الصحافة اليوم 15-01-2019: القمة في موعدها دون ليبيا.. وهيل يشجع تصريف الأعمال – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 15-01-2019: القمة في موعدها دون ليبيا.. وهيل يشجع تصريف الأعمال

صحف محلية

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 15-01-2019 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها القمة العربية الاقتصادية التي بات ثابتاً أنها ستعقد في موعدها، وأن سوريا لن تكون مدعوّة لحضورها، وأن ليبيا ستغيب عنها، وأن الملف الحكومي مؤجّل لما بعد القمة، بالإضافة الى زيارة وكيل وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية دافيد هيل الى بيروت ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين..

الأخبار
هيل زائر «صديق» برسائل «غير صديقة»

الاخبارتناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “جدولا أعمال متباينان رافقا محادثات السفير دافيد هيل في بيروت في الأيام الثلاثة المنصرمة. واحد هو الرسائل التي حملها إلى المسؤولين اللبنانيين عمّا تريده إدارته منهم، وآخر لا يمتّ بصلة إلى الأولين سمعه منهم عمّا يعني لبنان.

استبقت السفارة الأميركية في بيروت محادثات وكيل وزير الخارجية للشؤون السياسية دافيد هيل، مع المسؤولين اللبنانيين، في البيان الذي أصدرته مع إعلان وصوله السبت، كي تشير إلى أن الزائر «صديق» قديم. منذ مطلع التسعينيات عمل في العاصمة اللبنانية، على نحو متقطع، مسؤولاً سياسياً ثم نائباً للسفير عام 2000 قبل أن يُمسي السفير ما بين عامي 2014 و2016. ومع أن جدول أعمال الأيام الثلاثة لم يُنظر إليه على أنه «صديق»، طبقاً للمواقف التي أوردها بيان السفارة، ثم تصريح هيل من ثم المطابق لها بعد مقابلته الرئيس المكلف سعد الحريري البارحة، أورد بعض المطلعين على تحرّك الزائر الأميركي، ممن عرفوه قبلاً، الملاحظات الآتية:

أولاها، رغم أن المسؤولين اللبنانيين تبلغوا مواعيد استقبالهم هيل منذ الخميس الفائت، إلا أن توقيت الزيارة ارتبط على نحو مباشر بالجولة العربية لوزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو، حاملاً معه إليها الملف الإيراني وتقويض دور طهران في المنطقة، وخصوصاً في سوريا ولبنان. بذلك، عُدّت زيارة هيل تعويض الزيارة الأم، مع أن أكثر من نظير وسلف لبومبيو زار بيروت قبلاً، كجون كيري في الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما في 4 حزيران 2014، ومن قبل هيلاري كلينتون في الولاية الأولى لأوباما في 26 نيسان 2009، ناهيك بأكثر من زيارة لكوندوليسا رايس في الولايتين الأولى والثانية للرئيس جورج بوش في عزّ الانفجار بين فريقي 8 و14 آذار عامي 2005 و2006، وخصوصاً إبان حرب تموز وبعدها.

ثانيتها، مع أن المسؤولين اللبنانيين توقّعوا سلفاً ما سيثيره هيل معهم، وخصوصاً بإزاء حزب الله وعلاقته بإيران، وما يحسبه الأميركيون تهديداً لاستقرار لبنان والمنطقة، وبصورة أخص إسرائيل في ضوء حملة الأنفاق الأخيرة، إلا أن الإشارة التي لمسوها من مجيئه هو بالذات، أعطت إيحاءً إيجابياً بأن الرجل الزائر – العائد سيقابل السياسيين اللبنانيين الذين عرفهم عن كثب منذ مطلع التسعينيات، وقبل أن يغادر سفارة بيروت عام 2016. بعض الذين عرفوه يتحدثون عن انطباعين أخيرين علقا في أذهانهم: أولهما علاقته غير الوطيدة بالرئيس ميشال عون قبل انتخابه رئيساً للجمهورية عام 2016، ولم يكن من محبذي وصوله إلى هذا المنصب، وثانيهما تحمّسه لمبادرة الحريري في تشرين الثاني 2015، ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. حجته آنذاك ضرورة استعجال إنهاء الشغور الرئاسي بأي ثمن، وانتخاب رئيس وإن من قوى 8 آذار ما دام يطمئن الحريري. عندما تحدّث معه أحد أصدقائه اللبنانيين عن سبل دعمه وصول عون إلى رئاسة الجمهورية، اكتفى بالجواب الآتي: «أمضيت تسعين دقيقة أتحدث مع أخي هاتفياً حيال سبل مساعدة والدتنا الثمانينية».

ثالثتها، بدا لبعض من تلقف زيارة هيل لبيروت أن مجيئه هو بالذات، من شأنه تجنيب الإدارة ورئيسه وزير الخارجية مطبات تنشأ عن «سوء تعبير» ينجم بدوره عن الإدلاء بالمواقف المتشددة. بسبب معرفته الوطيدة بالسياسيين اللبنانيين في فريقي 8 و14 آذار وأسلوب التخاطب معهم، يسع هيل إيصال الرسائل الأميركية، المتشددة في أي حال، على نحو لا يفضي إلى ردود فعل متباينة. يتيح له ذلك الإصغاء إلى الشروح المتباينة للأفرقاء اللبنانيين الذين لا يزالون على الانقسام نفسه الذي عرفه فيهم. دور كهذا لا يسع الوزير ربما القيام به، أو امتلاكه الوقت الكافي للاستماع إليه حتى، وبالتأكيد تقبّل تبريره.

