ها هو الكابوس الذي ذكره مرة “أبو عبيدة” الناطق العسكري باسم كتائب القسام، يحضر ليؤرق الكيان من حيث لم يحتسب.. ماهر الجازي الشهيد الأردني المنحدر من عشيرة الحويطات الأردنية التي ينتسب إليها القائد العسكري الكبير الفريق مشهور الجازي رئيس أركان الجيش الأردني الأسبق وأحد أقارب الشهيد، عرف بأنه قائد رفض يوماً أن يوقف إطلاق النار على الحدود الأردنية الفلسطينية في معركة الكرامة عام 1968.. لنرى اليوم أحد الذين ينحدرون من عشيرته وأقاربه في مهمة إحياء مجد ذاك الجسر الواصل بين الضفتين الشرقية بالغربية لنهر الأردن.
وفي تفاصيل عملية الكرامة أقدم الشهيد الأردني ماهر الجازي على إطلاق النار من مسدس حربي على مجموعة من حرس الحدود الصهاينة في معبر الكرامة، من الجهة التي يسيطر عليها العدو الصهيوني، وأردى 3 جنود قتلى على الفور من نقطة الصفر، قبل اشتباك باقي الجنود في النقطة الحدودية مع سائق الشاحنة الاستشهادي وإعدامه مباشرة بطلقة في الرأس بعد أن أصيب نتيجة الاشتباك.
ماهر الجازي وباسم الشعب الأردني المنتفض على الأوضاع في قطاع غزة والرافض للمجازر بحق المدنيين من أطفال ونساء، استطاع ترجمة رفضه إلى فعل عسكري فدائي أربك حسابات العدو بعد أن كان مطمئناً للجبهة الأردنية المحكومة باتفاقية وادي عربة.
الأهداف كثيرة لدى عملية ماهر الجازي العارف مسبقاً بمصيره قاصداً دربه بكل ثبات، فاستشهد وحقق ما أراد أولاً الشهادة. أما ثانياً قام بما يرى نفسه أهلا له في الدفاع عن الشعب الفلسطيني من مكانه فقتل الصهاينة الثلاثة، كما وضّح في وصيةٍ مختصرةٍ وواضحة، طلب فيها ألا يتذكره أحد كشخص ولكن طلب أن يكون ما فعله دافعاً وسبيلاً لأهل الأردن وبقية الأمة في مواجهة ومقاومة “المحتلين الصهاينة” كما أبدع في وصفهم.
في السياق بدأت ردود الأفعال المؤيدة لهذا النوع من الأعمال البطولية خاصة بعد ما يعتبره الفلسطينيون هو رد فعل طبيعي وعمل كان سيحدث وإن تأخر 11 شهراً، وهو ما تعتبره الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من سوريا مقراً لمكاتبها السياسية، واكده أمين سر تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية رامز مصطفى لموقع المنار، حيث شرح أهمية هذه العملية ونتائجها وما يمكن أن يكون بعدها بالتأكيد على دلالة الوقت والمكان، كما وضح تفاصيل ما يتعلق بها سياسياً ومع نفي أي دور للنظام الرسمي الأردني فيها، وما يمكن أن يكون من ارتدادات مستقبلية على الأردن من قبل الكيان الصهيوني.
كما ألأشار أمين سر تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية إلى توقيت ومكان التنفيذ والطريقة، واستهل حديثه عن هذه النقطة بالتركيز على الحدود الأطول لفلسطين المحتلة، وهي الحدود مع المملكة الأردنية الهاشمية، وهذا ما يجعل هاجس العدو الصهيوني بعد هذه العملية يكبر أكثر ويتعاظم، خصوصاً أنها أتت من جانب الأراضي الأردنية.
العملية جاءت بنتائج كبيرة أربكت نتيناهو وحكومته وهذا برأي مصطفى، أحد الأسباب التي جعلت الكيان يقدم على عدوانه الكبير على الأراضي السورية ليل أمس في محاولة للفت الأنظار عما حدث في معبر الكرامة.
وتابع مصطفى في حديثه عن العملية من سياق رسالة “أبو عبيدة” الناطق الرسمي باسم الجناح العسكري لحركة حماس، بأنها أتت صفعة لكل المتخاذلين، ودعا إلى توظيف هذا العمل البطولي للشهيد الجازي على معبر الكرامة الحدودي ليكون في سياقه الصحيح، مشيراً إلى الخطر الكبير المحدق بالبلدان العربية خاصة ما بين النيل الفرات، وهذا في حال حقق أهدافه في الأراضي في الأراضي الفلسطينية.
ونفى مصطفى إمكانية نجاح العدو من ثقته بالمقاومة الفلسطينية، ولكن الحديث عن نوايا الاحتلال التي بدأ الحديث عنها منذ أيام رئيسة وزراء الكيان في سبعينيات القرن الماضي غولدا مائير، والتي تحدثت عن نية الاحتلال في جعل الأردن وطنا بديل للفلسطينيين، وهذا ما يشكل خطراً ديمغرافياً على المنطقة.
إذا لم ولن تتوقف تداعيات العملية البطولية على الحدود الأردنية الفلسطينية من نقطة معبر الكرامة أو ما يعرف بنقطة اللنبي، لأن هذه العملية عبرت عن مشاعر ملايين العرب، وما يمكن أن يقوموا به فرادى أسوة بالشهيد ماهر الجازي، أو مجتمعين في حال حدث وتطور هكذا نوع من العمليات إلى مستوى أكبر أسوة بما تقوم به المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة داخل فلسطين.
المصدر: موقع المنار