حذر أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي الخميس من التهديد “غير المسبوق” الذي تشكله روسيا على المؤسسات الديموقراطية الأميركية والأوروبية، وذلك مع عقد أول جلسة استماع علنية حول التدخل الروسي في انتخابات عام 2016 الرئاسية.
ومع انصراف الكونغرس للتحقيق في الفوضى السياسية، أخذت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ زمام المبادرة في التحقيق بمزاعم سعي روسيا لحرف مسار الانتخابات الرئاسية الأميركية وجعلها تميل لصالح الرئيس دونالد ترامب.
واستهلت الجلسة بشهادات لخبراء أكاديميين حول تاريخ روسيا في التدخل السياسي، ومن المقرر ان تستمع اللجنة الى أكثر من عشرين شاهدا في اطار تحريها عن مزاعم التواطؤ مع موسكو.
وتضم لائحة الشهود شخصيات رئيسية من فريق ترامب ترامب الانتخابي يشتبه بتواصلهم مع المسؤولين الروس خلال الحملة.
وقال رئيس اللجنة الاستخبارات السناتور الجمهوري ريتشارد بور ان “الشعب الأميركي وكل المجتمعات الديموقراطية تحتاج الى ان تفهم ان لاعبين خبثاء يستخدمون تقنيات قديمة في منصات جديدة لتقويض مؤسساتنا الديموقراطية”.
اما نائب رئيس اللجنة السيناتور الديموقراطي مارك وورنر فقال “هذا ليست تورية او مزاعم كاذبة، هذه ليست أخبارا مزيفة، هذا ما حدث معنا فعلا”.
وقبيل بدء جلسة الاستماع رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددا اتهامه من قبل الاستخبارات الأميركية بأنه وراء عرقلة الانتخابات.
وقال بوتين خلال منتدى حول القطب المتجمد الشمالي في مدينة ارخنجيلسك في شمال روسيا ان مثل هذه الاتهامات “عبثية” و “غير مسؤولة”، لكن أعضاء مجلس الشيوخ حذروا من ان أوروبا تعاني الآن النوع نفسه من قرصنة الحواسيب وحملات التضليل التي اختبرتها الولايات المتحدة سابقا.
وأضاف وورنر “بعض حلفائنا المقربين في أوروبا يواجهون تماما نوع التدخل نفسه في عمليتهم السياسية، المانيا أعلنت ان برلمانها قد تمت قرصنته، المرشحون للانتخابات الفرنسية هم الآن عرضة للدعاية السياسية الروسية والتضليل”.
وافتتحت الجلسة وسط مخاوف من ان يعوق الجمهوريون اي تحقيق سعيا لحماية البيت الابيض من اي فضيحة.
وكان ترامب قد وصف هذه القضية بأنها “أخبار مزيفة”، وقال ان الديموقراطيين يحاولون تقويض شرعية فوزه في انتخابات 8 تشرين الثاني/نوفمبر.
وألغت لجنة الاستخبارات مقابلات محددة هذا الاسبوع مع مسؤولين استخباراتيين وقضائيين بعد ان أعلن رئيس لجنة الاستخبارات بالكونغرس الأمريكي ديفين نيونز أنه يملك معلومات جديدة حول التنصت على مساعدي ترامب بشكل “تلقائي” خلال مراقبة عملاء أجانب.
وأوضح وورنر ان هذا التحقيق هو “حول محاسبة روسيا بسبب هذا الهجوم غير المسبوق ضد ديموقراطيتنا”، واضاف “آمل بان يكون الرئيس ساعيا مثلنا لمعرفة حقيقة ما حصل في العمق”.
وتابع “لكنني يجب ان اقول أن سلوك الرئيس اخيرا، سواء باتهاماته القاسية وغير المؤكدة حول التنصت، او هجومه غير اللائق او غير المبرر على رجال الاستخبارات الاميركيين الذين يعملون بجهد، يجعلني قلقا بشكل بالغ”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية