أعلن خبراء أميركيون الخميس أن موقعا لاطلاق الصواريخ كانت كوريا الشمالية بدأت تفكيكه في إطار تقاربها مع الولايات المتحدة بات “عملانيا” مجددا بعد أن أعادت بيونغ يانغ أعمال البناء فيه، معتبرين الخطوة بمثابة “إهانة” لاستراتيجية الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
واستنادا إلى صور جديدة التقطتها الأربعاء أقمار صناعية أكد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وموقع “38 نورث” أن موقع سوهي “بات عملانيا مجددا”.
وأظهرت الصور الملتقطة في 6 آذار/مارس الانتهاء من بناء هيكل سكة حديد لنقل الصواريخ إلى منصة الاطلاق “وربما بات الآن عملانيا”.
وأزيلت الرافعات من المنصة فيما يظهر تقدم في عملية إعادة بناء الهيكل المساعد لمنصة اختبار محركات الصواريخ.
وذكر تقرير موقع “38 نورث” أنه “استنادا إلى الإنشاءات إضافة إلى النشاط في مناطق أخرى للموقع يبدو سوهي وقد عاد للوضع العملاني الطبيعي”.
وفي ايلول/سبتمبر، أعلن رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن في ختام قمة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون في بيونغ يانغ أن الشمال وافق على “إغلاق دائم” لموقع سوهي لاختبار محركات الصواريخ ومنصة إطلاق أخرى.
وكانت منشأة سوهي منصة أطلقت منها بيونغ يانغ قمرين صناعيين في 2012 و2016.
ويعتقد خبراء غربيون أن إطلاق الأقمار الصناعية يساعد في فهم تطوير بيونغ يانغ للصواريخ العابرة للقارات القادرة على الوصول الى الولايات المتحدة.
وتستخدم منشأة سوهي الواقع على ساحل شمال غرب كوريا الشمالية. بحسب الرواية الرسمية لوضع أقمار صناعية في مدارها لكن من الممكن تكييف المفاعلات بسهولة لحمل صواريخ بالستية.
وتتهم الأسرة الدولية كوريا الشمالية بإخفاء برامج عسكرية خلف برنامجها الفضائي.
وفي نهاية كانون الثاني/ يناير الفائت، قالت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) جينا هاسبل إن كوريا الشمالية لا تزال تطور صواريخ طويلة المدى رغم المحادثات مع الولايات المتحدة.
والاربعاء قال الرئيس الأميركي إن أمله “سيخيب جدا جدا” بزعيم كوريا الشمالية في حال تأكدت تقارير أن بيونغ يانغ تعمل على إعادة بناء موقع سوهي.
وأنهى ترامب وكيم قمة في هانوي في 28 شباط/ فبراير دون اتفاق أو حتى بيان مشترك.
وقال ترامب في مؤتمر صحافي قبيل مغادرته هانوي “يجب في بعض الأحيان المغادرة وهذا أحدها”.
وبحسب خبراء موقع “38 نورث” تمت إعادة بناء هذه المنشأة التي تضم منصة إطلاق وموقع لتجربة محركات الصواريخ “بوتيرة سريعة”.
وقال الخبيران في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جوزيف بيرموديز وفيكتور شا إن ذلك “يثبت بأن كوريا الشمالية يمكنها تغيير كل الخطوات التي اتخذتها لتفكيك برنامجها لأسلحة الدمار الشامل بسرعة ومن دون تردد”.
وتابعا “انه تحد لهدف واشنطن نزع الاسلحة النووية نهائيا وبصورة يمكن التحقق منها”.
وقال الخبيران إن “تصرفات كوريا الشمالية تعتبر تحديا لاستراتيجية الرئيس الدبلوماسية وتظهر كيدية كوريا الشمالية بعد رفض ترامب رفع العقوبات الاقتصادية خلال مباحثات هانوي”.
واعتبرا أن النشاط الكوري الشمالي استمر رغم حديث ترامب التصالحي تجاه كيم بعد انتهاء القمة في هانوي، وقرار واشنطن إلغاء مناورتين عسكريتين رئيسيتين مع كوريا الجنوبية.
والأحد، اتفقت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على استبدال المناورتين وهما “كي ريزولف” و”فاول إيغل” بتدريبات “دونغ ماينغ” (تحالف) التي انطلقت هذا الأسبوع.
وتم تغيير التمرينات لتهدئة التوتر مع كوريا الشمالية بعد الانفراج الكبير الذي طرأ على العلاقات منذ مطلع العام الماضي.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية