لليوم الـ (417) على التوالي، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية عدوانها على قطاع غزة، مرتكبة المزيد من المجازر. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي عشرات الغارات استهدفت مناطق مأهولة بالسكان، وسط قصف مدفعي لا يكاد يهدأ وفي ظل وضع إنساني كارثي.
وفجر اليوم الثلاثاء، استشهد 11 مواطنا وأصيب آخرون جراء في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي ومدفعيته، محافظة غزة. وأفادت مصادر محلية باستشهاد (6) مواطنين بينهم نساء وأطفال، وإصابة آخرين، جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة “الجدبة” قرب مسجد الرحمة بمنطقة الزرقا في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة.
وفي حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، استشهد وأصيب عدد من المواطنين اثر قصف لطائرات الاحتلال، وتم نقل الضحايا إلى المستشفى المعمداني.
بالفيديو | مشاهد من انتشال الضحايا من حي الشيخ رضوان
وفي وقت سابق، استشهد مواطنان وأصيب آخرون في قصف مدفعية الاحتلال شارع كشكو في منطقة الأبرار شرق حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. كما استشهد 3 مواطنين وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال تجمعا للمواطنين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وفي وسط القطاع، استشهد مواطن بقصف من طائرات الاحتلال المسيّرة شمال مخيم البريج، ولم تتمكن طواقم الإسعاف من انتشاله لخطورة المكان بسبب القصف والاستهداف المتواصل من الاحتلال. وفي جنوب القطاع، فتحت آليات الاحتلال العسكرية أسلحتها الرشاشة على المناطق الشمالية الغربية في مواصي رفح.
وفي شمالي قطاع غزة، استشهد وأصيب عدد من المواطنين، صباح اليوم في قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلا في جباليا النزلة شمال قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية، باستشهاد وإصابة العشرات، في قصف الاحتلال منزلا يعود لعائلة شحادة قرب مدرسة النزلة.
ولليوم الـ 53 تواليا، يرزح شمال غزة تحت حصار وتجويع إسرائيلي وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن غزة. كما تواصل قوات الاحتلال تعطيل عمل الدفاع المدني قسراً بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون رعاية إنسانية وطبية.
المعاناة تتفاقم في ظل البرد القارس
وتفاقمت معاناة الفلسطنيين بفعل البرد القارس وتساقط الأمطار في قطاع غزة، حيث اجتاحت مياه البحر خيام النازحين المقامة على شاطئ مواصي خانيونس جنوب القطاع، وغمرت مياه الأمطار الخيام في مختلف المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية.
هذه المأساة الجديدة القديمة، أغرقت ممتلكات النازحين البسيطة وضاعفت معاناتهم، في ظل إبادة إسرائيلية مستمرة لا ترحم.
مشاهد من معاناة الفلسطينيين جراء الأحوال الجوية
وعلى شاطئ البحر حيث لجأ النازحون هربًا من أهوال الإبادة الإسرائيلية المستمرة، حدثت الكارثة باجتياح مياه البحر العاتية الخيام المهترئة التي لا تكاد تحمي ساكنيها من قسوة الطقس، لتُغرق ما تبقى من ممتلكاتهم البسيطة وتزيد معاناتهم أضعافا.
الأطفال يبكون تحت وطأة البرد القارس، بينما يصارع الكبار لإخراج المياه التي غمرت الخيام. بأيديهم الخاوية وأدواتهم البدائية، يحاولون دفع المياه التي اجتاحت أركان حياتهم البسيطة، وكأن الحرب وحدها لم تكن كافية لإغراقهم في المعاناة.
بالفيديو | طفل يصف المعاناة في خيام النزوح بملعب اليرموك في مدينة غزة مع اشتداد الأجواء الباردة والشتوية
المكتب الإعلامي الحكومي أعلن أن نحو 10 آلاف خيمة تؤوي نازحين تعرضت للتلف وجرفتها أمواج البحر خلال اليومين الماضيين جراء منخفض جوي. وقال في بيان إنه “على مدار اليومين الماضيين تلفت قرابة 10 آلاف خيمة، حيث جرفتها مياه البحر بعد امتداد الأمواج بسبب دخول المنخفض الجوي”.
وأطلق المكتب نداء استغاثة إنساني عاجل للمجتمع الدولي ولجميع دول العالم ولكل المنظمات الدولية والأممية، لإنقاذ مئات آلاف النازحين بقطاع غزة قبل فوات الأوان، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي منع إدخال 250 ألف خيمة وكرفان (منازل متنقلة) إلى القطاع في ظل واقع إنساني خطير.
بالصور | أطفال في أحد مخيمات النزوح في قطاع #غزة تزامنا مع هطول الأمطار واستمرار الحرب pic.twitter.com/Lv7WgWYiEM
— قناة المنار (@TVManar1) November 26, 2024
منظمة دانماركية: ذخائر إسرائيل خطر يهدد سكان غزة بعد الحرب
وبالإضافة إلى القصف المباشر والقتل العمدي، يتعرض سكان قطاع غزة إلى خطر على المدى الطويل، بفعل مخلفات الحرب التي لا تنفجر على الفور أو التي ربما تُركت أثناء القتال، والتي تشكل تهديدا طويل الأمد للمدنيين، وغالبا ما تتسبب في الإصابة والوفاة بعد فترة طويلة من انتهاء القتال.
وحذرت “كورين لينكار” في تقرير لـ “مجلس اللاجئين الدانماركي” من الذخائر الاسرائيلية في قطاع غزة، سواء انفجرت أم لا، وهي موجودة في العديد من المناطق المأهولة بالسكان في القطاع الفلسطيني المدمر.
وأفاد التقرير أن 70% من الذين شملهم الاستطلاع يعودون إلى المناطق التي وقع فيها القتال حيث هم معرّضون لخطر الإصابة جراء هذه الأسلحة المتفجرة، والتي يمكن أن تكون بقايا القنابل والصواريخ منها لم تنفجر.
ومع شح المساعدات الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع، يشير الاستطلاع إلى أن سكان غزة يفتقرون إلى كل شيء، وخلال بحثهم عن “الضروريات الأساسية بين الأنقاض” يمكن أن يكونوا عرضة لهذه الأسلحة.
ويضيف التقرير أن “19% فقط من ضحايا الذخائر المتفجرة يتلقون الإسعافات الأولية”، مشيرا إلى أن الأطفال معرّضون للخطر بشكل خاص لأنهم يمكن أن يظنوا أن هذه الأسلحة المتفجرة مجرد ألعاب أو خردة.
وقالت لينكار “إن إسرائيل تستخدم الأسلحة بشكل عشوائي في المناطق المدنية، بشكل متكرر وفي انتهاك للقانون الإنساني الدولي”.
وحتى قبل الحرب الحالية والمستمرة منذ أكثر من عام، كانت الذخائر المتفجرة تطرح بالفعل مشكلة في قطاع غزة، الذي تعرض للقصف الإسرائيلي المتكرر خلال أكثر من 10 سنوات. ويشير التقرير إلى أن هذه الذخائر “ستستمر في القتل والتشويه لفترة طويلة بعد انتهاء الصراع”.
وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على غزة، خلَّفت نحو 149 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: موقع المنار