دخل الإعتصام الشعبي أمام منزل آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، في الدراز غربي المنامة، شهره الثاني، بعد 30 يوماً متواصلاً من الحضور الحاشد والواسع للتنديد بالاضطهاد المستمر في البلاد وآخره منع النظام البحريني إقامة أكبر صلاة جمعة في البحرين، والتي تشهدها بلدة الدراز كما جرت العادة.
مراسل موقع المنار في البحرين قال إن قوات النظام البحريني عمدت منع إلى الشيخ محمد صنقور، إمام الجمعة في الدراز، ومنع إمام بديل من دخول المنطقة، قبل أن تنشر قوات النظام على مداخل البلدة وتعتقل عدد من المصلين.
وكانت قوات النظام أخبرت البحرينيين الوافدين إلى الدراز بقرار منع إقامة صلاة الجمعة في البلدة، في تحدٍ كبير يستهدف أعظم شعيرة دينية، ما دفع المصلين إلى التوجه نحو جامع الإمام الصادق (ع) سيراً على الأقدام.
وكان أئمة الجمعة والجماعة في البحرين أصدروا بياناً أكدوا فيه على أن الحضور الفاعل للمصلين هو صون لشعيرة صلاة الجمعة والجماعة. وقال البيان إنه “رغم الحصار المشدّد وغير المبرّر تستمر صلاة الجمعة هذا الأسبوع في جامع الإمام الصادق عليه السلام بمنطقة الدراز كما هو الحال في مساجد البحرين الأخرى.”
وعقب إعلان منع أعظم الشعائر الدينية، أظهر فيديو تم التقاطه من داخل جامع الإمام الصادق حشد المصلين وهم يهتفون رفضاً للقرار الجائر.
اعتقال 15 شخصاً
وفي مشاهد تعكس الصمود، يتخذ المعتصمون من الباحات المحيطة بمنزل الشيخ عيسى قاسم أماكن إقامة لا يفارقونها، ما يعكس حالة التناقض والفجوة الكبيرة التي تعيشها البحرين، بين شعب يناهض السياسات الرسمية الهادفة إلى إلغائه، وبين نظام يعيش على سياسات القمع.
يوم أمس الخميس، أمرت النيابة العامة بسجن 14 شخصاً على خلفية مشاركتهم في الاعتصام، وشملت حوالي 15 شخصا بينهم عالم الدين الشيخ سعيد العصفور وعضو شورى الوفاق عبدالجبار الدرازي وآخرون، وفق ما نقلت مصادر بحرينية.
أكثر 650 عائلة بحرينية: مع بيان كبار العلماء
إلا أن سياسات القمع الرسمية لم تؤثر على زخم المشاركة في الاعتصام، إذ أصدرت أكثر 650 عائلة بحرينية بيانات عبرت فيه عن تضامنها الكامل مع موقف كبار علماء البحرين الأخير، وذلك من خلال بيانات صدرت عن أهالي مناطق المنامة، الدراز، القدم، أبو صيبع، السنابس، سترة، بني جمرة، الدير، النعيم، دار كليب.
بيان عوائل الدراز أكد على استعداد أهالي البلدة لاتباع توجيهات العلماء العاملين وعلى رأسهم الشيخ عيسى أحمد قاسم، “ونرى أن الدفاع عن سماحته في كل الظروف وبكل الطاقات هو من أولويات الدفاع عن الدين والعقيدة” وفق ما ذكر البيان.
بدورها عائلات السنابس قالت إنها تضم صوتها “إلى صوت كبار العلماء ونعلن كما أعلنوا؛ بأنّنا كمكوّن أساسي وأصيل من مكوّنات هذا الوطن (المكوّن الشيعي) باتت قناعتنا كبيرة بأنّنا مستهدفون في وجودنا وهويتنا ومعتقداتنا وشعائرنا وفرائضنا، لذا فإنّنا نطالب بوقف هذا الاستهداف”.
وجاء في بيان عائلات سترة: نعلن عن “مبايعتنا المطلقة لهم وتأييدنا الكامل لكل ما يقدمون عليه للدفاع عن العقيدة المقدسة”، أما عوائل أبو صيبع فجددو في بيانهم “عهدنا الأكيد لكبار العلماء، مؤكدين على “أننا نعيش حالة استهداف حقيقية، وليس مجرد دعوى كما تريد السلطة تسويقه”.
وكان بيان كبار علماء البحرين طالب النظام الرسمي بوقف الاستهداف الذي يتعرض له “المكون الشيعي” في البلاد. وقال البيان: “فإننا كمكون أساسي وأصيل من مكونات هذا الوطن ( المكون الشيعي ) باتت قناعتنا كبيرة بأننا مستهدفون في وجودنا وهويتنا ومعتقداتنا وشعائرنا وفرائضنا. لذا فإننا نطالب بوقف هذا الاستهداف.”
العلامة الغريفي: التفاعلات مع ما صدر بحق آية الله قاسم متوقعة جداً
ومساء أمس الخميس، وفي حديث الجمعة بجامع الإمام الصادق عليه السلام في منطقة القفول أكد العلامة السيد عبد الله الغريفي أن التفاعلات الاستثنائية التي حدثت محلياً وعالمياً نتيجة ما صدر في حق الشيخ عيسى أحمد قاسم هي تفاعلاتٌ متوقعةٌ جداً لما يمثله من رمزية.
ودعا العلامة الغريفي إلى أن تُعالج هذه المسألة بدرجةٍ عاليةٍ من الحكمة في مرحلةٍ تراكمت فيها أسباب التوتر الديني والسياسي. وختم الحديث بالتشديد على أن التدخل في الخمس والأموال الشرعية الخصوصيات المذهبية أمرٌ لا يمكن القبول به مهما كانت المبررات المطروحة.
آل خليفة والعودة إلى نجد
على صفحات التواصل الاجتماعي، يتابع البحرينيون أخبار الاعتصام والدعوات المتكررة التي تدعو للتجمهر أو لصلوات مركزية جراء الأحداث التي قد تشهدها الدراز في أي لحظة.
يوم أمس الخميس، تداول البحرينيون منشورات تحت عنوان “لمن يتحدث عن الأصل فليعد إلى أصله وموطنه”، احتوت المنشورات على خريطة ترمز إلى أصول آل خليفة النجدية، قبل غزوهم للبحرين، واحتوى كل منشور على معلومات تؤكد أن تاريخ البحارنة جذروه ضاربة في عمق تاريخ البحرين.