فالرجل الذي قارب الملف اللبناني، بتقطع، طوال عقد ونصف عقد من الزمن، بدءاً بالحقبة السورية ثم مرحلة الانقسام ما بين قوى 8 و14 آذار، انتهاءً بمرحلة ما بعد اتفاق الدوحة حتى عشية انتخاب الرئيس ميشال عون، لم يكتفِ بالمروحة الواسعة من الصداقات اللبنانية، بل أضحى أقرب إلى سجل تأريخي لتعاقب التحولات اللبنانية تلك. وخلافاً لثلاثة من أسلافه منذ عام 2005، هم جيفري فيلتمان وميشال سيسون ومورا كونيللي – والأخيرتان حاولتا أن تكونا صورة طبق الأصل عن الأول بالتشدد والتصلب – قاربوا الملف اللبناني بانحياز حاد ما بين عامي 2005 و2014 ومالوا إلى تبرير أفعال قوى 14 آذار والدفاع عنها، أدخل هيل مع وصوله سفيراً إلى بيروت تعديلاً في التعامل معه، في الأسلوب على الأقل. فكان الأقل بين أولئك يطلق تهديدات ويهوّل وينذر، منفتحاً على الأفرقاء جميعاً، من غير أن ينقطع عن زيارة عون إبان ترؤسه تكتل التغيير والإصلاح.

رابعتها، أن من الوهم الاعتقاد أن الاجتماع بشخصية مألوفة يقلّل من أهمية الرسائل التي حملها معه، خصوصاً أنه تناول في تصريحه بعد مقابلته الحريري مواضيع ثلاثة محددة تتصل بلبنان مباشرة: تأكيد إدارته المضي في منع إيران من البقاء في سوريا ولبنان و«تعريضها الاستقرار الإقليمي للتقويض»، تكرار اتهامه حزب الله بالإرهاب، تلميحه إلى الصورة التي تريد إدارته أن ترى الحكومة اللبنانية الجديدة عليها رغم تشديده على أنها لا تتدخل في شأن داخلي كهذا، بيد أنها معنية بـ«نوع الحكومة المختارة». مع أن عبارة كهذه لا تنطوي على أي غموض، إذ تعني رفض إدارته «حكومة حزب الله»، لم يشر هيل من قريب أو بعيد إلى ما شاع داخلياً، إبان تكليف الحريري، أن واشنطن تعارض وجود حزب الله في حكومته، كما في حقيبة حيوية كالصحة.

لكن البعد الآخر في زيارة هيل، تأكيده أن الإدارة الأميركية جدية في ممارسة ضغوطها على إيران، ما يضع لبنان تحت مجهر المراقبة، وتالياً التأثر بتداعيات تلك الضغوط الملازمة للعقوبات على الإيرانيين والحزب معاً، في ضوء ما يعدّه الأميركيون تفاقم أدوار حزب الله في الداخل وفي الجوار. في جانب من مضمون رسائله، وأُدرجت في سياقها، زيارته وزير المال علي حسن خليل. وهي من المرات النادرة يقوم مسؤول سياسي أميركي في منزلة رفيعة كهيل، يحتل المرتبة الرابعة في سلم الخارجية الأميركية بعد الوزير ونائبيه للسياسات العامة والإدارة، ويتقدّم مساعد الوزير لشؤون الشرق الأوسط، بمثل هذه الزيارة. إلا أن تصريحه من بيت الوسط لم يفرّق تماماً بين المشكلات التي يتخبط فيها لبنان، دامجاً رفضه حزب الله والاتهامات التي ساقها إليه وإلى ترسانته بمواصفاته للحكومة وصولاً إلى حديثه عن الأعباء الاقتصادية الثقيلة وحاجة هذا البلد إلى الإصلاحات الملحة التي يتطلبها.
اللواء
هيل يشجِّع تعويم الحكومة: مهتمون بنوعية الوزراء ومواجهة حزب الله
قطوع القمة الرابعة يمر بأزمة مفتوحة مع ليبيا.. وتفاقم الخلافات بين بعبدا وعين التينة

اللواءبدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “تجاوز لبنان قطوع انعقاد القمة الاقتصادية الاجتماعية العربية الرابعة، لكن الاشكال بين حركة «أمل» والتيار الوطني الحر، لا يزال يتفاعل، في ضوء ما وصفته أوساط الحركة بـ«التودد المريب» في «وقت مريب» وصفاً لموقف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال الذي اعتبر أن ما حصل في البيال قبل يومين لا يمثل لبنان الرسمي، على الرغم من المطالبة بجلاء قضية الامام السيّد موسى الصدر.

