الصحافة اليوم: 26-8-2024 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم: 26-8-2024

الصحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين  26-8-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

 

الاخبار:

جريدة الاخبارالخيبة
دقّق في وجوه قادة العدو تعرف ما حصل

ابراهيم الأمين
صراع السرديات بات أساسياً في المعركة القائمة بين اسرائيل وكل أعدائها. هي المرة الاولى التي لا يتمكّن فيها العدو من تقديم رواية كاملة، صلبة وواضحة وقابلة للتصديق. وليس صدفة أن ازمة الثقة القائمة بين جمهور الكيان وقيادته تعود الى هذا القدر من الكذب والاحتيال على الوقائع. ومشكلة العدو مع السردية بدأت منذ اليوم الاول لحرب «طوفان الاقصى».
ويكفي أن ننتظر بعض الوقت، حتى تتضح الصورة الكاملة لما جرى في ذلك اليوم، حين سقطت القوة العسكرية خلال ساعتين فقط، فيما كانت العصا الغليظة تقتل المدنيين قبل المهاجمين.
وكل التضامن الداخلي الذي اشتهر به الصهاينة، وحرصهم على صورة دولتهم وجيشهم وأمنهم، لم تكمّ الافواه لوقت طويل، قبل أن يخرج اهالي الضحايا ينقلون روايات عن لسان الجنود الذين تلقّوا صبيحة ذلك اليوم أمراً واحداً: اقتلوا كل شيء يتحرك!

في جبهتنا الكثير من المنجمين، وابناء «جيل فائض القوة» ممن يدمّرون كل شيء في لحظة واحدة. لكن، لم يسبق ان احتل هذا القدر من البلاهة مشهد سياسيي العدو وعسكره. وسيخرج ايضاً، من قلب الكيان، من يعيد تجميع روايات الناطقين العسكريين والسياسيين والحكوميين الذين يُسرّون الآن لمراسلين اجانب يعملون في الكيان: نقول ما يُطلب منا قوله!

لكن، كيف يعقل لأبطال المسرح، وخصوصاً بنيامين نتنياهو أن يغفل عن أهمية الصورة. هو لا يفعل ذلك الا عندما يكون البديل غير ممكن. وهذا كان حاله امس. أعيدوا مشاهدة الفيديوهات التي نشرها العدو لـ«بيبي» وفريقه العسكري والامني في غرفة العمليات. هل يمكن العثور على لمحة زهو، او مشهد تباهٍ، او لحظة نشوة، فيما هو يطلب من العاملين معه ان يكرروا روايته عن الضربة الاستباقية التي اجهزت على آلاف الصواريخ الاستراتيجية للمقاومة في ارضها.

الحظ العاثر للعدو ملازم له أبداً. وربما هي الذاكرة التي خانته من جديد. أمس، قال إن مئة طائرة هاجمت 200 هدف، ودمرت خلال نصف ساعة آلاف الصواريخ الاستراتيجية التي كان حزب الله بصدد اطلاقها ضد المراكز الحيوية في اسرائيل. ولكن، لنعد الى فجر الرابع عشر من تموز 2006.
عندما شنّت مئات الطائرات غارات كثيفة، وقال العدو انه دمر خلال نصف ساعة الصواريخ الاستراتيجية التي كانت في حوزة حزب الله في حينه.

ما فات نتنياهو أمس هو ان سلفه ايهود اولمرت وقف في القاعة نفسها صارخاً ومصفقاً: لقد انتصرنا. فردّ رئيس اركان جيشه حينها، دان حالوتس، باستعلاء: هل نتوقف الآن وقد بتنا قادرين على سحق حزب الله!

ببساطة شديدة، يعرف قادة العدو، من سياسيين وعسكريين وامنيين، انه لو كان بمقدورهم تدمير 6 الى 8 الاف صاروخ استراتيجي في نصف ساعة، لكانوا كرروا الجولة مراراً، قبل ان يجتاحوا لبنان لإنهاء المهمة «الأحبّ» الى قلوبهم بتدمير حزب الله وسحقه.

ما حصل هو ان نتنياهو الذي كان مستعجلاً لاعلان انتصار، اضطر للامساك بنفسه، والبقاء امام الشاشات يراقب ويستمع الى معلومات العسكريين من حوله، وهم يقولون له إن صواريخ حزب الله ومسيّراته عبرت الحدود باتجاه مواقع داخل اسرائيل وصولاً الى تل ابيب.

