دعا العلامة السيد عبدالله الغريفي لحوار جادٍّ ونظيف، يؤسِّس لوعي سياسيٍّ أصيل، ولتفاهمات تصبُّ في مصلحةِ الوطن، وتعمل على إنتاج قناعاتٍ صائبة.
وخلال كلمته الأسبوعية في جامع الإمام الصادق (ع) في المنامة مساء امس 2 آذار مارس 2017، قال العلامة الغريفي الحوار المطلوب ليس للمجاذَبَات، والتَّقاذف بالكلمات؛ من أجل الإثارات، وتسويق الاتِّهامات، وأكد على ضرورة التعالي على هذه اللغة.
وقال العلامة الغريفي أن لكلِّ إنسانٍ الحقَّ في التَّعبير عن رأيه، والدِّفاع عن قضايا وطنه، وأوضح الغريفي على الاتفاق بين الجميعًا على مساحةٍ كبيرة من قضايا الوطن واهتماماته.
وأوضح أحد كبار علماء البحرين العلامة الغريفي ان مناصحة الدَّولةِ، هي المفصلُ الأهم في النقد وفيها كلُّ الخير والصَّلاح الوطن ما دامت مناصحةً صادقةً، مخلصةً، رشيدةً، نظيفة، نقيَّةً، مُنصفة.
وشدد العلامة الغريفي إنَّ غيابَ مبدأ المناصحةِ، والمصارحةِ، والمفاهمة يؤدِّي إلى تراكم الأخطاءِ، وتكرُّس النَّواقص، ممَّا يدفع في إنتاج أزمات صعبة، وأوضاع قلقة، وربما تحوَّلت إلى مآزق سياسيَّة، وأمنيَّة يجب أنْ يُحمى الوطن منها.
وقال العلامة الغريفي ان الشَّيطان استطاع مستعينًا بقواه في الأرضِ أنْ يقتل عند النَّاس كلَّ عناوينِ المحبَّةِ، والتَّسامحِ، والتَّآلفِ، وأنْ يدمِّرَ كلَّ العلاقاتِ، وأنْ ينشر كلَّ أشكالِ الغلو، والتَّعصُّب، والتَّطرُّف، وأنْ يصادر كلَّ ما تبقى من أمنٍ وأمان في داخل الأوطان.
وتساءل العلامة الغريفي أن هل آنَ الأوان أنْ يستجيب المسلمونَ أنظمةً، وشعوبًا، وجماعاتٍ، ومكوِّناتٍ، ومذاهبَ، وطوائفَ أنْ يستجيبوا لنداء الله العظيم في كتابه المجيد: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾. وتابع قائلا” فهلْ تستجيب له أنظمةٌ تؤمن بالله تعالى؟ وهلْ تستجيبُ له شعوبٌ تؤمن بالله تعالى؟ وهلْ تستجيب له مكوِّنات، وجماعات، وطوائف، ومذاهب تؤمن بالله تعالى؟
وهلْ يستجيب له كلُّ الَّذين يؤمنونَ بقِيم العدلِ، والمحبَّة، والتَّسامح؟”
وأكد العلامة السيد عبدالله الغريفي خلال كلمته إنَّ الَّذين ينتمون إلى منظومة الإيمانِ لا يمكن أنْ يعيشوا الأحقادَ، والضَّغائنَ، والفتنَ، والصِّراعات، والخلافات، فلا نزاع، ولا خصام ما دام الانتماء إلى الإيمان إلَّا أنْ يتدخَّل الشَّيطان في إنتاج ألوانٍ من الإيمان هو الذي يهندس لها، وهو الذي يصنعها، ويدفع بها في معتركات الصِّراع، والخلاف، والفتن، والاقتتال.
من جانب آخر، استمرت سلطات البحرين في منع أكبر صلاة جمعة للشيعة في البحرين، ومنعت السلطات إمام الجمعة العلامة الشيخ محمد صنقور من الصلاة ومنعت المصلين من دخول الدراز والوصول لجامع الإمام الصادق (ع) حيث تقام الصلاة.
ويستمر الاعتصام في محيط منزل آية الله قاسم لأكثر من 250 يوم، منذ بدأ سلطات المنامة باستهداف رمز الشيعة في البحرين واسقاط جنسيته، ويؤكد المعتصمون على حماية البلاد من حماقة تتخذها السلطات والتعرض لآية الله قاسم والتي ستدخل البلاد في منزلق خطير.
المصدر: موقع المنار