وإذا كان ما كشف عنه وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل بعد لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري من ان «المجتمع الدولي يراقب عن كثب وضع الحكومة اللبنانية،.. وما يهمه (أي المجتمع الدولي) هو نوع الحكومة المختارة، وعدم القدرة على الاختيار..» معرباً عن دعم بلاده لتفعيل حكومة تصريف الأعمال، على المضي قدماً حيث يمكنها، وخاصة على الصعيد الاقتصادي، لتجنب المزيد من الضرر والحفاظ على الثقة الدولية، تنظر إليه أوساط 8 آذار بعين الريبة، لا سيما أوساط «حزب الله»، فإن المعلومات تؤكد استمرار الجمود على جبهة مساعي التأليف، وان المجتمع الدولي، والولايات المتحدة لا يمانعان من ان تلعب الحكومة دوراً إذا ما استمر التعثر في عملية التأليف.. في ضوء الاستراتيجية الأميركية التي تتجه «لمواجهة الأنشطة الإيرانية الخطيرة بما في ذلك تمويل وأنشطة المنظمات الإرهابية بالوكالة مثل حزب الله».

ومع الهدوء النسبي لزوبعة مشاركة ليبيا في القمة بعد إعلانها المقاطعة رسمياً، وتجميد العلاقة مع لبنان، فإن مضاعفات الوضع وتداعياته لم تقف عند حدّ، بل اتخذت اشكالاً متعددة، على الرغم من حضور نواب كتلة التنمية والتحرير إلى جانب نواب من تكل لبنان القوي، ومن كل أخرى في العشاء الذي أقامه النائب ميشال معوض، على شرف السفير هيل والوفد الأميركي المرافق في منزله في الحازمية مساء أمس.

هدوء «زوبعة» المشاركة الليبية
وعلى صعيد الأزمة اللبنانية – الليبية، طالب مجلس الدولة الليبي بتجميد العلاقات مع لبنان، رداً على ما وصفه «إهانة» حركة «أمل» للعلم الليبي في مقر القمة، فيما عمد عدد من الشبان في طرابلس الغرب إلى مهاجمة مقر السفارة اللبنانية، واكتفوا بنزع اللافتة الخارجية من دون اقتحام حرم السفارة.

وأوضح السفير في ليبيا محمّد سكيني الذي صودف وجوده في تونس، أثناء الحادث، ان طاقم السفارة بخير ولم يصب أحد بأذى. واعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن انزعاجه الشديد حيال الاعتداء على علم ليبيا في بيروت، معتبراً انه «من غير المقبول في أي حال من الأحوال ان يتم حرق علم أية دولة عربية، خاصة وان ذلك حدث على أرض عربية، وحث السلطات اللبنانية على العمل لتوفير الاحترام الكامل لوفود الدول الأعضاء في الجامعة، المقرّر ان تشارك في اجتماعات القمة الاقتصادية، مذكراً بأنه كان هناك ترحيب من مختلف الدول الأعضاء بالطلب اللبناني باستضافة هذه القمة».

اما بالنسبة إلى لبنان الرسمي، فإن تداعيات الموضوع الليبي، كشفت عن انقسام في الموقف الرسمي، خصوصاً وان ما حصل في محيط مقر القمة، مر من دون مساءلة أمنية أو محاسبة قضائية، عبرت عنه رسالة وزير الخارجية جبران باسيل إلى نظيره الليبي محمّد سيالة، معرباً عن اسفه لعدم مشاركة ليبيا في اعمال القمة، معلناً رفضه «للامور والاعمال التي طالت دولة ليبيا ومشاركتها والتي لا تعبر عن موقفه وموقف لبنان».

تثبيت موعد القمة
لكن البارز ان انتهاء أو هدوء «زوبعة» الحضور الليبي إلى القمة، حسمت الجدل الذي كان قائماً حول طلب تأجيلها بسبب عدم دعوة سوريا إليها، لجهة التأكيد على انعقادها وتثبيتها في موعدها، إذ أعلنت اللجنة العليا المنظمة للقمة في مؤتمر صحافي عقدته أمس، عن انتهاء التحضيرات العملانية واللوجستية للقمة كافة، وفق الخطة الموضوعة لهذه الغاية، وتأكد حسب القيمين على التحضيرات، حضور سبعة قادة عرب لغاية أمس. وأكّد الناطق الرسمي باسم القمة رفيق شلالا ان لبنان لم يتبلغ رسمياً عدم مشاركة ليبيا، مشيراً إلى ان مشاركة سوريا من عدمها مرتبط بقرار مجلس وزراء الخارجية العرب، وليس اللجنة المنظمة أو الدولة المضيفة، واصفاً تمزيق العلم الليبي في مقر القمة «بالمؤسف».

ومن جهته، أكّد رئيس اللجنة العليا للقمة المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير ان عنوان القمة الذي اعتمده لبنان وهو «الازدهار من عوامل السلام» أتى في سبيل التشديد على ضرورة ايلاء الأهمية للقضايا التنموية والاقتصادية ودعم الجهود العاملة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات لضمان عدم استغلالها، مشيراً إلى انه سيصدر عن القمة «اعلان بيروت» يوجز مجرياتها ومن الممكن ان يُطلق الرئيس ميشال عون مبادرة تنموية، لم يوضح تفاصيلها.

