في اليوم 448 للعدوان على غزة، أعلنت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) أن أحد مقاتليها فجر نفسه في قوة للعدو من 5 جنود وأوقعهم بين قتيل وجريح في شرق معسكر جباليا شمالي القطاع.
وأكدت “القسام” أنها قنصت جنديين من قوة النجدة التي تقدمت نحو تل الزعتر وأمطرتها بقنابل يدوية إسرائيلية الصنع. بدورها، أعلنت “سرايا القدس” (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) أنها دمرت بعبوة ثاقب برميلية آلية عسكرية معادية خلال توغلها جنوب أبراج العودة في بيت حانون شمالي القطاع. قوات الشهيد عمر القاسم من جهتها، أعلنت قصف مقر قيادة وسيطرة تابع لجيش الاحتلال في محور “نتساريم” بقذائف الهاون وسط القطاع.
إحراق مستشفى “كمال عدوان”
هذه الضربات النوعية للمقاومة، تأتي مع استمرار الحصار والعدوان الوحشي شمالاً، وآخر تطوراته الاستهداف المركّز للاحتلال لمستشفيات غزة لا سيما في الشمال، حيث أعلن مراسل المنار اليوم الجمعة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أحرقت مستشفى كمال عدوان. وسبق ذلك قصف الطائرات الإسرائيلية المعادية محيط المستشفى بمشروع بيت لاهيا، وذلك بعد اقتحامه في وقت سابق اليوم. وأكدت مادر إعلامية أن قوات الاحتلال تهدد مدير مستشفى كمال عدوان الطبيب حسام أبو صفية بالاعتقال، مشيرة إلى أن الحرائق اندلعت في أقسام العمليات والمختبر والإسعاف بالمستشفى.
عاجل: دخان كثيف يتصاعد من محيط مستشفى كمال عدوان نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة. pic.twitter.com/3dPGWCOyn5
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) December 27, 2024
وعند اقتحامه، أصدر الاحتلال أوامر إخلاء للموجودين داخله. ووفق مصادر طبية، فإن 350 شخصا يتواجدون داخل المستشفى من بينهم 75 مصاباً ومريضاً، بالإضافة إلى مرافقيهم، و180 من الكادر الطبي والعاملين في أقسام المستشفى المختلفة.
يأتي ذلك في وقت فجّر فيه العدو روبوتات بمحيط مستشفى العودة أسفرت عن إصابة مدير المستشفى و6 من الطاقم الطبي.
كما قالت وسائل إعلام العدو إن “أصداء عمليات نسف ضخمة نفذها الجيش مساء الخميس لما تبقى من مبان بعدة مناطق شمال قطاع غزة، سمعت وسط “إسرائيل” الذي يبعد أكثر من 70 كيلومتراً”، حسب تعبير هذه الوسائل.
هذا وواصل الاحتلال غاراته مكثفاً استهداف أحياء مدينة غزة وسط القطاع، مما خلّف عدداً من المصابين والشهداء. وفي هذا السياق، أفادت مصادر طبية باستشهاد 12 فلسطينياً في غارات معادية على مناطق عدة في القطاع منذ فجر اليوم.
ونفذ الاحتلال عمليات النسف بواسطة روبوتات مفخخة تقوم آليات العدو بزرعها بين المباني وسط الأحياء السكنية، وتحدث دماراً هائلاً.
كذلك أكدت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية سماع دوي انفجارات وسط وجنوب فلسطين المحتلة نتيجة لتحركات الجيش شمال القطاع.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة بغزة وفاة طبيب يعمل ضمن طواقمها في مستشفى غزة الأوروبي نتيجة البرد القارس الذي يعاني منه سكان القطاع، مؤكدة العثور على جثة الطبيب داخل خيمته في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
كما وصل شهيدان لمستشفى شهداء الأقصى انتشلتهما الطواقم الطبية من منطقة أبو العجين شرق دير البلح وسط القطاع.
وأصيب عدد من المواطنين جراء قصف الاحتلال صباح اليوم محيط أرض حلاوة بجباليا البلد شمالاً. واستشهدت مواطنة متأثرة بجراحها التي أصيبت بها قبل عدة أيام جراء استهداف منزلهم بحي النصر شرق رفح.
وشنت طائرات الاحتلال الحربية غارة خلف شارع المخابرات شمال غرب مدينة غزة.
إضافة إلى ذلك، ارتقى شهداء وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة حرارة قرب مسجد الاستجابة في حي الصبرة بمدينة غزة. واستشهد أربعة مواطنين جراء قصف قوات الاحتلال فجر اليوم منزلا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
واستشهدت طفلة عقب استهداف الاحتلال منزل ذويها في منطقة السدرة في المدينة. هذا واستشهدت ايضاً مواطنة متأثرة بجروحها عقب استهداف الاحتلال منزلهم في حي النصر شرق مدينة رفح جنوباً.
وارتفعت حصيلة الشهداء إلى 45,399 مواطنا، والإصابات إلى 107,940، فيما لم تتمكن الطواقم الطبية من انتشال الآلاف من تحت الأنقاض. ولليوم الـ 84 تواليا، يرزح شمال غزة تحت حصار وتجويع إسرائيلي وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن غزة. وتواصل قوات الاحتلال لليوم الـ 64 تعطيل عمل الدفاع المدني قسرا في مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر.
“حماس”: اقتحام مستشفى كمال عدوان جريمة حرب
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن اقتحام جيش الاحتلال مستشفى كمال عدوان والمجازر الوحشية التي يرتكبها في محيطه جرائم حرب صهيونية، محمّلة “الاحتلال المجرم ومن خلفه الإدارة الأميركية المسؤولية عن حياة المرضى والطواقم الطبية في المستشفى”.
وطالبت المجتمع الدولي وكل الأطراف والدول الفاعلة بالتحرك وكسر ما وصفته بـ”حلقة الصمت والعجز” أمام الإبادة الجماعية في القطاع، وباتخاذ إجراءات لوقف العدوان ومحاسبة العدو وقادته.
الإعلام الحكومي بغزة: ما يجري في مستشفى كمال عدوان جريمة
وفي وقت تؤكد فيه أوساط الكيان استمرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتعنت وعدم الاكتراث بالأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في القطاع، دعت عائلات هؤلاء إلى التظاهر غداً السبت للمطالبة بصفقة تضمن إعادة جميع الأسرى. وقالت عائلات الأسرى إن المحتجزين “ليس لديهم وقف إضافي، في وقت يفاقم الشتاء معاناتهم ويؤدي لموتهم”، مشيرين إلى فقدان جيش الاحتلال “القدرة على استرداد جثث الأسرى في القطاع”.
يُذكر أن “موقع أكسيوس” نقل عن مسؤولين صهاينة وأميركيين “قلقهم من أن فرص التوصل إلى صفقة تبادل في قطاع غزة قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في الشهر المقبل ضئيلة”، حسب تعبير الموقع الأميركي.
وقال مصدر مقرب من ترامب لـ “أكسيوس” إنه “لا يوجد خطة لما ينبغي فعله في حال تجاوز الموعد الذي حدده ترامب لعقد صفقة”.
المصدر: مواقع إخبارية