في حين أنه رسميًا لا يمتلك أحد القارة القطبية الجنوبية المتجمدة، فإن حوالي 12 دولة تدّعي أحقيتها بحيازة جزء منها.
القارة القطبية الجنوبية المتجمدة هي الأكثر انعزالًا من بين القارات السبع الأخرى، ويُطلق عليها موطن فقط للبطاريق وأنواع قليلة أخرى من الحيوانات، وكذلك الباحثين والمستكشفين القادمين من جميع أنحاء العالم. لكن هذا لا يعني أن العديد من الدول حاولت اقتطاع أجزاء منها لصالحها.
كانت المملكة المتحدة أول من ادّعى ملكيته لأراضي القطب الجنوبي، فكانت أول سفينة تصل هناك هي لمستكشفيها وذلك في القرن التاسع عشر، والذين قاموا بوضع العلم البريطاني فوق الجليد. وبسبب الظروف الجوية القاسية، بقي القطب الجنوبي بدون مستعمرات، ولم تنشأ خلافات حول أراضيه.
بقي هذا الأمر على هذا الحال حتى وقت مبكر من 1900، حتى أعلنت المملكة المتحدة رسميًا ملكيتها لأجزاء حول منطقة الساحل للقارة القطبية الجنوبية، حيث قامت بترسيم خطوط إلى داخل القطب الجنوبي الجغرافي، ثم تبعتها دول أخرى في هذا الأمر، مثل فرنسا والنرويج وألمانيا النازية.
في أواسط القرن العشرين ادّعت كل من تشيلي والأرجنتين بأحقيتهما بأراضي ضمن الحدود التابعة للمملكة المتحدة. في هذا الوقت كانت المملكة منشغلة في ظروف الحرب الباردة، فلم تكن مستعدة لاتخاذ أي إجراءات. كذلك اتفقت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بعدم رغبتهما في الوقت الحالي لادعاء أي ملكية لأراضي القارة القطبية، لكن لاحقًا قد يحصل هذا الأمر، وهو ما أدى لتشكّل معاهدة القارة القطبية الجنوبية المتجمدة عام 1959.
في هذا التاريخ اجتمعت كل من الأرجنتين، وبلجيكا، وفرنسا، واليابان، ونيوزيلندا، والنرويج، واتحاد جنوب أفريقيا، واتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية، والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، والولايات المتحدة الأمريكية للاتفاق على معاهدة القارة القطبية الجنوبية. وقد نصت على أنه من مصلحة البشر أن تبقى القارة القطبية مستخدمة حصرًا للأغراض السلمية، ويجب ألا تصبح ميدانًا للصراع الدولي. وإلى جانب عدم استخدام السلاح، فهناك ثلاثة شروط بقيت مستخدمة إلى يومنا هذا، وهي:
– لا للوجود العسكري.
– لا للتعدين.
– لا للتفجيرات النووية.
هذا يعني أن القارة القطبية الجنوبية ستكون مستخدمة فقط من قبل البعثات العلمية والتي عليها أن تحافظ على نظافتها وعدم ترك أي مخلفات وراءها على الإطلاق.
بسبب التقنية الحديثة أصبح ممكنًا اليوم بناء مباني تصلح للسكن طوال العام في القارة القطبية. وقد قامت الدول الموقعة على الاتفاقية عام 1959 ببناء محطات في الأراضي التي تدّعي ملكيتها لها. كما قامت دول أخرى ممن لم تكن في الاتفاقية مثل الصين ببناء محطات لها.
على الرغم من أن المعاهدة واضحة وصريحة والتي نصت على عدم وجود تعدين في القارة القطبية الجنوبية، إلا أن ذلك قد يصبح نقطة خلاف، وذلك لتوفر المصادر الطبيعية. فمن الممكن أن يوجد فيها الكثير من احتياطي النفط، كما أنه يوجد بها 70% من المياه العذبة في العالم. وعلى الرغم من ذلك، حتى هذه اللحظة لا تزال القارة القطبية الجنوبية تُستخدم كمحمية طبيعية، وكمركز بحوث علمية.
المصدر: مواقع