تماماً مثل التثاؤب، فإن الضحك معدي بشكل كبير، لكننا نحبه وننشره فيما بيننا بكل سرور. في الواقع، فإن مجرد سماع صوت شخص يضحك أمامك من الممكن أن يجعلك ذلك تُطلق ضحكة مكتومة. لكن لماذا نضحك؟ ولماذا الضحك معدي؟
في كثير من الأحيان عند سماعنا لنكتة غير مضحكة، نقوم بالضحك فقط لأن الآخرين ضحكوا!
لماذا نضحك من الأساس؟
الناس قد يضحكون لأسباب مختلفة، مثل رؤية مزحة معينة، أو تعثر أحد الأصدقاء في موقف محرج، أو حتى إذا قام أحد ما بدغدغتك.
وقد أظهرت الدراسات أن الضحك قد انتقل إلى البشر من أسلافنا القدماء، حيث كان الضحك عملية لتعزيز الروابط بين الأفراد. الناس يضحكون عندما يشعرون بالحرية والراحة مع بعضهم البعض، لذلك فإن الضحك يزيد من الترابط بين الناس، تماماً كما فعل أسلافنا.
ما السر في كون الضحك معدي؟
المكان الذي يتفاعل به الشخص مع الصوت يكون في منطقة القشرة المخية في الدماغ. هذه المنطقة هي المسؤولة عن تفاعل عضلات الوجه مع الأصوات المقابلة.
أجرت كلية جامعة لندن دراسة على بعض المتطوعين، حيث تم تشغيل أصوات مختلفة لهم، وقاموا بقياس ردة فعل الدماغ تجاه الأصوات. ووجدوا بأن الردود كانت أعلى بالنسبة للأصوات الإيجابية، مثل الضحك بصوت عالي، أما بالنسبة للأصوات السلبية مثل الصراخ فقد كانت ردة الفعل أقل. وهذا يعني أن البشر هم أكثر عرضة لصوت الضحك مقارنة بالأصوات السلبية. وهذا ما يفسر سبب ابتسامتنا اللاإرادية عندما نرى الآخرين يضحكون.
هناك قضية شهيرة لطبيعة عدوى الضحك، معروفة باسم وباء ضحك تنجانيقا. في عام 1962، بدأت ثلاث فتيات يدرسن في مدرسة داخلية في قرية في تنجانيقا، بالضحك بصوت عالِ، وسرعان ما انتشر الأمر في المدرسة بالكامل. في نهاية المطاف، تأثر حوالي 95 طالب وطالبة من أصل 159 في المدرسة بالضحك.
ردة فعل الإنسان الطبيعية للضحك دفعت منتجي المسلسلات لإضافة ضحكات مسجلة ضمن المشاهد، وذلك لتشجيع المشاهدين على الضحك أيضاً. يعمل العلاج بالضحك أيضاً على نفس المبدأ، إذ إنه عندما ترى كثير من الناس يضحكون، فإنك بشكل غير طوعي تبدأ في الضحك في نهاية المطاف.
كثيراً ما يقال بأن الضحك هو أفضل دواء، كما أن لديه العديد من الفوائد لصحة الإنسان.
المصدر: مواقع