ما قام به حزب الله أمس كان منسجماً الى أبعد الحدود مع الاستراتيجية التي اعتمدها منذ اليوم الاول. فهو لا يريد حرباً شاملة، ولذلك، لن يقدم على اي عمل يقوده الى حرب ليست من اختياره توقيتاً وساحة وشكلاً.
وهو لو اراد الحرب كيفما كان، لأطلق رشقة عشوائية على الكريوت في حيفا او على شوارع نهاريا او صفد. لكنه لا يريد منح العدو لحظة هدوء يحتاجها لتركيز جهده في غزة والضفة الغربية، بل يريد جره ليبذل ثلث جهده العسكري والامني والسياسي في مواجهة لبنان. وفوق كل ذلك، فان حزب الله، الذي قرّر رسم اطار لدوره، مع معرفة مسبقة بثمن كبير وتضحيات اكبر، لا يريد منح العدو فرصة جرّه الى اي كمين، فرعي في لبنان او استراتيجي في المنطقة.

في معركة السرديات، لن تكفي كل اشكال التهويل والتخريف والتنجيم في تقديم وقائع غير موجودة. يكفي ان جمهور الكيان يصدق المقاومة في لبنان اكثر مما يصدق حكومته وقادته العسكريين.

لذلك، فان المواجهة المستمرة ستعود الى اطارها الذي تعدّل كثيرا خلال الاشهر الثلاثة الماضية، وهو اطار قابل للتعديل يوما بعد يوم، لكنه لن يغير في واقع الحال شيئاً. وبعيداً عن كل تهويل او تهليل، ما حصل أمس يعيدنا الى يوم الثامن من تشرين الاول 2023، حين افتتح حزب الله جبهة الاسناد اللبنانية للمقاومة والناس في غزة. وهي جبهة مستمرة، ولا سبيل لوقف نار الشمال الا باخماد حريق الجنوب.

القاهرة: المحادثات تفشل في تحقيق تسوية | غالانت لنتنياهو: الصفقة أولويّة
مرة جديدة، حال تمسُّك رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، برفض الانسحاب من محور «فيلادلفيا» على الحدود بين مصر وقطاع غزة، إلى الآن، دون تحقيق اختراق في المفاوضات التي انعقدت في القاهرة أمس، بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع المقاومة في قطاع غزة. وبينما أشير الى استمرار الاتصالات، نقلت وكالة «رويترز» ليل أمس عن مصدرين أمنيين مصريين قولهما ان المحادثات انتهت من دون اتفاق، وان اسرائيل وحماس رفضتا مقترحات التسوية التي قدمها الوسطاء.

ويأتي ذلك على رغم الضغط المتزايد على نتنياهو لعقد اتفاق، والذي ازداد بشكل ملحوظ بعد الرد الذي نفّذه «حزب الله» ضد إسرائيل، ولمس معه الإسرائيليون والدول الغربية والعربية الحليفة لها، المخاطر التي يمثلها توسّع الحرب إلى الإقليم إذا ما استمرت الحرب في القطاع، أو هذا على الأقل ما عكسته تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين، ولا سيما وزير الحرب، يوآف غالانت، الذي اعتبر أن الكيان يقف اليوم على مفترق طرق استراتيجي، يحتّم عليه التوصل إلى صفقة في غزة، ومن خلالها فتح إمكانية «التوصل إلى اتفاق مع حزب الله» في الشمال.

وقبيل إعلان عودة الوفد الإسرائيلي المفاوض، والذي ضم رئيس جهاز «الموساد»، ديفيد برنياع، ورئيس جهاز «الشاباك»، رونين بار، من القاهرة، مساء أمس، بعد ساعات قليلة من توجّهه إليها، من دون تحقيق أي اختراق، نقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن مصادر قولها إن «احتمال التوصل إلى اختراق في مفاوضات القاهرة ضئيل»، مضيفة أن «التفويض الذي حصل عليه الوفد الإسرائيلي لا يسمح بالتوصل إلى تسوية بشأن محور فيلادلفيا». وعلى رغم أن نتنياهو ما زال يعارض التسوية، خشية سقوط حكومته بانسحاب الوزراء المتطرفين منها، إلا أن الحدث الشمالي، أمس، رتّب عليه المزيد من الضغوط الداخلية والخارجية، سواء من قبل وزراء مثل غالانت، أو من عائلات الأسرى، أو من الأميركيين الذين بدوا معنيين بعدم توسيع الحرب، وهو السبب الأساسي وراء إحياء المفاوضات التي كانت متوقّفة، بعد تهديد إيران وحلفائها في «محور المقاومة» بالرد على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وفؤاد شكر في بيروت.

