أعلنت الأمم المتحدة الخميس تجديد مهمتها الى جنوب السودان لثلاثة أشهر فقط لدفع استئناف عملية السلام قدماً، ريثما تنتهي من تقييم بعثتها في هذا البلد الذي يشهد نزاعاً. وأعربت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في بيان عن “لقلق الشديد” ازاء أعمال العنف في البلاد، حيث لا يزال الملايين من الأشخاص بحاجة الى مساعدات انسانية بينما هناك “اربعة ملايين نازح”. واشار البيان الى “استمرار العراقيل امام ايصال المساعدات الانسانية”، مندداً بـ”استخدام المستشفيات والمدارس لغايات عسكرية”. وأشار مصدر دبلوماسي الى أن خيار تمديد المهمة لثلاثة أشهر يهدف الى “اعطاء فرصة لمبادرة اقليمية” من أجل التوصل الى حل سياسي للنزاع المستمر منذ أربع سنوات، قائلاً “من المقرر عقد اجتماع اقليمي قريباً لتعزيز عملية السلام”. أما السبب الثاني وراء التمديد لثلاثة أشهر فقط بعد إن كان الأمر يتم لمدة عام هو أن الأمم المتحدة تقوم بـ”دراسة استراتيجية” لمهمة “مينوس” التي تضم نحو 13400 شخص من بينهم جنود وشرطيين ومدنيين.
وكان الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بدأ دراسات حول كل عمليات السلام منذ توليه منصبه في كانون الثاني/يناير. وكان مجلس الأمن الدولي حذر الخميس اطراف النزاع في جنوب السودان من “عواقب” قد تترتب على اي طرف يعوق مبادرة سلام اقليمية جديدة من المقرر ان تبدأ الاسبوع المقبل في اثيوبيا. وقال المجلس في بيان صدر بالاجماع ان عقد مؤتمر على مستوى عال تنظمه الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا “ايغاد” هو “فرصة نادرة … وأخيرة امام الاطراف كافة لتحقيق السلام المستدام والاستقرار في جنوب السودان”. وسيفتتح المؤتمر الاثنين في اديس ابابا ومن المتوقع ان يشارك فيه مسؤولون من مستوى رفيع. رغم ان هوية المشاركين ما زالت غير واضحة. وقال السفير البريطاني ماثيو رايكروفت ان هناك “توقعات واضحة” بمشاركة كل الاطراف، و”ان فشل اي طرف في تحقيق ذلك سيعرضه لعقوبات موجهة وحظر على استيراد الاسلحة”. وفشلت الولايات المتحدة العام الماضي في حشد الدعم لاصدار قرار يحظر استيراد السلاح في جنوب السودان. لكن دبلوماسيون يعتبرون انه يمكن اعادة النظر بالقرار من قبل مجلس الامن وبدعم اكبر في كانون الثاني/يناير في حال فشلت جهود السلام. وغرق جنوب السودان -الذي انفصل عن السودان وأصبح دولة مستقلة في 2011- منذ ديسمبر/كانون الأول 2013 في حرب أهلية أوقعت عشرات آلاف القتلى وأكثر من 2.5 مليون نازح. وشهد فظاعات بينها مجازر ذات طابع عرقي.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية