في سعيها الدائم للتوصُّل إلى المنتج المعجزة الذي يمنع التجاعيد المزعجة ويتخلَّص من بشرة ما بعد العشرينات، ربما اكتشفت شركات التجميل العنصر السحري: لُعاب الحلزون.
وبلا شك، يتزايد الطلب عليه، وذلك في ظل التقارير التي تفيد بأنَّ استزراع الحلزون في إيطاليا تزايد بنسبة أكبر من 325% على مدار عقدين؛ إذ يُنتَج 44 ألف طن من الحلزون كل عام.
وفي تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية نقل عن سيمون سامبو، رئيس منظمة National Heliciculture Association الإيطالية لمزارع الحلزون، قوله إنَّه “خلال الأشهر العشرة الماضية فقط، شهدنا ارتفاعاً بنسبة 46% في إنتاج لُعاب الحلزون؛ بسبب تزايد الطلب من صناعة التجميل”.
ويعود استخدام الحلزون في العناية بالبشرة إلى عصر اليونانيين القدماء، والذين على ما يبدو قد استخدموا مسحوقه كمرهم، لكن في السنوات الأخيرة، احتوت منتجاتٌ على لُعاب الحلزون، وادُّعِي أنَّه يمكنها معالجة حَبِّ الشباب، وتقليل التجاعيد.
ومع ذلك، ليست الأدلة على فاعلية لُعاب الحلزون مقنعة كثيراً. فقد وجدت دراسة أنَّه يمكن لِلُعاب الحلزون معالجة الحروق، بينما توصَّلَت دراساتٌ أخرى إلى أنه قد يُقلِّل البثور، لكن تلك الدراسات كانت ضيقة النطاق.
وقال الدكتور سام بانتينغ، طبيب الأمراض الجلدية : “لستُ على درايةٍ بأية دراسةٍ سريرية جيدة توضح كيف، أو حتى إذا كان بالفعل، لُعاب الحلزون ذا فاعليةٍ كعنصرٍ مُضادٍ للشيخوخة، فالبشرة هي جدار ممتاز على أية حال. ومسألةٌ أخرى هي أنَّ تلك مخلوقاتٌ حية، لذا كيف يمكنك التحكُّم في فاعليتها، بالنظر إلى احتمال التباين بين كائنٍ وآخر؟”.
ويُقال إنَّ لُعاب الحلزون يحتوي ذلك النوع من المكوِّنات التي تدرج على بعض منتجات العناية بالبشرة؛ مثل حمض الهيالورونيك والكولاجين.
وكما يقول كولين ساندرز، مُدوِّن، إنَّه “من المُرجَّح أن يكون غنياً بالبوليمرات الحيوية الذائبة في الماء مثل مُتعدِّد السكاريد، (وهو أحد أنواع السكريات)، والبروتينات، ولقد عمل بصورةٍ جيدةٍ للغاية في الحقيقة. بالأساس، كان ذلك مُتوقَّعاً. وتميل معظم البوليمرات الحيوية الذائبة في الماء إلى الانكماش عندما تجف، وخلال فعلها ذلك، تشد البشرة. ومن المُحتَمَل أنَّ بياض البيض سيكون ذا فاعلية كذلك مثل لُعاب الحلزون. يبدو بالفعل أنَّ المواد الطبيعية تعمل أفضل من المواد التركيبية، لكنَّكِ كنتِ ستحصلين على التأثير نفسه من لصق ورق الحائط على بشرتك”.
المصدر: هافينغتون بوست