على شفا صرخةٍ عماليةٍ يقفُ البلد، لعلَّها تحركُ المعنيينَ بالتشكيلةِ الحكومية، ومساعي الحلِّ التي باتت بشكلِها الحالي تراوحُ مكانَها..
الاتحادُ العماليُ يعلنُ الاضرابَ العامَّ السلميَ غداً احتجاجاً على تأخرِ تشكيلِ الحكومة، وسوءِ الاوضاعِ الاقتصاديةِ كما يقول. واذا تأخرَ تشكيلُ الحكومةِ شهراً اضافياً ، فقد لا تتوافرُ الاموالُ لوزاراتٍ عديدةٍ، قالَ وزيرُ المالِ علي حسن خليل على مسمعِ الرئيسِ المكلفِ سعد الحريري، وعندَها سنكونُ مضطرينَ لايجادِ سبلٍ لتأمينِها، وهي السبلُ التي باتت شبهَ معدومةٍ في ظلِّ الواقعِ الماليِّ والوصولِ الى الحائطِ المسدودِ بعدَ سياساتِ الهروبِ الى الامامِ الاقتصادية..
وكلما همَّ الى الامامِ السياسيونَ بافكارٍ وطروحاتٍ للحل، عادت الامورُ لتترنحَ بتعنتِ البعضِ والفيتوياتِ المعيقةِ لبصيصِ الحل..
فالطروحاتُ التي حملَها الوزيرُ جبران باسيل الى الرئيسِ سعد الحريري رفضَها الاخير، ليعاودَ باسيل البحثَ عن مقترحاتٍ جديدةٍ كما قال، لعلها تتمكنُ من تحقيقِ اختراقات..
اختراقاتٌ باتت ضروريةً لانتظامِ العملِ بالبلاد، فقد آنَ للحكومةِ الجديدةِ ان تبصرَ النورَ بحسبِ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة، فالعالمُ لا ينتظرُ احدا، واِنَ الآخرينَ لا يُنْتَظَرُ منهم اَن يقوموا بما يجبُ على اللبنانيين القيامُ به..
وما يجبُ على لبنانَ القيامُ به بحسبِ الكتلة، هو دعوةُ سوريا الى القمةِ الاقتصاديةِ التي ستعقدُ في بيروت، لما في تلك الدعوةِ من قوةٍ للبنانَ ومصلحةٍ استراتيجيةٍ له..
في الاقليمِ استراتيجيةُ الرئيسِ الاميركي بالانسحابِ من سوريا دافعَ عنها اليومَ بأسوأِ طريقة، فسوريا ارضُ رملٍ وموت كما قال، ولا ثرواتٍ كبيرةً فيها.. فرجلُ الصفقاتِ حاولَ ان يبررَ هزيمةَ مشروعِه في سوريا بقلةِ المردودِ المالي من هناك، لكنه اعترفَ في طياتِ الكلام، بأنها ارضُ موتٍ لقواتِه..