وأوضح رئيس الهيكلية الأمنية الخاصة بالقمة قائد لواء الحرس الجمهوري الذي انيط به مهمة حفظ أمن القمة من قبل المجلس الأعلى للدفاع، ان هذه الهيكلية وضعت خطة أمنية مفصلة لمنع أي خرق أمني، يُشارك فيها إلى جانب لواء الحرس الجمهوري قوة مؤلفة من 500 ضابط و7000 عنصر بين رتيب وفرد من الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة، كما تمّ إنجاز بقعة أمنية في محيط مكان القمة في واجهة بيروت البحرية، ستقفل أيام الجمعة والسبت والاحد، ولن يدخلها الا حاملو البطاقة الأمنية الصادرة عن الهيكلية، وهم من السكان واصحاب المحلات والوفود المشاركة والاعلاميين ومقدمي الخدمات للقمة والعناصر الأمنية.

ولفت مُنسّق اللجنة العليا العميد جوزف نحاس إلى انه ستتخذ يومي السبت والاحد تدابير سير استثنائية على الطرق المؤدية من المطار إلى وسط بيروت على الاتجاهين، فيما أشار العقيد عماد الجمل إلى منع السير على اوتوستراد المدينة الرياضية، نفق سليم سلام، جادة شارل حلو، النفق المؤدي إلى فندق فينيسيا بالاتجاهين يومي السبت من السادسة صباحاً وحتى انتهاء وصول رؤساء الوفود والاحد من السادسة صباحاً وحتى انتهاء مغادرة رؤساء الوفود.

ولاحقاً، أعلن العميد فغالي عن انه طلب اتخاذ إجراءات إضافية لحماية القمة شملت وقف العمل بتراخيص الأسلحة اعتباراً من يوم أمس ولغاية 21 الشهر الحالي ضمناً، في مدينة بيروت وضواحيها، وعدم منح أي تراخيص للاعتصام أو التظاهر في هذه الفترة ضمن البقعة الأمنية المغلقة ومنع تحليق الاجسام الطائرة (درون ومنطاد) فوق بقعة العزل، فضلاً عن منع سير الشاحنات في بيروت وضواحيها.

وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» انه مع اكتمال التحضيرات اللوجستية والأمنية للقمة، أصبح من الصعوبة بمكان العودة إلى الوراء، ورأت ان المؤتمر الصحافي المتكامل امس يؤشر الى ان القمة صارت بحكم المنعقدة وينتظر بعض التفاصيل عن مستوى مشاركة بعض الدول وسط توجه ان تحقق افضل الممكن بعد كل الذي رافقها على ان موضوع مشاركة سوريا توضح.

ولم تخف المصادر التأكيد ان اي قرار بشأن السير بإنعقاد القمة هو افضل بكثير من تأجيلها. واشارت الى ان هناك رغبة بإنجاح القمة بعد كل الجو السائد ولذلك يتم رصد كل الاجتماعات المرتبطة بها وما تشهده الأيام المقبلة مع العلم ان هناك اهتماما دوليا بها.

هيل وترسيم الحدود
إلى ذلك، ينهي مساعد وزير الخارجية الاميركية للشرق الاوسط ديفيد هيل زيارته للبنان اليوم، بعد مروحة لقاءات سياسية وامنية، تركزت بشكل اساسي حسب معلومات «اللواء» على موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطيين المحتلة عند النقاط المختلف عليها وعددها 12 نقطة اضافة الى «النقطة ب1» عند الناقورة، وهوطلب التوافق اللبناني على الموضوع نتيجة اختلاف بوجهات النظربين المسؤولين حول هل يكون الترسيم شاملا الحدود البرية والبحرية كلها كما يطرح الرئيس نبيه بري ام يكون متدرجا حسب ما يمكن الاتفاق عليه بين لبنان والكيان الاسرائيلي برعاية الامم المتحدة.

وذكرت مصادر رسمية واكبت زيارة هيل، انه طرح ضرورة تحقيق إجماع لبناني على ترسيم الحدود، ونقل استعداد الكيان الاسرائيلي لتنفيذ العملية، موضحة ان النقاط الاثنتي عشرة بينها سبع نقاط شبه متفق عليها وخمس يمكن حلها، لكن المشكلة الاكبر هي حول النقطة «ب 1» ولكن مساحتها لا تتعدى 14 مترا يصر لبنان على استعادتها كلها. ولكن المصادر اكدت ان حل الموضوع ليس مستحيلا او صعبا، وانه متى توافر التوافق اللبناني يمكن البدء بالحل وهومجرد عملية إجرائية.

وفي الجانب السياسي، اوضحت المصادر ان هيل لم يطرح شيئا جديدا خارج الموقف التقليدي من ايران و«حزب الله» وان الاميركيين ماضون في العقوبات على ايران وحلفائها ولا سيما «حزب الله»، كما انهم ماضون في الضغط على سوريا من اجل تقديم تنازلات في العملية السياسية الجاري بحثها وبخاصة ما يتعلق بأمن الكيان الاسرائيلي عند الحدود الجنوبية لسوريا، وتقديم ضمانات للاكراد عند الحدود الشمالية.

