من خلفِ ركامِ بيتِها الذي هدمَه الاحتلالُ للمرةِ الثالثةِ في مخيمِ الامعري ، أطلت أم ناصر أبو حميد . “الحمد لله رافعين راسنا ، البيت اللي فجروه الصهاينة طلع منو مناضلين” الام كانت تتحدثُ عن قصةِ بطولة، عن شهيدٍ وستةٍ من أفرادِ العائلةِ محكومينَ بالمؤبد، ما هدَمَ الاحتلالُ عزيمتَهم.
عزيمةٌ يُحذرُ مراقبونَ صهاينةٌ من أنَّها تزدادُ صلابة. فالعملياتُ الفلسطينيةُ في الضفةِ الغربيةِ باتت أكثرَ جرأةً ونجاحاً ، والرهانُ على السياساتِ العقابيةِ أعطى نتائجَ عكسيةً في السابق، فتهديمُ ستِمئةٍ وسبعينَ منزلاً في الانتفاضةِ الثانية ، واعتقالُ أكثرَ من أربعةِ الافِ فلسطينيٍ لم يُجدِ نفعاً يقولُ محللون صهاينة.
في باريس ، لم تُجدِ نفعاً الجهودُ الاستيعابيةُ التي بذَلَها الرئيسُ الفرنسيُ تجاهَ أصحابِ الستراتِ الصفر.
فللسبتِ الخامسِ على التوالي نزلَ عشراتُ الالافِ الى شوراعِ العاصمةِ مطلقينَ الهتافاتِ الداعيةَ الى استقالةِ ماكرون.
ومعَ الضبابيةِ التي تحيطُ بالوضعِ في باريس ، هل ينقشعُ نورُ الحكومةِ اللبنانيةِ من بينِ ضبابِ لندن وسياسةِ قضاءِ الحوائجِ بالكتمان؟ مصادرُ مطّلعةٌ تكشفُ للمنارِ عن اتّصالاتٍ في الكواليسِ يفترضُ أنْ تظهرَ نتائجُها مطلعَ الأسبوعِ المقبلِ تسيرُ وَفقَ خارطةِ الطريقِ التي وضعها لقاءُ العاصمةِ البريطانيةِ بينَ الرئيسِ المكلّفِ والوزيرِ باسيل. وفي حالِ أثمرت الجهودُ إيجابا ، تقولُ المصادرُ اِنَ مصيرَ الحكومةِ سيتبلورُ اِن لم يكن قبلَ الميلاد ، فقبلَ رأسِ السنة ، والا فالبحثُ عن مخرجٍ سيستمرُ معَ ادراكِ الجميعِ أنَّ الوقتَ لم يعد يرحمُ والتنازلَ باتَ واجباً لا يفرّقُ بينَ أحد.
المصدر: قناة المنار