يتواصل اعتصام البحرينيين أمام منزل آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في الدراز، غربي المنامة، التي حاصرها النظام بآلياته ومدرعاته مانعاً الدخول والخروج منها إلا للقاطنين.
ولم تمنع ساعات الصوم الطويلة ودرجات الحرارة المرتفعة جداً البحرينيين من مواصلة اعتصامهم المفتوح احتجاجاً على قرار الداخلية البحرينية بسحب الجنسية من الشيخ عيسى قاسم. كما أن زخم التواجد الشعبي والعلمائي لم يتراجع من قبل المحتجين الذين اعتبروا أن استهداف الشيخ قاسم هو استهداف للوطن بأسره وللدين.
استدعاء العلماء
وصبيحة اليوم الرابع على اعتصام الدراز، استدعى النظام البحريني خمسة من علماء الدين إلى مركز البديع، وهم: الشيخ محمود العالي، الشيخ فاضل الزاكي، الشيخ منير معتوق، الشيخ حمزه الديري، الشيخ ابراهيم الصفا، والشيخ علي رحمة. كما تم استدعاء الرادود جعفر القشعمي وفق ما نقلت مصادر بحرينية لموقع المنار.
وأتى استدعاء علماء الدين بعد يوم على استدعاء أصحاب المواكب الحسينية وتبليغهم تحذيرات رسمية باستهداف مواكب العزاء في حال تضمنت مواقف سياسية.وبحسب موقع “مرآة البحرين” فإن السلطات البحرينية “قالت إنها لن تتورع عن استخدام القوة ضد المعزين إذا ما تم رفع صورا للزعيم الروحي للشيعة آية الله الشيخ عيسى قاسم الذي جردته الحكومة من جنسيته الاثنين الماضي”.
توقف صلاة الجمعة والجماعة
وفي سياق الفعاليات الاحتجاجية أعلن أئمة المساجد في البحرين إستمرارهم بالتوقّف عن صلاة الجمعة والجماعة في الفرائض التالية: صلاة العشائين من ليلة الجمعة، وصلاة الصبح والظهرين من يوم الجمعة، بسبب إستمرار السلطة في البحرين بمنع أكبر صلاة جمعة في البلاد، وتصعيدها بإستهداف سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم وإسقاط جنسيته.
وكان أئمة المساجد في البحرين قد أوقفوا صلاة الجمعة والجماعة الأسبوع الماضي لعدم توفّر أجواء الأمن لإقامتهم أعظم الشعائر الدينيّة بعد التصعيد الأمني الذي تمارسه السلطات تجاه المواطنين والذي وصل إلى منع إمام أكبر جمعة وهو العلامة الشيخ محمد صنقور من إمامة صلاة الجمعة، إلى جانب حل جمعية التوعية الإسلامية كبرى الجمعيات الثقافية الدينية في البلاد فضلا عن إستدعاء عدد من علماء دين للتحقيق دون توضيح الأسباب.
وفي ليلتهم الثالثة، افترش البحرنيون الساحات المحيطة بمنزل سماحته، أفطروا في هذه الساحات، ناموا فيها واصطفوا عليها كتفاً بكتف لأداء الصلاة، في رسالة أنهم لن يرحلوا.
مشهد الالتفات الشعبي والعلمائي حول آية الله قاسم لم يرق للسلطة البحرينية التي فرضت حصاراً على مداخل ومخارج بلدة الدراز مانعة الدخول والخروج منها إلا للقاطنين في البلدة. الحصار الأمني استدعى منْع المعلمين من الدخول إلى البلدة لأداء مهامهم، في سياسة عزل للدراز ومحاولة التضييق على الاعتصام.
وعمت المسيرات السلمية الغاضبة مناطق مختلفة في البحرين. في جزيرة سترة خرج المئات للتنديد بممارسات النظام حاملين عنوان التحدي والوحدة، إلا أن الرد الرسمي لم يتأخر، رصاص الشوزن أطلق باتجاه المتظاهرين السلميين موقعاً عدداً من الإصابات.
التظاهرات أيضاً في خرجت في بلدات المعامير وأبوقوة وجدحفص والعكر وعالي والدير وغيرها، تظاهرات منددة بالإجراءات الأخيرة ومطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.