في إطار متابعة المشاريع الخدماتية والإنمائية التي يقدمها حزب الله في منطقة الجنوب دعماً لأهله وتخفيفاً عن كاهلهم، وتأكيداً على الوقوف إلى جانبهم لا سيما في الظروف التي يمر بها الوطن وما سبقها من أزمات إقتصادية وإجتماعية وأمنية، زار مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر مركز مديرية جبل عامل الأولى في الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية في مدينة صور، فالتقى أفراده من عاملين ومتطوعين واطّلع على سير العمليات التي ينفذونها على امتداد اقضية المنطقة، حيث كان في استقباله مدير المديرية عبد الله نور الدين وعدد من أعضاء لجنة الطوارئ وإدارة خلية الازمة التابعة لها.
والتقى ناصر العاملين في غرفة عمليات المديرية، فقدموا شرحاً حول العمليات التي ينفذونها من إطفاء واسعاف وإنقاذ ورفع انقاض على امتداد أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا، وأبدوا استعدادهم لتوفير أفضل خدمة لأهلهم وحماية الممتلكات العامة والخاصة من الحرائق والاعتداءات، دون أن يغفلوا عن مواصلة مهام الحفاظ على السلامة العامة والتدخل في حوادث السير ونقل الحالات الاسعافية وما إلى ذلك، رغم الظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة من حرب إسرائيلية واعتداءات واستهداف مباشر لفرق المديرية، التي قدمت شهداء وجرحى وتعرض عدد من مراكزها وآلياتها للقصف والتدمير.
وعقد ناصر لقاءً مع عدد من الجرحى المسعفين فاستمع لتجاربهم الميدانية في هذه الحرب فنوّه بتضحياتهم وقدم شهادات تقديرية لهم، ثم تقدّم بالشكر لمديرية الدفاع المدني على كل الجهود الجبارة والعظيمة التي بذلتها خلال هذه الفترة حيث كانت أول الحاضرين في الاحداث وآخر المنسحبين منها، معتبراً أن المهمة التي ينفذها الدفاع المدني إنسانية بالدرجة الأولى، وضرورية من حيث الجانب المعنوي للمدنيين والعسكريين على حد سواء.
وقال الحاج ناصر أننا ومن خلال هذه الزيارة نطلع على جهوزية إخواننا في الدفاع المدني واستعدادهم التام لتلبية نداء الواجب في حال توسعت المعركة، علما أنّنا قبل الحرب كنا نشير دائماً إلى أن الدفاع المدني هو رأس الحربة في المعركة من ناحية الجبهة الداخلية، فأثبتوا حضورهم وكانوا على استعداد تام، مشيراً إلى إقبالهم الكبير جداً وشجاعتهم العالية التي أبدوها في إدارة الأزمة وإخلاء الحالات وما إلى ذلك، دون أن ينثنوا عن عملهم وتأدية مهامهم رغم ارتقاء عدد منهم شهداء وجرحى وتعرّض عدد كبير من آلياتهم للأضرار.
وأثنى ناصر على المرونة العالية التي يتمتع بها عناصر الدفاع المدني، والابتكار المهم جداً في بعض الحالات التي تحصل، مشيراً إلى تدخلهم لإجلاء جرحى وجثامين شهداء في أوقات قياسية وفي حالات دقيقة نتيجة لتجاربهم ومعارفهم وخبراتهم، ولانتمائهم وارتباطهم المعنوي والديني وعملهم الخالص لله بالدرجة الأولى.
وأضاف الحاج ناصر: أما على مستوى إطفاء الحرائق، فقد نشبت في المنطقة بعض الحرائق التي تصنّف كحرائق كبيرة جداً، كان يصعب على آليات الإطفاء السيطرة عليها خاصة في ظروف صعبة وتحت القصف، وفي جو معنوي ونفسي ضاغط في بعض الأحيان، حيث كان الإخوة يصرون على اكمال مهمتهم من أجل المحافظة على بيئتنا وعلى ممتلكات الناس وأرزاقهم وبيتوهم.
وإذ توجه الحاج ناصر بالشكر لنور الدين وللدفاع المدني في المنطقة على الجهود التي بذلوها، نوّه بحضورهم وجهوزيتهم واستعداداتهم الدائمة، وأشار إلى أنّ هذا العمل يجري بشراكة تامة مع المنطقة والجهات العاملة فيها والتي تشكل فريقاً واحداً يسوده الإنسجام والتكامل، وهو جاهز لأي ظروف وتحديات مستقبلية ليقوم بدور مميز ويواصل تنفيذ مهمته المطلوبة في هذه الساحة التي لا يمكن تركها وإخلاؤها.
وختم الحاج ناصر مشدداً على مواصلة حزب الله مساعيه وجهوده في سبيل خدمة الناس من صامدين ومقيمين ونازحين على مختلف الصعد من صحية واجتماعية وتربوية وانمائية وغير ذلك، وقال: “هذا جزء من الخدمات التي نؤدّيها لأهلنا، وهذه الخدمات والتقديمات هي جزء من مشروعنا ككل في خدمة أهلنا وناسنا وبيئتنا التي تؤمن الرّاحة للمجاهدين، وتستحق في الحقيقة كل الشكر على مواقفها العظيمة والجبارة وعلى وعيها الكامل وبصيرتها العالية في هذه المرحلة”.
بدوره رحب نور الدين بزيارة الحاج عبد الله ناصر ووجوده بينهم، مشيراً إلى أن مديرية الدفاع المدني هي عضو في خلية الأزمة التي شكلتها منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله منذ سنوات مع انتشار جائحة كورونا وواصلت عملها لمواكبة الأوضاع المختلفة وصولاً إلى معركة طوفان الأقصى عند جبهة جنوب لبنان وما بينهما، مؤكداً أن عمل المديرية في خدمة أهلها متواصل وفق توجيهات القيادة ومهما بلغت التضحيات.
وأضاف نور الدين: قدمنا إلى اليوم عشرة شهداء وأكثر من خمسين جريحاً في صفوف المسعفين خلال الأشهر الأخيرة، وسنبقى على قدر الآمال وحيث يجب أن نكون سنكون.
المصدر: المنار