وفي هذا السياق، جاءت تصريحات غالانت الذي اعتبر أن «علينا النظر بطريقة إجمالية إلى الحرب. نحن على مفترق استراتيجي ونحتاج إلى اغتنام المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن، ومن خلال ذلك لفتح احتمال اتفاق في الشمال لتهدئة المنطقة». وأضاف: «نحن نعمل عسكرياً ونستعد كما لو أننا لن نتوصل إلى اتفاق. ونحن جاهزون في أي لحظة لحرب في الشمال، لكن ليس هذا ما نفضّله، وما زلنا نعطي فرصة لاحتمال التوصّل إلى اتفاق».

في المقابل، جددت حركة «حماس»، التي كانت قد أرسلت وفداً إلى القاهرة برئاسة خليل الحية، للاجتماع مع الوسطاء المصريين والقطريين قبل انعقاد جولة المفاوضات بغير مشاركة الحركة، رفضها الشروط الإسرائيلية، وأهمها عدم الانسحاب من محور «فيلادلفيا». وقال القيادي في «حماس»، أسامة حمدان، لقناة «الأقصى» التلفزيونية، إن «حماس ملتزمة باقتراح وقف إطلاق النار في غزة والذي طُرح في الثاني من تموز، وترفض الشروط الإسرائيلية الجديدة لوقف إطلاق النار»، مضيفاً: «الحديث عن اتفاق وشيك غير صحيح». كما أعلن عضو المكتب السياسي للحركة، عزّت الرشق، أن وفدها غادر القاهرة بعدما التقى الوسطاء في مصر وقطر، واستمع منهم إلى نتائج جولة المفاوضات الأخيرة. وشددت مواقف الحركة على ضرورة أن يتضمّن أيّ اتفاق وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاباً كاملاً من قطاع غزة، وحرية عودة الفلسطينيين إلى مناطقهم، والإغاثة والإعمار وصفقة تبادل جادة.

من جهته، نقل التلفزيون «العربي» عن مصدر قوله إن «الوسطاء يعملون مع حماس لقبول انسحاب تدريجي من محور فيلادلفيا، مقابل مرونة في ملف عودة النازحين، وهم ناقشوا مع إسرائيل الانسحاب من المحور المذكور على مراحل تنتهي مع المرحلة الأولى للاتفاق». كما نقل عنه أن الحركة «تطالب بضمانات مكتوبة وملزمة للتنفيذ وغطاء أميركي كامل لما يتم الاتفاق عليه».

وأشار المصدر إلى أن «الولايات المتحدة عرضت مقترحات جديدة بشأن فيلادلفيا نوقشت مع الوسطاء وإسرائيل»، وأكد أن «مصر تتمسّك بانسحاب إسرائيل من معبر رفح مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ»، وأن «الوفد الإسرائيلي سيعرض على نتنياهو مناقشات محور فيلادلفيا ويعود بردّ إلى الوسطاء» اليوم.

المقاومة ضربت… فأوجعت الإعلام المتصهين

منذ بداية «طوفان الأقصى»، انضمّت وسائل إعلام لبنانية وعربية إلى عدد من نظيراتها العبرية والغربية في توظيف نفسها أداة بيَد آلة البروباغندا الحربية الصهيونية، عمداً أو حقداً تجاه الفلسطينيّين ومختلف حركات المقاومة. لذا، لم يكن مفاجئاً تصرّف هذه الوسائل أمس مع ردّ المقاومة في لبنان على اغتيال قائدها الشهيد فؤاد شكر. إذ راحت تنشر أخباراً تدعم السردية الإسرائيلية عن «هجوم استباقي» على المقاومة، زعم العدوّ أنّه «دمّر 200 منصّة إطلاق وستّة آلاف صاروخ ومسيّرة معدّة للإطلاق»، رغم أنّه معروف أنّ كيان العدوّ لا يعترف بخسائره، وإن فعل، فبعد وقت طويل وليس بشكل كامل، فضلاً عن أنّ الرقابة العسكرية لديه تمنع نشر أيّ أمر متعلّق بمواقع عسكريّة متضرّرة.