واستنتجت المصادر ان الضغط على سوريا يعني بشكل مباشر تأخير الانسحاب العسكري الاميركي ستة اشهر، وبشكل غير مباشر عدم عودتها الى الجامعة العربية حاليا، وهو ما عارضه الجانب اللبناني حيث اكد المسؤولون اللبنانيون على ضرورة انفتاح لبنان الرسمي على سوريا ولو من الباب الاقتصادي كمرحلة اولى.

وتمنى هيل – كما جاء في تصريحه- على المسؤولين اللبنانيين الاسراع في تشكيل الحكومة وبسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، الا انه شجع حكومة تصريف الأعمال على المضي قدماً حيث يمكنها، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي. وكشفت المصادر عن ان هيل والذي يعتبر الرجل الثاني في الخارجية الأميركية، بعد وزير الخارجية استفسر من المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم عن تطور الاوضاع في لبنان ناقلا قلق بلاده من اي تطور قد يحصل عند الحدود ومؤكدا حرص بلاده على الاستقرار.

واشارت المصادر الى انه اثار مع المسؤولين مسالة اكتشاف انفاق لحزب الله عند الحدود الجنوبية، كما اشارت الى ان لبنان اكد التزامه القرار ١٧٠١، واي خرق يحصل في اتجاه الاراضي اللبنانية لا بد وان يواجه يالتصدي له. وان الاجهزة الامنية على استعداد لذلكِ. واثار المسؤولون الخروقات الاسرائيلية المتكررة وكيفية متابعة الوضع على الحدود، كذلك افادت ان جولة هيل استطلاعية وهو سيرفع تقريره الى كبار المسؤولين في واشنطن بعد سلسلة لقاءات عقدها خلال وجوده في بيروت.

هيل: «حزب الله» ميليشيا لا تحاسب
وكان الدبلوماسي الأميركي، جال أمس، برفقة السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيث ريتشارد على الرؤساء الثلاثة، ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، كما التقى وزيري المال علي حسن خليل والخارجية جبران باسيل، قبل ان يلتقي ليلا السفير السعودي في بيروت وليد بخاري في دارته في اليرزة.

واكد هيل على ضرورة ان يتخذ الشعب اللبناني وحده القرارات السياسية الكبرى بين الحياة والموت»، مشدداً على» ان بلاده تدعم المؤسسات اللبنانية ولاسيما الجيش اللبناني لتأمين الحدود والحفاظ على الأمن في لبنان،» داعيا الدولة اللبنانية وحدها الى ان تدافع عن نفسها، وقال:إننا نمضي قدما في جهودنا لمواجهة الأنشطة الخطيرة الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك تمويل وأنشطة المنظمات الإرهابية بالوكالة مثل حزب الله. وبينما يحق للبنان الدفاع عن نفسه، هذا حق للدولة اللبنانية وحدها. من غير المقبول وجود ميليشيا خارجة عن سيطرة الدولة، ولا تحاسب من كل اطياف الشعب اللبناني، وهي تقوم بحفر أنفاق هجومية عبر الخط الأزرق في إسرائيل أو تجميع أكثر من 100،000 صاروخ تهدد الاستقرار الإقليمي.

وشدد على ان «تشكيل الحكومة يعود الى لبنان وحده لكن نوع الحكومة مهم بالنسبة للجميع»، وقال: نحن نثق بقدرة قادة لبنان على ادارة البلاد خلال هذه الاوقات الصعبة، ونشجع حكومة تصريف الاعمال على المضي قدما حيث يمكنها، وخصوصا على الصعيد الاقتصادي، لتجنب المزيد من الضرر والحفاظ على الثقة الدولية.. وابلغ رئيس الجمهورية هيل، انه كلما دعمت الولايات المتحدة عملية السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط، ارتاح الوضع في لبنان وترسّخ الهدوء على الحدود الجنوبية. وقال «ان عملية ترسيم الحدود في الجنوب تأخرت، لكننا نأمل في ان تستأنف قريباً».

اما الرئيس بري فتوقف خلال اللقاء مع هيل امام التمادي الإسرائيلي بالخروق والإنتهاكات اليومية لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، وتجاوزه لقوات «اليونيفل» واللجنة الثلاثية بالإعتداء على الخط الأزرق والأراضي اللبنانية. وشدد مرة اخرى على الحل السياسي في سوريا، وضرورة إستعادة العلاقات اللبنانية- السورية لطبيعتها على الصعد كافة.

سوق السندات
مالياً، طرأت تطورات أمس، ساهمت في عودة الارتفاع إلى سوق السندات المالية، بحسب ما أكدت وكالة «رويترز»، في ضوء الاجتماع المالي الذي انعقد أمس الأوّل في بعبدا لإزالة الالتباس الذي احدثه تصريح وزير المال بشأن إعادة هيكلة الديون اللبنانية، إذ أعلن الرئيس عون خلال استقباله وفد مجلس الإدارة الجديد للمؤسسة المارونية للانتشار ان «الودائع ستدفع كاملة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى السندات مع فوائدها وفق الآجال المحددة»، فيما أكّد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان اجتماع بعبدا أفاد ان الدولة اللبنانية ملتزمة تسديد الدين وفوائده.

