تبث قنوات التلفزة ومحطات الإذاعة في اليابان يوميا برامج عن التغذية وأماكن تقديم المأكولات المختلفة، إلا أنه من النادر أن تجد في الشارع الياباني شخصا يعاني من السمنة والوزن الزائد.
تقول هيديمي تاكيموتو خبيرة التغذية في معهد الصحة والتغذية في اليابان في حديث لوكالة نوفوستي: “في وقت الغداء ومساء بعد انتهاء يوم العمل المجهد والطويل، يضطر اليابانيون إلى الوقوف في طوابير أمام المطاعم في طوكيو والمدن الأخرى. اليابانيون يأكلون كثيرا ويبدو أنهم يأكلون كل شيء غير مهتمين بمسألة الرشاقة”.
وتقول الخبيرة: “على الرغم من سوء التغذية، فإنه بعد الحرب العالمية الثانية، ازداد استهلاك المواد الغذائية بسرعة، واليابانيون يتميزون بعدم ازدياد استهلاكهم للدهون”. وتضيف أنه “ربما هناك سبب آخر، وهو ندرة استخدام سكان المدن للسيارات، حيث يمارسون نشاطا بدنيا كبيرا”.
وحسب قولها، فإن اليابانيين لم يأكلوا اللحوم لفترة طويلة بعد الحرب العالمية الثانية، ولكنهم حاليا يستهلكون كميات كبيرة من الأسماك واللحوم. كما أنهم “قللوا من استهلاك الملح، لذلك انخفض عدد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. وينخفض تدريجيا معدل الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية والجلطات الدماغية”.
وفعلا، تشير البيانات الرسمية لوزارات الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية إلى أن هذه الأمراض كانت السبب الرئيس للوفيات في اليابان إلى عام 1980. ولكن بعد هذا التاريخ، احتلت الأمراض السرطانية المرتبة الأولى في قائمة الوفيات.
وتختتم الخبيرة حديثها قائلة: “مع ذلك، ليس هناك ما يثير القلق من انتشار السمنة بين اليابانيين على الرغم من تغير تقاليد وعادات نظامهم الغذائي. أعتقد أن أغلب التغيرات في النظام الغذائي ترتبط بكونهم أصبحوا يتناولون الأغذية الجاهزة كثيرا. ولحسن الحظ، لم يؤد هذا إلى الآن إلى زيادة عدد الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد، لذلك لا أعتقد بانتشار السمنة في اليابان قريبا”.
المصدر: روسيا اليوم