“محمود دير بالك عحالك يما، ما تخاف يما، انت رجل، انت ابن فلسطين رح ترجع…”، كلمات ودعت بها المواطنة أم حمزة ماضي طفلها محمود الذي تداعى نحو 40 جنديا لاعتقاله في ساعة مبكرة من فجر أمس من منزل ذويه في مخيم العروب شمال الخليل، في مشهد تكرر في فلسطين.
هذا المشهد أعاد للأذهان الصورة التي انتشرت في كل بقاع الأرض، لأكثر من 20 جنديا إسرائيليا وهم يعتقلون الطفل فوزي الجنيدي (16 عاما) من مدينة الخليل نهاية العام الماضي، في سياسة ممنهجة تتبعها سلطات الاحتلال لخلق حالة من الرعب في نفوس الأطفال، ما يتناقض مع كل القوانين والأعراف الدولية.
“عشرات الجنود بكامل عتادهم العسكري، اقتحموا منزل العائلة، صوّب الجنود أسلحتهم نحو والدة محمود وفي وجه أشقائه، وبدأ الجنود بالصراخ (أين محمد؟، نريد محمد)، ومن هول الموقف وحالة الرعب التي تسببوا بها، لم يخطر ببال الوالدة أم حمزة – وهي أم الشهيد عمر- أنهم يبحثون عن محمود، طلبوا البطاقات الشخصية لأفراد الأسرة، وعقب التدقيق فيها لم يجدوا أحدا يدعى محمد، بعدها صعدوا إلى الطابق الثاني من المنزل، فتشوه وخربوا محتوياته”.
“حين وصلوا غرفة محمود التي كان راقدا فيها، أيقظوه بعنف وهم يصرخون “من هذا؟، من هذا؟” قالت والدته إنه طفلي محمود، ليضع جنود الاحتلال محمود تحت أيديهم ويغلقوا فمه، وهم يصرخون وكأنهم اعتقلوا مطلوبا كبيرا، ولم يسمحوا لوالدته أن تقدم له ما يحتاج من ملابس”.
وقالت هبة شقيقة الطفل محمود لــ”وفا”: “حاول شقيقي خضر منعهم من اعتقال محمود لكنهم أصرّوا على اعتقاله، صوبوا أسلحتهم من مسافة صفر نحونا، استغثنا لكن دون جدوى، من يكبح جماح المحتل؟؟ من يضع حدا لهؤلاء الجنود الذين أصبح همهم ترويع الأطفال والنساء والشيوخ”؟؟
المصدر: فلسطين اليوم