حِزاماً واحداً” هو طريقٌ بخطواتٍ متسارعةٍ ومسارٍ مكتظٍ بالرسائل.
مشروعٌ صيني او طريق اقتصاديّ مشته بكين ومعها موسكو، يَفرِضُ نفسَهُ في استراتيجيةِ الاقتصادِ العالمي، يَعْبُرُ نحوَ ثمانيةٍ وستينَ دولةً ويَملِكُ اربعينَ في المئةِ من الانتاجِ العالمي، وليست فيهِ – بل تُعاديه – اميركا..
طريقُ حريرٍ، لكنَّ رَسائِلَهُ ملتهبة، ومنهُ تتفرعُ مساراتٌ في السياسةِ الدوليةِ تتقاطعُ عندَ الازماتِ الكبرى لا سيما ازمةِ النِفطِ الايرانيِ وسِياسةِ التغولِ الاميركي، وتتسابَقُ معَ طرقٍ اخرى يَمشيها البعضُ باسمِ صفقةِ القرن، ارادَها القيمونَ عليها بازاراً لبيعِ القدسِ والقضايا القوميةِ باسمِ الواقعيةِ السياسيةِ والحاجاتِ الاقتصادية..
وبلا حاجةٍ او حُجَّةٍ، يمشي البعضُ اللبنانيُ طريقَ الصفقةِ، مصَفِقاً بلا مكاسبَ، ومقدماً من الثوابتِ الوطنيةِ دونَ رِيعٍ داخليٍ او خارجي، زمنَ الحاجةِ للتحلي باعلى درجاتِ الدقةِ معَ حَراجةِ المرحلة، والحاجةِ للارتقاءِ الى مستوى التحدياتِ بعيداً عن الشخصيِ من الاعتبارات..
ماليا وقبلَ اعتبارِ الموازنةِ منجزةً، يعكِفُ الوزراءُ على قراءَتهِا مقدمةً لبحثِ بنودها الثلاثاءَ المقبل. فكلُ اللقاءاتِ لم تَحسِمِ المشهَدَ الذي تُرِكَ تفصيلُهُ لطاولةِ مجلسِ الوُزراء. لكنَ المهمَ ان تسلُكَ الموازنةُ طريقَها الى النقاشِ السريعِ تمهيداً لاِقرارِها في مجلسِ النوابِ كما قالَ الرئيسُ نبيه بري..نقاشٌ تنتظرهُ اسئلةٌ كثيرةٌ ابرزُها ماذا عن الرواتب؟ وماذا عن خِدمةِ الدينِ التي بلغت خمسةً وثلاثينَ في المئةِ من نفقاتِ الموازنة ؟
اما الوارداتُ التي سَوَّفها اللبنانيونَ كَثيراً فعادت لتُطِلَ اليومَ بايجابيةٍ ولو برِيعٍ بعيد، فاولى الابارِ النِفطيةِ سيُبدأُ حَفرُها بحدودِ الخمسةِ وخمسينَ يوما كما قالت وزيرةُ الطاقة ندى البستاني، على املِ الانتاجِ القريب، من البلوك اربعة الى البلوك تسعة بعدَ ان يتمكنَ لبنانُ باوراقِ قوتِهِ من وقفِ نزيفِ هذا البلوك غازياً بفعلِ العدوانيةِ الصِهيونيةِ المرعيةِ اميركياً..