تدخل الازمة الاميركية – الكورية الشمالية المزيد من “الاجواء الحربية” اي التوتر ثلاثي الابعاد (عسكري-سياسي-اعلامي) وسط تحريك القطعات العسكرية واجراء مناورات ونشر منظومات صاروخية الى ما هنالك، ولكن الازمة لا يمكن التكهن بمسارها ونهاياتها وهي على الاقل ستكون عرضة للمزيد من التوتير في الفترة المقبلة دون معرفة ما الذي سيضبطها وينزع فتيل مواجهة كبيرة.

وعلى خلفية نهج جديد في الادارة الاميركية منذ بداية عهد ترامب وسياسته التصعيدية في اكثر من ملف حذر خبراء من احتمالات كارثية اذا وصل الامر الى مواجهة عسكرية . ولكن هل قول ترامب ان كوريا الشمالية  تشكل “مشكلة وسيتم حلها”، يعني انه سيلجأ الى اجراءات تضبط كوريا ام ان هناك مواجهة قادمة قد تعني كوارث في ظل القدرات العسكرية للطرفين وتحالف اميركا مع كوريا الجنوبية واليابان؟

والسؤال المطروح هل وصلت الامور الى حد لم تعد فيه واشنطن تتحمل تطوير القدرات الكورية وهي التي تعتبر ان لها الحق في اي اجراءات في العالم لضمان “امنها” وقائيا و”قمع المارقين”، وكأنها هي وحلفاؤها فقط من يحق لهم قدرات عسكرية ونووية ضخمة اما من يناوئ سياستها فيجب تجريده من كل قوة.

في الساعات الماضية ظهرت اجواء تصعيدية اضافية  فهل هي وصلت الى حافة الانفجار . نذكر من هذه الاجواء:

– بدأت اليوم اجراءات نشر منظومة “ثاد” الأميركية للدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية
– تجري القوات الجوية اليابانية، اليوم  مناورات مشتركة مع القوات الأميركية، التي ستشارك فيها اثنتان من الطائرات المرابطة على متن حاملة الطائرات الأميركية “كارل فينسون”.

– نشرت الصين على خلفية تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية المزيد من قواتها على الحدود مع كوريا الشمالية، وأرسلت إلى هناك 100 ألف جندي إضافيين بحسب وسائل اعلامية.

– بحسب وكالة يونهاب للأنباء في كوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية أجرت تدريبات واسعة النطاق بالمدفعية امس  الثلاثاء

– أطلقت الصين رسميا اليوم  حاملة طائرات ثانية تابعة لها حسبما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا”.

– بحسب سي ان ان  رست الغواصة الأميركية “يو إس إس ميشيغان” في كوريا الجنوبية .

– بحسب بي بي سي فإن قافلة سفن بحرية أميركية، بقيادة حاملة الطائرات الأميركية العملاقة كارل ليفنسون يتوقع أن تصل إلى شبه الجزيرة الكورية خلال أيام.

– قالت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية إن “القوات المسلحة جاهزة قتاليا لإغراق” حاملة الطائرات كارل ليفسنون.

وفي اجراء غير معتاد ينعقد اليوم بدعوة من البيت الأبيض، اجتماع مع جميع أعضاء مجلس الشيوخ يستمعون فيه إلى إيجاز بشأن كوريا الشمالية. ويحضر الاجتماع  مئة من أعضاء مجلس الشيوخ، فضلا عن وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ووزير الحرب جيمس ماتيس.

نشير الى ان كوريا الشمالية لديها قدرات نووية وبيولوجية منها ما هو معلوم ومنها ما قد يكون قدرات سرية ومفاجئة سواء عسكرية او نووية، وهي بالاضافة الى قدرات عسكرية تقليدية كبيرة وجيش كبير،  فإنها تجري اختبارات تحت الأرض للقنابل النووية الكبيرة بشكل متزايد منذ عام 2006، ويقدر أن لديها ما يكفي من البلوتونيوم لصنع ما لا يقل عن خمس أو ست قنابل، ويُعتقد أن لديها أكثر من ألف صاروخ متوسطة المدى تصل إلى أهداف في كوريا الجنوبية واليابان ومجموعة صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى القواعد العسكرية الأمريكية في غوام.  ويعتقد أنها تقوم بتطوير صاروخ باليستي عابر للقارات طويل المدى يمكنه الوصول الى مناطق في الولايات المتحدة.

المصدر: موقع المنار