وبما أنّ المقاومة في لبنان تفصح عن أسماء كلّ شهدائها، فقد شكّك متابعون من الطرفَين بهذه المزاعم التي ــ إن صحّت ــ تعني ارتقاء مئات الشهداء من المقاومة، وهي لم تكن الحال فعلاً. حتّى رئيس «معهد دراسات الأمن القومي» في الكيان تامير هايمن، صرّح بنبرة لم تخلُ من لغة وعيد تُعتمد ضمن الحرب النفسية، بأنّه «لو كان حزب الله خطّط فعلاً لإطلاق 6 آلاف صاروخ ومسيّرة تجاه الشمال والوسط، كما تشير بعض التقارير، لكنّا رأينا بيروت تحترق الآن. لا يمكن أن تكون هذه الخطّة، والردّ الإسرائيلي على خطوة مماثلة يعني بداية حرب شاملة». ما سبق يضع الإعلام أكثر تحت المجهر، وخصوصاً أنّه نشر سلسلة منشورات تهويلية كما درجت العادة، بعضها ناقض ما كان قد نُشر سابقاً! منذ الصباح الباكر، بدأت وسائل إعلامية مثل قناة mtv وصحيفة «النهار» وموقع «الكتائب» وإذاعة «لبنان الحرّ» و«لبنان 24» و«صوت بيروت إنترناشيونال» و«سكاي نيوز عربية» وغيرها الكثير، في نشر تغريدات مثل «الجيش الإسرائيلي: ندعو اللبنانيّين المتواجدين قرب مكان عمليّات حزب الله إلى مغادرة أماكنهم».

وأبت mtv التي تنقل يوميّاً تهديدات قادة كيان العدوّ وقوّاته بلا تعليق، وتوظّفها في سياق حملة التهويل الإسرائيلية المستمرّة على اللبنانيّين، إلّا أن تكون رأس حربة في حملة التهويل، فأطلقت سلسلة لا تنتهي من الأخبار العاجلة والتغريدات كلّها منقولة عن مسؤولين في الكيان وقوّاته وإعلامه، وواحد منها أورد «نتنياهو: الجيش دمّر آلاف الصواريخ التي كانت موجّهة لشمال إسرائيل وأدعو الإسرائيليّين إلى متابعة توجيهات الجبهة الداخلية، ونحن مستعدّون للدفاع عن دولتنا».

هي نفسها التي دفعتها الأسبوع الماضي رسالة واحدة من حركة «حماس» لـ«حزب الله» إلى البوح بتعليقاتها السلبية، فسألت في إحدى مقدّماتها الإخبارية «بأيّ حقّ تُدرج حركة «حماس» لبنان في محور المقاومة؟ ومن نصّبها منظّمة دولية تصنّف الدول والأمم كما تشاء؟ وهل تتذكّر حركة «حماس» عندما توجّه رسالة إلى «حزب الله» أنّ هناك دولة اسمها الدولة اللبنانية، وأنّ هذه الدولة لا سواها مسؤولة عن قرار الحرب والسلم؟». هكذا، تجاهلت القناة كلّ الاعتداءات الإسرائيلية التي لم تحثّها على التعليق مرّة، ولو لقول إنّ «قرار الحرب» بيَد كيان الاحتلال، وتناست أنّ لبنان هو البلد المحتلّ من «إسرائيل» مباشرةً بعد فلسطين، وأنّ «إسرائيل» لا تلتزم حتّى بتوصيات الأمم المتّحدة والمحاكم الدولية.

لكنّ القناة التي لا يُعرف لماذا أزعجتها إلى هذا الحدّ رسالة تتحدّث عن زوال «إسرائيل»، ولماذا تصرّ على نقل السردية الصهيونية وخصوصاً في ظروف دقيقة تستدعي المسؤولية كما أمس، عادت وحاولت حفظ ماء وجهها بعدما تبيّن تحقيق ردّ المقاومة أهدافه بعكس السردية التي روّجتها على لسان العدوّ، فراحت تنقل آراءً من الطرف الآخر نهاراً، بما في ذلك تغريدة من النائب السابق أمل أبو زيد اقتبست عنها بأنّ «ردّ «حزب الله» يكرّس معادلة الردع».

دأبت قناة «العربية» السعودية على التهويل مدّعيةً «إلغاء معظم رحلات الطيران إلى بيروت»

من جهتها، شاركت LBCI في منشورات مشابهة، رغم أنّها هي ذاتها تبثّ تقارير سياحية في ما تعتبره تحدّياً للتهويل بالحرب، وكانت قد بثّت تقريراً قبل أيّام اتّسم بالمسؤولية، فنّدت فيه الحرب النفسية التي يشنّها العدوّ وانتقدت تأجيجها من أطراف داخلية لأحقاد خاصّة تشارك معه في التهويل على اللبنانيّين والإضرار ببلدهم من حيث تدري أو لا تدري. وممّا نشرته LBCI أمس تقرير حمل عنوان «أسهم تل أبيب ترتفع بعد احتواء هجوم حزب الله على إسرائيل»، مع صورة كبيرة لعلم الكيان تظهر أيضاً مع نشر الرابط على منصّات التواصل الاجتماعي. أمّا «الجديد» ورغم بثّها أخباراً ومقاطع عن ردّ المقاومة وما تسبّب به في الكيان، إلّا أنّها شاركت أيضاً في سردية الهجوم الاستباقي، فكان لها منشورات مثل «إعلام العدوّ الإسرائيلي: هجوم حزب الله كان موجّهاً نحو منشآت استراتيجية في إسرائيل وتمّ إحباطه قبل 15 دقيقة من بدء تنفيذه»، و«نيويورك تايمز: إحباط هجوم للحزب كان موجّهاً إلى تل أبيب في الخامسة فجراً». ولئن أُرفق المنشوران السابقان بمصدرَيهما، إلّا أنّ «الجديد» أتبعتهما بمنشور آخر عن لسان قوّات العدوّ، فنشرت: «جيش العدوّ الإسرائيلي: 100 طائرة حربية شاركت في الضربة الاستباقية على حزب الله».

