كرر العدو الاسرائيلي خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، بدون أي احترام لكل محاولات الوساطة الاميركية والجهود التي بذلت لاخراج العدو من مأزقه بعد فشل عدوانه البري على جنوب لبنان، مع الضربات المؤلمة التي تلقاها من المقاومة الاسلامية على طول المنطقة الحدودية وفي المستوطنات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة وصولا الى عمق الكيان الغاصب والى حيفا وما بعدها حتى تل ابيب.
ولم تكن خروقات العدو للاتفاق مفاجئة لما عُرف عنه من غدر ومكر وخيانة فهذه هي عادته القديمة المتجددة التي يؤكد فيها كل يوم انه غير صالح ليكون في قلب هذه المنطقة، وأنه طالما بقي فيها فلا استقرار وأمن وأمان بشكل دائم بل سيبقى يعمل على إثارة الفتن والاعتداءات والمشاكل بشتى الطرق والاساليب، فهذا العدو منذ الساعات الاولى لبدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار تعمد خرقه لعشرات المرات في محاولة تحسين وضعه في بعض الاماكن حيث عمد الى عمليات تجريف في عدة مناطق او التحرك للتقدم في مناطق اخرى ما يظهر سعي العدو لاستغلال وقف اطلاق لانار لتحقيق ولو جزئيا ما عجز عنه بالميدان نتيجة صدّ المقاومة البطولي له.
وكل ما جرى خلال الأيام الماضية كان برسم الجهات الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، خاصة الادارة الاميركية التي تعتبر جهة غير نزيهة وغير محايدة بين لبنان والعدو، فهي دائما تعمل لتحقيق مصلحة الصهاينة والبحث عن أمن الكيان ولا يهمها أي أمر آخر، وهذا ما نلمسه اليوم من خلال كل الخروقات التي ارتكبها العدو بدون ان تصدر أي كلمة استنكار من قبل واشنطن او غيرها من الادارات الغربية والكثير من الانظمة الاقليمية، ولكن لو كانت المقاومة نفذت أي عمل مخالف للاتفاق لكنا قد شهدنا كيف تقوم الدنيا ولا تقعد لتحميل المقاومة مسؤولية خرق الاتفاق، وهذا ما يؤكد الانحياز الكبير للعدو على حساب لبنان وهو ما يطرح تساؤلات جمّة عن كيفية عمل اللجنة المشرفة على تنفيذ الاتفاق لاحقا وكيف سيتم ردع العدو من الاعتداء على لبنان، ناهيك ان كل هذه الخروقات وما سبقها من اعتداءات على لبنان تطرح تساؤلات بديهية عن الجدوى من مطالبة البعض(خاصة في الداخل اللبناني) المستمرة لتسليم المقاومة سلاحها امام كل هذه العدوانية الصهيونية، ولماذا يصرّ البعض على البحث عن صيغة لإضعاف لبنان امام استمرار الخطر الاسرائيلي المحدق بنا؟
كل ذلك دفع بالمقاومة الاسلامية الى تنفيذ رد أولي على الخروقات الاسرائيلية، وقالت المقاومة في بيان لها غروب الاثنين 2-12-2024 “على إثر الخروقات المتكررة التي يبادر إليها العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن عن بدء سريانه فجرَ نهار الأربعاء في 27 تشرين الثاني 2024، والتي تتخذ أشكالاً متعددة منها إطلاق النيران على المدنيين والغارات الجوية في أنحاء مختلفة من لبنان، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة آخرين بجراح، إضافة إلى استمرار انتهاك الطائرات الإسرائيلية المعادية للأجواء اللبنانية وصولاً إلى العاصمة بيروت، وبما أن المراجعات للجهات المعنية بوقف هذه الخروقات لم تفلح، نفذت المقاومة الإسلامية مساء اليوم الإثنين ردّا دفاعياً أولياً تحذيرياً مستهدفةً موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة”، وتابعت “قد أُعذِر من أَنذر”.
وهذا الرد الاولي التحذيري من المقاومة يحمل رسالة واضحة للعدو الاسرائيلي ولكل من يعنيهم الامر ان المقاومة على جهوزيتها وهي حاضرة قادرة على الرد بالشكل المناسب، ولن تقبل الاعتداء على لبنان بدون ان يلقى العدو الرد المناسب، وان محاولات الالتفاف على الاتفاق وخداع لبنان للحصول على مكاسب هنا او هناك، لن تمر بدون ثمن وبالتالي فالمقاومة واعية وترصد كل خرق وسترد بالطريقة التي تقدرها، وبالتالي فقط أنذرت المقاومة من يريد ان يتحمل مسؤولياته قبل ان تأخذ الامر على عاتقها.
وكان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قد أكد ان “ما تقوم به قوات الإحتلال الإسرائيلي من أعمال عدوانية لجهة تجريف المنازل في القرى اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة يضاف اليها إستمرار الطلعات الجوية وتنفيذ غارات إستهدفت أكثر من مرة عمق المناطق اللبنانية وسقط خلالها شهداء وجرحى، كل هذه الاعمال تمثل خرقا فاضحا لبنود إتفاق وقف إطلاق النار الذي تم اعلانه في تمام الساعة 4:00 فجرا بتاريخ 27 تشرين الثاني عام 2024 وأعلن لبنان إلتزامه به”، وأضاف “نسأل اللجنة الفنية التي أُلّفت لمراقبة تنفيذ هذا الإتفاق أين هي من هذه الخروق والإنتهاكات المتواصلة والتي تجاوزت 54 خرقا، فيما لبنان والمقاومة ملتزمون بشكل تام بما تعهدوا به”، ودعا “اللجنة المولجة بمراقبة تنفيذ الاتفاق الى مباشرة مهامها بشكل عاجل وإلزام اسرائيل بوقف إنتهاكاتها وانسحابها من الاراضي التي تحتلها قبل أي شيء آخر”.
وبانتظار ما ستؤول إليه جهود اللجنة المعنية بمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والتأكد بأن العدو الاسرائيلي سيلتزم بالقرار رقم 1701 بدون أي انتهاكات، فإن لبنان وشعبه ومقاومته وجيشه لن يقبلوا باستمرار الاعتداءات عليه وخرق السيادة الوطنية، وبالتالي القاعدة الثابتة هنا تقول وإن عدتم عدنا…
المصدر: موقع المنار