يخيّم القلق على الرؤية الصهيونية حيال المفاوضات النووية الإيرانية–الأميركية، ولا سيما في ظل القناعة بعجز نتنياهو التام أمام أي اتفاق قد يُعدّ خطيئة تاريخية بالنسبة إلى تل أبيب، بحسب بعض الخبراء الصهاينة.
وتشتد مؤشرات القلق والاضطراب في القراءة الصهيونية كلما تزايدت المؤشرات الإيجابية حول إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد بين إيران والولايات المتحدة، في ظل استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين. وقد بات هذا الأمر يشغل مختلف أوساط الاحتلال، بين قراءة تعبّر عن الإحباط من القدرة على التأثير في موقف ترامب والعجز عن معارضة توجهاته في هذا الإطار، وبين محاولات أوساط نتنياهو الرهان حتى اللحظة الأخيرة على تراجع أميركي عن مسار التفاوض.
وقال المحلل العسكري الصهيوني رون بن يشاي إن الإيرانيين “يريدون أن تبقى لديهم دائرة الوقود النووي، ونحن لا نعلم موقف ترامب من ذلك، والسيناريو المحتمل ربما يكون اتفاقًا مرحليًا يستطيع الطرفان القبول به، وهذا أمر سيّئ جدًا بالنسبة إلينا، لأن ذلك يغلق أمامنا نافذة الفرص للقيام بأمر آخر”.
ومن جانبه، اعتبر المسؤول السابق لإذاعة جيش الاحتلال موشيه شلونكسي: “هل رأيتم رئيس الحكومة نتنياهو في اللقاء مع ترامب عندما فاجأه بالإعلان عن المفاوضات مع إيران؟ فلا توجد أي فرصة لربع اعتراض إسرائيلي. الأميركيون يفعلون ما يشاؤون، ولا توجد لدينا أي فرصة لمعارضتهم”.
وعبّرت القراءة الصهيونية لمسار التفاوض عن مخاوف عميقة من انسداد الأفق بالكامل أمام تل أبيب في مواجهة طهران، وسقوط كل شروطها بشأن الاتفاق المرتقب مع إيران.
وقال المسؤول السابق في الوحدة 504 في الاستخبارات العسكرية الصهيونية ماركو مروينو: “المبدأ الأساسي يقول الآتي: إن إسرائيل لا تستطيع مهاجمة إيران بمفردها، فهي غير قادرة على ذلك، والهجوم لن يكون فعالًا، وإسرائيل لن تهاجم من دون التنسيق مع الأميركيين، خصوصًا في ظل هذه الإدارة. والمبدأ الثاني هو أنه إذا توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق نووي، أيا يكن مع إيران، فإنه في نظري خسارة تاريخية وخطأ تاريخي. لذا، إن حصل اتفاق، فستكون هذه أخبارًا سيئة بالنسبة إلينا”.
ومن جانبها، اعتبرت مراسلة القناة 11 الصهيونية غيلي كوهين أن “أيًّا من الأمور التي أرادتها إسرائيل، سواء في الحد الأدنى أو الأقصى، لن يتحقق في الاتفاق مع إيران، سواء ما يتعلق بالتخصيب بمستوى معين، أو بالخيار الليبي، وحتى موضوع النقاش حول الصواريخ غير مطروح أصلًا”.
وانتقد خبراء ومعلقون صهاينة ما وصفوه بجهل إدارة ترامب بأسلوب التفاوض الإيراني القائم على الصبر وطول النفس وكسب الوقت، على قاعدة صناعة السجاد الإيراني التي لا يجيدها الأميركيون.
المصدر: موقع المنار