لكن رغم ما سبق، كانت القنوات المحلّية تحاول تطمين اللبنانيّين بأنّ المطار تسير رحلاته بشكل طبيعي. من جهة أخرى، كانت قناة «العربية» السعودية تهوّل مدّعيةً «إلغاء معظم رحلات الطيران إلى بيروت»، ونشرت أيضاً مقطعاً مع العنوان التالي: «بعد إعلان حزب الله انتهاء المرحلة الأولى من الردّ على إسرائيل «ثأراً لفؤاد شكر… صوَر متداولة تظهر حريقاً في مدجنة شمال إسرائيل وحديث إسرائيلي عن نفوق العشرات من الدجاج». في المقطع، يسأل المذيع في اتّصال مع رئيس تحرير موقع «جنوبية» علي الأمين عن هذه المشاهد، فيردّ الأمين بأنّه يجب الانتظار لاتّضاح صورة الاستهدافات التي قام بها «حزب الله»، ليقاطعه المراسل قائلاً إنّ «الصورة تعلّق بنفسها وهي من ألف كلمة»! وركّزت قنوات خليجية عدّة على هذا الخبر بهدف التبخيس من قدرات المقاومة، واستدراج حملات السخرية، وهو ما حصل فعلاً عند بعض جمهورها. فوق ذلك، استقبلت القناة التي خسرت ثقة الجمهور العربي خلال الأشهر الماضية بسبب تخندقها في صفّ العدوّ، المتحدّث باسم «جيش» الاحتلال أفيخاي أدرعي، ونشرت مقطعاً من المقابلة على صفحاتها الافتراضية مع عنوان: «نجحنا نجاحاً كبيراً… الجيش الإسرائيلي لـ«العربية»: استهدفنا أكثر من 1000 منصّة صواريخ لحزب الله». كما برزت منشورات تُظهر التناقضات التي اعترت قناة «الحدث» التابعة لـ«العربية»، بحيث ذهبت من الاستخفاف بردّ المقاومة وتسخيفه إلى حدّ الاعتراف بأنّها أصابت أهدافها. جبهة الإسناد الإعلامية للعدوّ، تجلّت أيضاً عند «سكاي نيوز عربية» التي راحت تمجّد ردّة فعل كيان الاحتلال، فأوردت مثلاً أنّ «ضربات إسرائيل أحبطت هجوماً عليها قبل وقوعه بربع ساعة»، ونقلت في خبر متلفز: «لحظة اعتراض مسيّرة لحزب الله فوق شمال إسرائيل». هكذا، لا يزال جزء كبير من الإعلام يعيش في عالم ما قبل «طوفان الأقصى»، مستغبياً الناس في العالم بأسره.

المبدئي في كل شيء

هكذا هو سليم الحص. عاقل وراغب بالأفضل. رأى في لبنان كياناً قابلاً للحياة، إن أحسن أهله التوافق على حكم عادل. لم تغشّه كثرة الكلام، بل كان يرى الكثير من الحرية، ونقصاً في الديموقراطية التي تفرض المحاسبة.
الرجل الآدمي، الذي خاف منه السماسرة حيثما حلّ، كان عارفاً بالأمور، ويصعب على الآخرين الكذب عليه. لم يركن يوماً إلى عسس يأتونه بالأخبار. لم تصدمه خيانة هذا أو ضعف ذاك، وهو الذي رفض أن يطلب لنفسه شيئاً حتى لا يكون أسير صاحب قرار.

رحل سليم الحص، ومعه أسراره الخاصة بوعيه الخاص بالصراع مع إسرائيل. لم تكن عدوّاً على شكل عبارة في خطاب. وإلى اليوم الذي فقد فيه قدرته على التفاعل، بقي سليم الحص على علاقة خاصة جداً مع المقاومة وقائدها: ناضجاً وناصحاً ومنبّهاً ومقترحاً، وها هو يرحل وقد غمرها بكل الحب لما تقوم به من أجل فلسطين.