وقال في لقاء – غداء، نظمه مجلس إدارة تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم برئاسة فؤاد زمكحل مع الحاكم في فندق «فور سيزن» حضره عدد من رؤساء ومجالس إدارات المصارف، «صحيح أن ردّة الفعل في سوق السندات في السوق اللبنانية اليوم كانت حذرة، لكنها مرتاحة، علماً أن لدينا القدرة على تسديد الديون في تواريخها المحدّدة وبدون أي اقتطاع منها».

واعتبر أن «تأليف الحكومة وإعلان برنامج اقتصادي وتطبيق مؤتمر «سيدر» ومشاريع أخرى، سيساعد لبنان على تخطي أزماته الاقتصادية الراهنة». وأكد أن «لا خطر على سعر صرف الليرة اللبنانية تجاه الدولار الأميركي، وأن الشائعات الراهنة لم تؤثر علينا والعملة مستقرة، والكميات من الليرة متوافرة في السوق ومدعومة بأرقام وليست بشعارات».
البناء
ترامب يلملم تهديداته لتركيا… ولا يمانع بمنطقة عازلة… والجيش السوري يحشد باتجاه إدلب
القمة في موعدها دون ليبيا… وهيل معنيّ بنوع الحكومة ويشجّع تصريف الأعمال
من يضع النقاط على حروف الجدار الإسرائيلي …والتهديدات الأميركية… والحكومة ؟

البناءصحيفة البناء كتبت تقول “يبدو أن فقاعات الصابون لا نهاية لها في جعبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فبعد مؤتمر وارسو لمواجهة إيران الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في صورة كاريكاتورية مستنسخة عن مؤتمر أصدقاء سورية، أو عن مؤتمرات شرم الشيخ، قام ترامب بلملمة شظايا تهديده بتدمير الاقتصاد التركي، مؤيداً في اتصال مع الرئيس التركي رجب أردوغان إقامة منطقة عازلة على الحدود التركية مع سورية، ستصبح منطقة أمنية داخل الحدود التركية، بسبب تعذّر فرض اي أمر واقع أميركي أو تركي داخل الحدود السورية، كما تؤكد مصادر متابعة لما يجري في شمال سورية، مع تحول الحشود التركية عامل تسريع للتفاهمات التي تجريها القيادات الكردية مع الحكومة السورية، ستكون ترجمتها تسريع تسلّم الجيش السوري النقاط الحدودية مع تركيا أسوة بما جرى في منبج، وتحوّل الفشل التركي في الوفاء بتعهدات أستانة لجهة إنهاء جبهة النصرة، إلى سبب مباشر لحل أحادي بات الأتراك يسلمون به، قوامه تقدّم الجيش السوري نحو إدلب، مع الأنباء عن حشود للجيش السوري تتجه نحو إدلب، وعن كلام تركي روسي عنوانه لم يعد هناك من حلّ إلا بالحسم العسكري وليس من يقدر عليه، ولا يحتاج لتفويض من أحد إلا الجيش السوري.

لبنانياً بات ثابتاً أن القمة العربية الاقتصادية ستعقد في موعدها، وأن سورية لن تكون مدعوّة لحضورها، وأن ليبيا ستغيب عنها، وأن الملف الحكومي مؤجّل لما بعد القمة، كما بات ثابتاً أن خسائر لبنان من القمة ستفوق عائداتها التي لا يبدو منها شيء سوى الإحراجات التي ستسببها للبنان والتي يبدو الغياب السوري أقلها أهمية، مع شعار القمة عن الازدهار في السلام، وعلاقته بمناخات التحضير للتطبيع مع «إسرائيل» من جهة، وما يرد من معلومات عن نيات الحكومات الخليجية الإصرار على تضمين البيان الختامي للقمة عبارات قاسية بحق إيران.

الجروح الداخلية من مسار الوصول إلى القمة لن يسهل علاجها بعد نهاية أعمال القمة، خصوصاً ما اصاب العلاقة بين الرئاستين الأولى والثانية في حمأة السجالات، لكن الملف الحكومي العالق سيفرض على الجميع التشاور للبحث عن حلول، خصوصاً بعدما سمع الجميع كلام الضيف الثقيل ديفيد هيل يحمل بوضوح دفتر شروط للسماح بولادة حكومة جديدة قال هيل إن حكومته من ضمن المهتمّين بازدهار لبنان ومعنية بنوع هذه الحكومة، والنوع هنا ليس كلمة غامضة، فهي معطوفة على لوم اللبنانيين على صمتهم تجاه امتلاك حزب الله لمئة ألف صاروخ تهدّد أمن «إسرائيل»، والحكومة التي ستنال الضوء الأخضر الأميركي تُقاس بحجم حضور حماة الصواريخ بين صفوفها، والنوع المقبول هو النوع الذي يتيح لواشنطن القول إنه تمت بنجاح عملية الضغط لتقليص حضور حماة الصواريخ في الحكومة كماً ونوعاً، ولم يترك هيل مجالاً للتأويل حول كيفية التعامل مع المعادلات اللبنانية وصعوبة تشكيل حكومة بالشروط الأميركية فأطلق تشجيعه على قيام حكومة تصريف الأعمال بالمهمة.

