أعلن فريق من العلماء أن تفشي وباء الكوليرا في اليمن، وهو الأسوأ في التاريخ، جاء على الأرجح من شرق أفريقيا.
ومن خلال استخدام تقنيات التسلسل الجيني، توصل باحثون في معهد ويلكوم سانغر البريطاني ومعهد باستور الفرنسي إلى أن سلالة الكوليرا التي تفشت في اليمن ظهرت في شرق أفريقيا، ونقلها مهاجرون إلى اليمن، ويأمل الباحثون أن تساعد تلك البيانات في تقييم المخاطر بشأن احتمال تفشي المرض في المستقبل، حتى يتسنى استهدافه بشكل أفضل.
ومنذ عام 2016، أثر الوباء على مليون شخص وتسبب في 2,770 حالة وفاة.
ولا يستطيع نحو 16 مليون يمني الوصول إلى مياه صالحة للشرب أو مرافق صحية آمنة، كما لا يعرف 10 ملايين شخص من أين ستأتي وجبتهم التالية، وقد تأتي الإصابة بالكوليرا لدى تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا “ضمة الكوليرا”. وفي حالات شديدة، يمكن أن يقتل هذا الوباء المصاب في غضون ساعات إذا تُرك دون علاج.
وتعرض اليمن لموجتين من الكوليرا منذ بدء العدوان عليه، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ووقعت الموجة الأولى بين أكتوبر/تشرين الأول 2016 و26 أبريل/نيسان 2017، حيث تم الإبلاغ عن 25,800 حالة مشتبه بها و129 حالة وفاة.
وبدأت الموجة الثانية في 27 أبريل/نيسان 2017، وأسفرت عن 1,336 مليون حالة إصابة و2,641 حالة وفاة حتى نوفمبر/تشرين الثاني.
واستعان الباحثون بـ 42 عينة من حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن للوصول إلى نتائج الدراسة.
وأخذت العينات من مصابين موجودين في اليمن، ومن آخرين بأحد مراكز اللاجئين اليمنيين على الحدود السعودية اليمنية، بالإضافة إلى 74 عينة أخرى من حالات الإصابة بالكوليرا من جنوب آسيا والشرق الأوسط وشرق ووسط أفريقيا، وقارنوا هذه العينات بأخرى مأخوذة من مناطق مختلفة حول العالم، ووجدوا أن سلالة الكوليرا المسببة لوباء اليمن مرتبطة بسلالة ظهرت للمرة الأولى في عام 2012 في جنوب آسيا، وانتشرت بعد ذلك على مستوى العالم.
وأشار العلماء إلى أن السلالة اليمنية لم تصل مباشرة من جنوب آسيا أو الشرق الأوسط، لكن هذه السلالة من الكوليرا انتشرت وتفشت في شرق أفريقيا بين عامي 2013 و2014، قبل أن تظهر في اليمن في عام 2016.
المصدر: بي بي سي