 

اللواء:

صحيفة اللواءما بعد الردّ على اغتيال شكر: منظومة جديدة من «توازنات الرعب»!

السيد نصر الله: استهدفنا قاعدة غاليلوت الاستخباراتية.. والاحتلال يواجه بـ100 طائرة

السؤال، بعد يوم عصيب من المواجهات والضربات، والتصريحات: هل تؤدي عملية الأربعين التي استهدفت قاعدة الاستخبارات الاسرائيلية 8200 والمعروفة بـ «قاعدة غليلوت» على مقربة من تل ابيب، وفيها مقر الموساد، الى إعادة قواعد الاشتباك الى السكة المعمول بها قبل اغتيال القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر.

ولاحظت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن ما بعد رد حزب الله وموقف امينه العام هناك أسئلة بدأت تدور عن دخول البلد في تهدئة ومدى جدية هذا الأمر، وأشارت إلى ان مشهدا جديدا يتوقع له أن يتظّهر جراء ما جرى في انتظار الاتصالات التي تتم على أكثر من صعيد.

وقالت هذه المصادر أنه ليس معلوما ما إذا كان الهدوء سيعود إلى جبهة الجنوب أم ان المناوشات تتواصل لا سيما أن الرد منفصل عن عملية إسناد الجبهات، وكله مرهون بمفاوضات الوضع في غزة.

وحسب خبراء فإن منظومة جديدة، بحكم الواقع الميداني عند الحدود الجنوبية، بين حزب الله واسرائيل، تتمثل بدقة الحسابات، والتوازنات المتصلة بالرعب المتبادل من جراء حرب واسعة من شأنها ان تؤثر على الأوضاع في المنطق، وربما أوسع من ذلك..

في المجريات، بعد ساعتين أو اقل من الهجمات الصاخبة واعلان حزب الله، في بيان اول عن رد أولي على قصف الضاحية الجنوبية، واغتيال شكر قبل 27 يوماً، طغت على السطح موجة، من التصريحات الاسرائيلية عن أن الضربات الاستباقية التي قام بها الجيش الاسرائيلي قبل الساعة الخامسة وخمس دقائق، ادت الى احباط اهداف الهجوم.. والتي تولى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في كلمة متلفزة له مساء امس عن تفنيدها وتكذيبها، مؤكدا على جملة من النقاط، من شأنها أن تؤشر، فعلاً، الى ما يمكن أن يحصل على أرض جبهة المساندة في الجنوب، وسائر الجبهات فضلا عن المعركة الكبرى الجارية في قطاع غزة.

1 – السيد نصر الله قال: رد حزب الله على اغتيال شكر انتهى.. وسنتابع نتيجة تكتم العدو عما جرى امس، واذا كانت النتيجة مرضية سنعتبر ان عملية الرد قد تمت.

2 – في المرحلة الحالية، والكلام لنصر الله – لبنان يمكنه ان يرتاح.

3 – اطلقنا المسيَّرات من منطقة البقاع، والصواريخ جنوب الليطاني، ومن شماله ايضا وعددها ليس 6000 آلاف او 8000 آلاف، بل 320 صاروخاً، ارتفع عددها الى 340 صاروخاً.

4 – على نحو قاطع، قال نصر الله: وضعنا عناوين للرد ان لا يكون الهدف مدنياً، من اجل تجنيب المدنيين في لبنان اي أذى، وأن لا يستهدف البنية التحتية..
واوضح، بعد المرحلة الاولى، جرى استهداف مواقع وثكنات ومنصات للقبة الحديدة تسهيلا لعبور المسيَّرات الهجومية باتجاه الهدف المنشود، وهكذا تكون العملية العسكرية قد انجزتها المقاومة.

إذاً، حسم «حزب الله» برده حالة الترقب الطويلة حول رده على اغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر، فنفذ امس، خلال ساعات قليلة ضربات انتقائية لأهداف عسكرية في عمق فلسطين المحتلة، ظهرت نتائجها الميدانية الاولى تباعاً بتسريب مقتل عسكريين واصابة زورق حربي في نهاريا، برغم حالة التعتيم الاعلامي والسياسي التي فرضها كيان الاحتلال على وسائل الاعلام وحتى على وزراء الحكومة.