هل سيلتزم لبنان بدفتر الشروط الأميركي أم سيتمكن من التمرّد وإطلاق مسيرة حكومة تعبر عن نتائج الانتخابات النيابية بعيداً عن شروط ديفيد هيل؟

شروط هيل لم تقتصر على الحكومة، فهو جاء يهدّد لبنان من أي رد على خطوات إسرائيلية لمواصلة بناء الجدار الإسمنتي في نقاط الاعتراض اللبنانية، واعداً بالعمل لتفاوض حول تسوية لترسيم الحدود البرية والمائية، وهو وعد قديم لم يتغيّر منه، سوى أن لبنان كان يشترط للانتظار وقف فرض الأمر الواقع الإسرائيلي تحت طائلة التهديد بالتصدي الميداني للانتهاكات الإسرائيلية، بينما المطلوب اليوم أن يكتفي لبنان بالانتظار والشكوى لمجلس الأمن الدولي بينما إسرائيل تضع ألواحها الإسمنتية في أراضيه.

ينتظر اللبنانيون إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تردد أنها ستكون يوم غد الأربعاء ولم تتأكد للحصول على الأجوبة الشافية حول هذه الأسئلة ، لتكون أجوبته وحدها عندما تحضر فرصة لعودة الأمور إلى نصابها .

هدوء «عاصفة القمة»…
بينما لبنان مجدداً على موعد مع عاصفة مناخية «ميريم» تصل مساء اليوم لا تقلّ قسوة وبرودة عن سابقتها «نورما» بحسب مصلحة الأرصاد الجوية، فإن الأرصاد السياسية قد سجلت هدوء العاصفة التي هبت على أثر دعوة ليبيا الى القمة العربية الاقتصادية المزمع عقدها في بيروت، وذلك بعدما قطعت الحكومة الليبية النزاع الداخلي بإعلانها رسمياً عدم المشاركة في القمة معللة الأسباب.

وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة خارجية حكومة الوفاق، احمد الأربد «أنه تقرّر رسمياً عدم المشاركة على أي مستوى في القمة»، قائلاً «إن مقعد دولة ليبيا سيكون شاغراً»، ودان المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ما وصفه بـ «إهانة «حركة أمل» للعلم الليبي في مقر القمة»، مطالباً وزارة الخارجية «بتجميد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين». في المقابل عمد عدد من الشبّان الليبيين الى مهاجمة السفارة اللبنانية في طرابلس الغرب، والاعتداء على مدخلها، وقد نفى سفير لبنان في ليبيا محمد سكينة التعرّض لداخل السفارة، وقال «إن ما جرى نزع للافتة الخارجية فقط».

وفور الإعلان الليبي عن عدم المشاركة في القمة عاد الوضع الأمني الى طبيعته في بيروت بعد التوتر الذي شهده الشارع بفعل تحرك مناصري حركة أمل رفضاً لحضور الوفد الليبي القمة، وإذ لوحظت مغادرة مناصري الحركة الشارع، بقيت تفاعلات ما جرى على صعيد العلاقة بين أمل والتيار الوطني الحر.

وإذ عبّرت مصادر التيار عن امتعاضها الشديد من ردة الفعل الحركية في الشارع، معتبرة ذلك قفزاً فوق الدولة ومؤسساتها وعودة الى لغة الحرب الاهلية، ردت مصادر مطلعة في حركة أمل عبر «البناء» مطمئنة الى أن «الوضع في الشارع عاد الى طبيعته بعد قرار الدولة الليبية»، موضحة أن «موقفنا من مشاركة ليبيا لا علاقة له بموقفنا من القمة أو من العهد، إذ إن رئيس الحركة نبيه بري منذ بداية الأمر أعلن موقفه الداعي الى تأجيل القمة لأسباب تتعلق بعدم وجود حكومة أصيلة تعمل على ترجمة واستثمار نتائج القمة على المستويات الاقتصادية وغيرها، ثانياً أن البنود الرئيسية التي ستناقشها القمة تتعلق بسورية لا سيما إعادة الإعمار، فكيف ذلك وسورية غائبة؟».

