عثر فريق الباحثين تحت إشراف فريدريك شولتس، و تانيا فويكه من معهد جوينت جينوم للدراسات الجينية بمدينة والنوت كريك بولاية كاليفورنيا الأمريكية على أربعة فيروسات عملاقة جديدة. عُثر عليها عندما كان الباحثون يحللون في إطار مشروع آخر المجموع الوراثي لكائنات دقيقة أخذت من مياه صرف إحدى محطات معالجة مياه الصرف الصحي في مدينة كلوسترن نويبورج النمساوية، حسب ما نشرت مجلة “ساينس”.
وعثر شولتس وفويكه أثناء ذلك على التسلسل الجيني لفيروس عملاق غير معروف حتى الآن أطلقا عليه اسم “كلوز نويفيروس”. يمتلك هذا الفيروس مجموعا وراثيا يتكون من 57،1 مليون زوج قاعدي من بينها العديد من الجينات التي توجد عادة في كائنات أسمى. وتمتلك الكثير من الكائنات الدقيقة الخلوية مجموعا وراثيا أقل بكثير من هذا المجموع. ثم بحث الباحثون في عينة مياه الصرف الصحفي عن جسيمات مناسبة لهذا الفيروس وعثروا خلال ذلك على فيروس بقطر 300 نانومتر (300 جزء من واحد من مليون مليمتر).
وقال شولتس إنه إذا تأكد فعلا أن هذا الجسيم هو فيروس كلوز نويفيروس، فإن هذا الفيروس سيكون أحد الفيروسات العملاقة الأقل حجما.
وأشار شولتس إلى أن أشهر أكبر فيروس حتى الآن هو فيروس بيثوفيروس الذي يبلغ قطره 1500 نانومتر، ولكنه يمتلك 600 ألف زوج قاعدي “وليس هناك علاقة وثيقة بين كمية المجموع الوراثي للفيروس وحجمه لدى الفيروسات العملاقة” حسبما أوضحت فويكه. وقارن الباحثون التسلسل الجيني الذي عثروا عليه بإجمالي المجموع الوراثي لـ 7000 عينة بيئية، وعثروا خلال ذلك على ثلاثة فيروسات أخرى شديدة التقارب مع هذا الفيروس الجديد وهي: إنديفيروس الذي يحتوي على 86،0 مليون زوج قاعدي وفيروس هوكوفيروس (33،1 مليون زوج قاعدي) و كاتوفيروس (53،1 مليون زوج قاعدي).
وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن هذه الفيروسات تُراكِم مع مرور الوقت المزيد من الموروثات الجينية وذلك لأن المواد الجينية التي تفقدها أقل من التي تكتسبها. وخلص الباحثون إلى أن منشأ هذه الفيروسات ليس أحد الأسلاف الأكثر تعقيدا وليس مجموعة من الأحياء الدقيقة المنقرضة كما كان يفترض بعض الباحثين، بل نشأت على الأرجح من فيروسات أصغر راكمت بشكل مفرط مواد جينية لعائلها. وتعتبر الأميبات والطحالب من هذه العوائل التي تتطفل عليها الفيروسات العملاقة.
المصدر: dw.com