رد الحزب جاء بعد تصعيد اسرائيلي كبير خلال الشهر الماضي، وركّز رد الحزب على أهداف عسكرية بحتة لا مدنية او بنى تحتية تلافياً لرد معادٍ مماثل، واستخدم معظم الصواريخ التي اطلقها (340 صاروخا) ليس لإلهاء المواقع العسكرية الامامية على خط الجبهة الجنوبية ولإشغال صواريخ القبة الحديدية فقط، بل لإلحاق خسائر اضافية بالعدو في مواقعه المقابلة لقرى الجنوب الحدودية، واستخدم المسيَّرات (نحو 30 مُسيَّرة حسبما تردد) لضرب الأهداف العسكرية في العمق الفلسطيني، والتي قال اعلام العدو الاسرائيلي انها شملت مراكز قيادات «الاستخبارات العسكرية والموساد والشاباك والوحدة ٨٢٠٠ المختصة بالتنصت والاستعلام» في تل ابيب.هذا عدا ما اعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته مساء امس عن اهداف ونتائج الرد والمرحلة المقبلة.

وفي اهمية الرد أنه تلافى جرّ الحزب الى حرب واسعة طالما فكرت قيادات العدو اليمينية المتطرفة باللجوء اليها لإبعاد خطر المقاومة عن حدود فلسطين المحتلة الشمالية، وذلك في حال استخدم الحزب اسلوب العدو بإستهداف المناطق المدنية، لكنه نزع هذه الحجة من يد اسرائيل ودفعها الى الرد على الرد بغارات على مواقع قال انها عسكرية للحزب وتقع في اطراف القرى او على التلال البعيدة.

في المحصلة أسقط الرد الكثيف والموصوف بأنه «ردّ اولي» كل مقولات الردع الإسرائيلي بعد الاعتداءات التي شملت الضاحية الجنوبية وصيدا والبقاع ومناطق جنوبية بعيدة عن خطوط التماس، إذ طال القصف بالمسيَّرات والصواريخ عمق الكيان الاسرائيلي ووضع المواجهة على مسار آخر ومعادلات جديدة تدفع العدو الى اعادة حساباته.

السيد نصر الله

وقال السيد نصر الله: في عملية اليوم أطلقنا للمرة الأولى مسيَّرة من منطقة البقاع ورغم بُعد المسافة إلا أنها تجاوزت الحدود الفلسطينية المحتلة. ولم تصب أي منصة إطلاق قبل العملية ولم تتعرض مرابض المسيّرات لأي أذى لا قبل العملية ولا بعدها. ومعطياتنا تؤكد أنَّ عددًا معتدًا به من المُسيّرات وصلت إلى هذين الهدفين ولكن العدو يتكتم إلا أنَّ الأيام والليالي هي التي ستكشف حقيقة ما جرى هناك.

وقال: السردية الصهيونية بشأن ما جرى مليئة بالأكاذيب وهو ما يعكس مستوى الوهن لدى هذا الكيان. حديث العدو عن قصف صواريخ استراتيجية ودقيقة كانت معدة لاستهداف «تل أبيب» هو كذب في كذب ولكن في هذه العملية ولرؤية واضحة ودقيقة لم نُرد استخدام هذه الأسلحة.
واكد نصر الله ان أياً من الصواريخ الاستراتيجية والدقيقة لم تُصب بأذى. وقال: كثير من الوديان يعتبرها العدو أن فيها منصات للصواريخ الباليستية ومنشآت يمكن تدميرها اتخذ القائد السيد شكر قرارًا قبل مدة بإخلاء هذه الوديان والمنشآت وما قصف هي وديان خالية أو تم إخلاؤها. وقبل نصف ساعة من توقيت العملية بدأ الإسرائيلي بالغارات في الجنوب ولم تكن لديه معلومات استخباراتية بل بسبب حركة المجاهدين لاتمام عملهم.

واضاف: نحن أمام فشل استخباري «إسرائيلي» وفشل في العمل الاستباقي وعمليتنا أنجزت كما خططت بدقة. واليوم شهدنا مشهداً يعبر عن شجاعة المقاومة عندما اتخذت هذا القرار. المقاومة أخذت قرارا وأقدمت فقام العدو باغلاق «تل أبيب» والمطارات وفتحوا الملاجئ لمجرد استخدامنا الكاتيوشا والمسيّرات فكيف إذا استخدمنا أكثر من ذلك؟

وتابع السيد: العدو ذهب إلى هذه المرحلة من التصعيد مع لبنان باستهداف الضاحية الجنوبية في بيروت واستشهاد مدنيين والقائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر والمقاومة أعلنت عزمها الرد على هذا العدوان لتثبيت المعادلات. سنسمي عملية اليوم بعملية «يوم الأربعين. وكنا مستعدين للرد منذ اليوم الأول لشهادة السيد محسن ولكن كما قلنا سابقًا إن الرد هو جزء من العقاب وكنا نحتاج بعض الوقت لدراسة ما إذا كان المحور سيرد كله أو كل جبهة لوحدها، وتريثنا لإعطاء الفرصة للمفاوضات لأن هدفنا هو وقف العدوان على غزة.

