الوزير الأبيض: مخزون دواء السرطان يكفي خمسة أشهر على الأقل – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الوزير الأبيض: مخزون دواء السرطان يكفي خمسة أشهر على الأقل

الوزير فراس الأبيض

عرض وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور فراس الأبيض، مراحل تنفيذ الخطة الوطنية الخمسية لمكافحة السرطان، التي أطلقتها وزارة الصحة العامة في تموز 2023، في سياق الاستراتيجية الوطنية للصحة 2030. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده في الوزارة، بحضور رئيس وأعضاء لجنة تنفيذ الخطة، وممثلين عن عدد من شركاء الوزارة، من منظمات دولية غير حكومية وجمعيات أهلية.

استهل الوزير الأبيض المؤتمر بتوجيه التحية إلى المصابين بالمرض في اليوم العالمي للسرطان، لافتًا إلى المعاناة الكبيرة التي كانوا يعيشونها قبل ثلاث سنوات، بسبب عدم توفر الدواء والتغطية الاستشفائية، واضطرارهم إلى مواجهة المرض الشرس بقدرات محدودة.

وأضاف: “نعاني في لبنان من عدة مشكلات مسببة للمرض، وتظهر الأرقام تزايدًا في عدد الإصابات”.

وقال: “تلقت وزارة الصحة العامة الأسبوع الماضي تسعين ملفًا لمرضى جدد في أسبوع واحد فقط، مما يشير إلى ارتفاع مقلق في عدد المصابين بالسرطان في لبنان”.

ولفت الوزير الأبيض إلى أن “معدلات التدخين في لبنان هي الأعلى، ليس فقط بين بلدان المنطقة، بل على مستوى العالم”، مضيفًا: “في أستراليا، تبلغ نسبة المدخنين 11% فقط من السكان، بينما تتراوح نسبة التدخين في لبنان بين 50% و70%، وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية. إضافةً إلى ذلك، نواجه مشكلات التلوث البيئي وضعف أو غياب برامج الوقاية والكشف المبكر”.

وتابع: “قاربت وزارة الصحة العامة هذا الملف من خلال تأمين موازنة أكبر للدواء، وتنظيم عملية توزيعه عبر لجان متخصصة، ساهمت في وضع بروتوكولات علاجية وضبط آليات التوزيع، للحد من سوء الاستعمال، والهدر، أو الفساد المحتمل”.

إنجازات في مكافحة السرطان

وعرض الوزير الأبيض أبرز ما تحقق خلال العام الماضي، في إطار الجهود المبذولة لمكافحة المرض، ومنها:

  • تخفيض أسعار الأدوية: ساعدت المناقصة التي أجرتها وزارة الصحة العامة على تأمين كميات كبيرة من الأدوية بأسعار مخفضة، حيث وصلت نسبة التخفيض إلى 38% مقارنةً بالمناقصات السابقة، مما سمح بتوفير المزيد من الأموال لشراء كميات إضافية.
  • مخزون دوائي مستدام: تحتوي مستودعات الوزارة حاليًا على مخزون من أدوية السرطان يكفي لمدة خمسة أشهر على الأقل، في سابقة تضمن استمرارية تأمين العلاج للمرضى وفقًا للبروتوكولات المتبعة.
  • تحسين عملية التوزيع: باتت عملية تسليم الأدوية منتظمة، وأصبح التأخير في توفير الدواء أقل بكثير من السابق، نتيجة الجهود المكثفة لفريق العمل على مدار الأسبوع.
  • توسيع التغطية العلاجية: بفضل خفض أسعار الأدوية، تم شراء كميات إضافية، ما سمح للجنة العلمية المشرفة على البروتوكولات العلاجية بتوسيع مروحة الخدمات والعلاجات. وبدءًا من منتصف شباط الحالي، ستبدأ الوزارة بتغطية حالات لم تكن مدرجة سابقًا ضمن البروتوكولات العلاجية.
  • تعزيز البنية التحتية العلاجية: بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري، تم توسيع أقسام العلاج النهاري للسرطان في عدد من المستشفيات الحكومية، حيث افتُتحت سبعة أقسام جديدة، وسيتم قريبًا افتتاح قسمين إضافيين، فضلًا عن تعزيز الأقسام القائمة. وقد مكّن ذلك المرضى من تلقي العلاج في مستشفيات قريبة من أماكن سكنهم، ما خفف عنهم عناء التنقل لمسافات طويلة، وخفض التكلفة مقارنةً بالمستشفيات الخاصة. كما يتم تقديم عدد كبير من الأدوية مجانًا، بحيث لا تتجاوز تكلفة الجلسة العلاجية ثلاثة ملايين ليرة لبنانية، وهو مبلغ ضئيل مقارنةً بما يدفعه المرضى في المستشفيات الخاصة.

البرنامج الوطني للسرطان: رؤية موحدة لمكافحة المرض

وأكد الوزير الأبيض أن “الإنجاز الأهم الذي حققته الوزارة في هذا الملف هو إطلاق البرنامج الوطني للسرطان، المنبثق عن الخطة الوطنية، والذي سمح بتوحيد جهود مختلف المعنيين بالمرض، من أطباء ومعالجين وعلماء، إلى ممثلي المستشفيات، والنقابات، والجمعيات الداعمة للمرضى، ومؤسسات الرعاية التلطيفية، وشركات الأدوية”، مشددًا على أن “مواجهة عدو بهذه الشراسة تتطلب تنسيقًا عالي المستوى بين جميع الجهات لتحقيق نتائج ملموسة”.

وأشار الأبيض إلى أن العمل الذي انطلق في تموز 2023، مع الإعلان عن الخطة الوطنية لمكافحة السرطان، أسفر عن تطوير برامج إضافية، لا تقتصر على تأمين العلاج، بل تشمل الوقاية والكشف المبكر، وتجميع البيانات عبر السجل الوطني لمرضى السرطان، وإعادة تأهيل المرضى لدمجهم مجددًا في مجتمعاتهم. وختم كلمته بتوجيه الشكر إلى جميع الشركاء على دعمهم المستمر لهذا الملف الحيوي.

رؤية المرحلة المقبلة: تعزيز التوعية والوقاية

من جهته، ألقى رئيس لجنة تنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة السرطان، الدكتور عرفات الطفيلي، كلمة استهلها بالإشادة برؤية وزير الصحة العامة، مؤكدًا أن “ما تحقق في مجال مكافحة السرطان لم يكن ليتم لولا وضوح الرؤية والمتابعة الحثيثة من قبل الوزير الأبيض”.

وتحدث الطفيلي عن المرحلة المقبلة، موضحًا أن “الخطة الوطنية تمتد لخمس سنوات، وتتضمن برامج متعددة، تشمل الإحصائيات، والتوعية، والكشف المبكر، والعلاجات، إضافة إلى الرعاية التلطيفية للمرضى”، مشيرًا إلى أن “الوقاية والتوعية ستحتلان الأولوية خلال الفترة القادمة، التزامًا بالمبدأ المعروف: (درهم وقاية خير من قنطار علاج)”.

وأضاف: “ستشهد الأشهر المقبلة حملات توعية حول سرطان الثدي، وسرطان القولون، فضلًا عن العمل على توسيع السجل الوطني للسرطان، والسعي إلى توفير لقاح سرطان عنق الرحم بسعر مقبول، والاستمرار في توعية طلاب المدارس الرسمية والخاصة حول مخاطر التدخين”.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام