يرى بعض المدافعين عن البيئة أن للاعتماد على حليب الأبقار تأثيرا سلبيا على البيئة، لما لتربيتها من “تأثير مدمر على البيئة” وفق ما يقوله بعضهم. فما الخيارات الأخرى البديلة منه؟ وأيها أفضل؟
لصناعة الحليب تأثير كبير على البيئة، مثل سوء استخدام الأراضي وكثرة استهلاك المياه، مما يقود المدافعين عن البيئة للتوجه إلى خيارات أقل ضررا كما يعتقدون، مبتعدين عن حليب البقر.
وينتمي حليب الصويا واللوز والأرز والشوفان إلى مجموعة الحليب النباتي، وعموما يعد الحليب النباتي بديلا مناسبا لمرضى عدم تحمل اللاكتوز، إذ يمكن لهؤلاء إمداد أجسامهم بالعناصر الغذائية المهمة الموجودة في حليب البقر، من خلال نوعيات الحليب المستخلصة من فول الصويا أو الحبوب مثلا.
ويحتوي حليب الصويا على كمية كبيرة من البروتين، كما أنه يمتاز بقلة محتواه الدهني، إذ لا تشكل الدهون سوى 2% من محتوياته، كما أنه يصلح لتحضير الزبادي والمايونيز والمثلجات والبودينغ، تماما كالحليب الحيواني. والحليب النباتي مستخلص من الحبوب مثل الأرز أو الشوفان أو الحنطة، كما أن القيمة الغذائية فيه تختلف وفقا لنوعية الحبوب المستخلص منها.
ويضاهي محتوى الفيتامينات والمعادن في حليب الحبوب ما يحتويه حليب البقر، فضلا عن أنه يحتوي على كميات أقل من الأحماض الدهنية المشبعة، ويخلو بالطبع من سكر الحليب (اللاكتوز) الذي يتسبب في حدوث اضطرابات لمرضى عدم تحمل اللاكتوز.
ونقدم هنا أبرزها منتجات الحليب التي تعد بديلا من حليب الأبقار:
– حليب الصويا: الصويا هو عادة أول محطة للذين يبحثون عن بدائل الحليب، وقد كان لزراعة فول الصويا دوليا تأثير مدمر على غابات الأمازون المطيرة، لكن على الجانب الإيجابي، يحتوي حليب الصويا على البروتين مما يمنحه بعض القيمة الغذائية.
-حليب اللوز أو الأرز: هذان الخياران تزداد شعبيتهما في المقاهي، لكن اللوز والأرز محصولان يستهلكان الماء بكثافة، ومن المرجح أن يسبب نموها في المناخات القاحلة مشاكل بيئية.
-حليب الشوفان: ويبدو أنه الأقل تأثيرا على البيئة، لكن المشكلة تكمن في قيمته الغذائية، فحليب الشوفان مخفف بكمية كبيرة من الماء، مما يجعل قيمته الغذائية قليلة.
-حليب جوز الهند: لحليب جوز الهند تأثير بيئي منخفض إلى حد ما، ولكن هناك تساؤلات حول قيمته الغذائية، إذ يعتقد أنه الأقل جودة، وهو يحتوي على كمية كبيرة من الدهون المشبعة الضارة.
-حليب الإبل: ويعدّ من أحدث البدائل حاليا، إذ يعتقد أنه أقل تأثيرا على البيئة، لأن الجمال أقل اجترارا من الأبقار، مما يجعل الميثان الذي ينتج عنها أقل بكثير مما ينتج عن الأبقار، كما أن حليب الإبل ذو قيمة غذائية عالية، مثل جميع ألبان الحيوانات.
وتكشف مراجعة الأبحاث العلمية المنشورة عن حليب النوق -والتي شملت دراسات على البشر وأخرى على حيوانات التجارب- عن مجموعة من المعطيات، أبرزها:
-لحليب النوق دور محتمل في تقليل مستويات الغلوكوز ونسبة (HbA1c) لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
-قد يقلل حليب النوق من مقاومة الإنسولين للخلايا، والتي تعد إحدى آليات الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
-هناك مؤشرات إحصائية على أن المجتمعات التي تستهلك لبن النوق تنخفض لديها معدلات الإصابة بالسكري.
-يقول بعض الباحثين إن حليب النوق يحتوي على بروتينات تشبه هرمون الإنسولين واللاكتوفيرين والغلوبولينات المناعية، التي تلعب دورا -وفق رأيهم- في خصائص هذا الحليب المفيدة للصحة.
-أشارت دراسة نشرت عام 2013 إلى دور محتمل للاكتوفيرين بحليب النوق في تثبيط تكاثر خلايا سرطان القولون.
-قد يكون لحليب النوق دور في تثبيط الآلية الالتهابية في الأوعية الدموية، مما يجعل له دورا كمادة مضادة للسرطان.
ولذلك فإذا كنت تبحث عن بديل لحليب الأبقار، فإن حليب الإبل سيكون من أهم خياراتك، بيئيا وغذائيا.
المصدر: الغارديان