أصدر رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي بياناً استنكر فيه المجزرة البشعة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي بحق الأطفال والمدنيين في صعدة، والتي خلقت خمسة وأربعين شهيدا وأكثر من خمسين جريحا جلهم من الأطفال سقطوا بغارات مقاتلات تحالف العدوان.
وأكد البيان، ” أن هذه الجريمة تُعد امتداداً لسلسلة جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبها تحالف العدوان على اليمن بحق المدنيين على مدى أكثر من ثلاث سنوات ونصف، كما أنها تؤكد للمرة الألف – كما أشرنا لذلك في جريمتي الحديدة – أن قيادة تحالف العدوان ترفض السلام، وترفض كل جهد من أجل السلام”.
وأضاف البيان، ” كما تؤكد هذه الجرائم أنها فاقدة للهدف وللمشروع وللرؤية، ولا تبتغي غير القتل والتدمير، فيما ينشد الشعب اليمني السلام، ويقدم المبادرات المستمرة لإيقاف نزيف الدماء والدمار الذي يخلفه طيران التحالف واسلحته المحرمة وحصاره في اليمن”.
وبحسب البيان، قال الحوثي، ” إن هذه الجريمة تمثل انتهاكا جسيما للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين، وخرقا فاضحا لقواعده التي تهدف إلى توفير الحماية بشكل رئيسي للمدنيين، مشيراً إلى أن الطبيعة المدنية الصرفة لمكان الجريمة ونوعية الضحايا وعددهم لتؤكد سبقية الإصرار والترصد من قبل قوات التحالف لانتهاك مبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني بما فيها مبدأ الإنسانية، ومبدأ التمييز، ومبدأ التناسب، وهو ما يجعل هذه الجريمة ترقى إلى مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وحمّل الحوثي أمريكا وبريطانيا مسؤولية هذه الجريمة وسابقاتها من الجرائم التي ترتكب بسلاحهما وطيرانهما ودعمهما اللوجستي وتحديد الأهداف، إضافة للمشاركة الفعلية في تحالف العدوان.
واعتبر رئيس اللجنة الثورية العليا ” العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائه الأعيان المدنية هدفا واجبا قصفه هو جريمة قبل التنفيذ، وأن التنفيذ بعد ذلك هو جريمة حرب بتعمدها وترصدها وبضرباتها المزدوجة”، مضيفاً، ” أن هذه الجريمة هي تحد حقيقي للمجتمع الدولي ولأعضاء مجلس الأمن الذين دعوا لتطبيق القانون الإنساني في جلسته الأخيرة بشأن اليمن”.
وأكد البيان،” رفض تشكيل لجان مستقلة دولية رغم المطالبة بها للتحقيق في هذه الجريمة وجريمتي الحديدة وما سبق من الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني حتى تحقق المساءلة الجنائية لقيادات التحالف وجميع من يثبت تورطهم في هذه الجرائم، هو جريمة تسيئ صيت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الحرة”.
وجاء في البيان، ” نحمل منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن مسؤولية تنصلهما عن واجباتهما البالغ حد التواطؤ، مما يشجع المعتدين على الاستمرار في ارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق المدنيين والمنشآت المدنية في اليمن، ونحمل الجميع المسؤولية”.
وأشار الحوثي عبر البيان ” أن الصمت المخيم على ما يسمى بالجامعة العربية وما يسمى منظمة التعاون الإسلامي دليل الشراكة الفعلية في سفك الدماء اليمنية، ونذكر كل من لم يخرج بموقف لما يرتكبه تحالف العدوان من جرائم بحق أبناء الشعب اليمني “أطفالا ونساء” بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس”.
ودعا الحوثي روسيا والصين وفرنسا لطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لتجريم الجريمة، والوقوف الجاد أمام تعنت دول العدوان وسعيها لإفشال كل الجهود الرامية للسلام. كما دعا “المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية وجميع شرفاء وأحرار العالم إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية في مناصرة الشعب اليمني المظلوم وإدانة الجرائم المروعة المرتكبة من قبل تحالف العدوان”.
وأوضح البيان “أن جرائم العدوان لن تزيد الشعب اليمني الحر الثابت الصابر إلا تماسكا وصمودا، وستمثل أكبر دافع لأبنائه للتوجه نحو الجبهات دفاعا عن أطفالهم ونسائهم، وأن أبطال الجيش واللجان الشعبية بما يسطروه من بطولات يأخذون بثأر هؤلاء الأطفال والمواطنين في جريمة ضحيان صعدة أو ماسبقها من جرائم في الحديدة وفي غيرها من المحافظات اليمنية وعما قريب سيهلك الظالم ويجازى بما اقترفه”.
وختم الحوثي في بيانه مؤكداً ” أن صمود الشعب اليمني في مواجهة الغزو والاحتلال سيحقق النصر بإذن الله مهما تمادى العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه في الطغيان وارتكاب المجازر”، داعياً الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى.
المصدر: المسيرة