وعن الموقف العربي من التحركات الشعبية، تساءلت المصادر: لِم لم يتحرك القرار العربي في قضية الإمام موسى الصدر المختطف منذ 40 عاماً والقضية موضع إجماع لدى اللبنانيين؟ وإن كانوا حريصين على العلاقات اللبنانية – الليبية كان الأفضل بهم مطالبة ورثة معمر القذافي كشف ملابسات إخفاء الإمام الصدر»، وتُذكّر المصادر بأن «أمل كانت من أوائل الداعمين للثورة الليبية ضد القذافي معلقة الآمال على جلاء الحقيقة على يد النظام الجديد، لكن النتيجة جاءت مخيّبة للآمال لا سيما أن بإمكان الحكومة الليبية استجواب قياديين شغلوا مواقع قيادية أمنية هامة في النظام القذافي كسيف الإسلام والسنوسي»، وتشير الى «مذكرة التفاهم بين القضاء اللبناني والحكومة الليبية التي وقعها السفير اللبناني في طرابلس الغرب عام 2014 وتتضمّن أن يحضر الوفد القضائي اللبناني جلسات التحقيق في القضية دون المشاركة فيها، لكن ومنذ ذلك الحين لم تتعاون الحكومة الليبية الجديدة مع لبنان في هذه القضية، فكيف نسمح لوفدها الحضور الى الأراضي اللبنانية؟».

واستغربت مصادر في كتلة التنمية والتحرير اتهام الحركة بالتهديد بالسلاح، موضحة لـ»البناء» أن «الأمر لم يكن ليصل الى هذه الدرجة التي يتخيلها البعض، فالحركة كانت وستبقى ضد استعمال السلاح في الداخل من أي مكوّن، لكن ما حصل تحرك سياسي عبرنا عنه بالمواقف وتحرك شعبي مدني سلمي، وتساءلت أين المظاهر المسلحة؟ ونفت توسع السجال مع التيار الوطني الحر»، مؤكدة أن «رئيس المجلس النيابي نبيه بري هو أشدّ الحريصين على مؤسسات الدولة والسلم الاهلي والاستقرار وقدم الكثير من التضحيات في سبيل بقاء الدولة ومؤسساتها لكن قلنا إن قضية الصدر خط أحمر والإمام ليس لأمل بل لكل اللبنانيين». ونفت أن يصل الى أزمة في العلاقة مع بعبدا، مشيرة الى أن «الرئيس بري كان يتمنى لو ان الأمر عولج بغير هذا الاسلوب والطريقة التي ولدت التوتر وكاد ينعكس فلتاناً في الشارع وهو كان أوفد الوزير علي حسن خليل الى بعبدا لأجل هذه الغاية».

وأمس، أكدت معلومات لقناة الـ «أن بي أن» أن «ليبيا أصدرت قرارين بشأن لبنان، أولهما يتعلق بوضع حراسة مشدّدة على السفارة اللبنانية في ليبيا». وأوضحت أن «القرار الثاني هو جمع رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج كل المسؤولين الليبيين المعنيين بملف قضية الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه لتفعيل لجنة المتابعات والتحقيقات التي أنشئت بين البلدين».

أما على صعيد موقف الرئيس بري من مسألة دعوة سورية الى القمة، أوضحت المصادر الحركية أن «العلاقة كانت وستبقى متينة وصلبة ولم تتغيّر في كل المراحل، فهي علاقة تاريخية ولا يحق لأحد الدخول على خط هذه العلاقة، فالرئيس بري ينطلق بتأكيده ضرورة هذه العلاقة من مصلحة لبنان قبل كل شيء إذ إن سورية تمثل المعبر اللبناني الوحيد الى العالم العربي في الاقتصاد وفي إعادة الإعمار الى جانب أنها باب الحل للملفات الساخنة كملف النازحين السوريين».

ولاقت أحداث اليومين الماضيين صدىً عربياً واسعاً، وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط في بيان «أن من غير المقبول في أي حال من الأحوال او تأسيساً على أي حجة ان يتم حرق علم أية دولة عربية، خصوصاً إذا ما حدث هذا الأمر على أرض عربية، آخذاً في الاعتبار ان وجود اختلافات في الرؤى أو بواعث سياسية تاريخية معينة لا يبرّر حرق علم عربي يمثل في حقيقة الأمر رمز الدولة وواجهتها والمعبر عن إرادة ووحدة شعبها».

في المقابل حاول وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل احتواء الموقف الليبي، ووجّه رسالة إلى نظيره الليبي، معلناً رفضه المطلق للأمور والأعمال التي طالت دولة ليبيا ومشاركتها والتي لا تعبر عن موقفه وموقف لبنان. كما أكد حرصه على العلاقات بين البلدين وضرورة وضعها على السكة الصحيحة من دون أن يتخلى لبنان إطلاقاً عن واجبه الوطني بمعرفة مصير سماحة الإمام المغيب موسى الصدر ورفيقيه وحل هذه المسألة التي عكرت العلاقات بين البلدين لأكثر من أربعة عقود. وسأل الوزير باسيل نظيره الليبي مجدداً تقديم كل ما يلزم من مساعدة لمعرفة مصير سماحة الإمام مكرراً أسفه لما حصل ومؤكداً وجوب معالجته»، إلا أن موقف باسيل لاقى امتعاض حركة أمل، عبرت عنه في مقدمة نشرة أخبار قناة «ان بي أن» متهمة باسيل بـ»التودّد المريب في وقت مريب مقدماً الاعتذار عما اعتبره لا يمثل لبنان ربطاً بالحركة الاعتراضية التي عبر عنها شعب الإمام الصدر».

المصدر: صحف