الموقف من اسرائيل

وخلال جلسة مجلس الوزراء، قال رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو: قبل ثلاثة اسابيع، قضينا على القائد في حزب الله واليوم احبطنا خططه الهجومية.

لامي على الخط

وفي الاتصالات، تلقى الرئيس نجيب ميقاتي مساء امس اتصالا من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي تم خلاله البحث في التطورات المستجدة والوضع في جنوب لبنان.

وكان تشديد مشترك على اولوية وقف التوترات لمنع انفلات الوضع الى الحرب الشاملة.

وشدد رئيس الحكومة خلال الاتصال على «ان مدخل الحل هو في تطبيق القرارات الدولية والزام اسرائيل بوقف خروقاتها المستمرة وتعدياتها».

رسالة أميركية

وحسب بعض المعلومات، يصل الى بيروت رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال تشارلز براون، حاملاً رسالة الى المسؤولين، لم يكشف النقاب عن مضمونها تتصل بالتطورات في المنطقة، علما ان موعدها كان محددا قبل شن حزب الله هجومه على القاعدة الاسرائيلية صباح اليوم.

وكان براون زار امس القاهرة والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل ان ينتقل الى الكيان الاسرائيلي، في اطار المسعى الاميركي لمنع توسع المواجهات العسكرية الى حرب اقليمية.

حركة الطيران لم تتوقف في المطار

على صعيد الملاحة، من مطار رفيق الحريري الدولي كشف رئيس مجلس ادارة الميدل ايست محمد الحوت عن تأخير عدد من رحلات «الميدل ايست» لمدة لا تزيد عن نصف ساعة صباحا، لكن هذا التدبير لا يؤثر على جدول الرحلات.

وعلقت الخطوط الجوية الفرنسية (AIR France) رحلاتها الى بيروت وتل ابيب الًى صباح اليوم.

الوضع الميداني

ميدانياً، نفذت اسرائيل سلسلة من الغارات الجوية، وصلت الى 50 غارة على بلدات في مختلف المناطق الحدودية الجنوبية من القطاع الغربي الى القطاع الشرقي.

وليلا قصفت اسرائيل مجرى الليطاني بمسيَّرة.
وقال الجيش الاسرائيلي انه حشد 100 طائرة حربية، حيث هاجمت اهدافا في الجنوب.

واعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل جندي من البحرية بمسيَّرة لحزب الله.

 

البناء:

صحيفة البناءطائرات «الأربعين» إلى الـ 8200 منشأة التجسس والاغتيالات قرب تل أبيب

خطاب انهزامي للكيان بذريعة ضربة وقائية وهمية… ونصرالله: أوفينا بوعدنا

ضمير العرب سليم الحص يغادرنا… والأسد: المقاومة قدوة ومثال في التحرير

كتب المحرر السياسي

لم تحجب الأحداث الكبرى التي تعصف بلبنان والبلاد العربية خبر رحيل الرئيس سليم الحص، ضمير لبنان والعرب، القدوة والمثال في تجسيد رجل الدولة، وفي الترفع والكبر والتعالي على المناصب والمكاسب، وهو القائل إن المسؤول يبقى كبيرا حتى يطلب شيئا لنفسه فيصغر، والراحل الكبير رجل ثقافة وفكر وكاتب وباحث ومؤلف وصاحب مواقف قومية ووطنية لا تنسى، منحاز دائما لفلسطين والمقاومة، وهو رئيس الحكومة التي شهدت تحرير جنوب لبنان عام 2000 الى جانب شريكه في الحكم الرئيس المقاوم العماد اميل لحود. وقد افتتح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمته المخصصة للحديث عن الرد التاريخي للمقاومة على اعتداءات الاحتلال على العاصمة وضاحيتها واغتيالها للقائد فؤاد شكر، بنعي الرئيس الراحل كخسارة للمقاومة وفلسطين.

وفيما انشغل العالم في متابعة رد المقاومة الذي حمل اسم عملية الأربعين، كما قال السيد نصرالله، مؤكدا أن المقاومة أوفت بوعدها، وشارحا أن الرد النوعي يتكون من جزءين، الأول إرسال الصواريخ بالمئات إلى عشرات مواقع الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة حتى حدود عكا وطبريا، والثاني عشرات الطائرات المسيرة نحو تل أبيب، حيث منشأة مركزية للمخابرات العسكرية، هي المنشأة 8200 المتخصصة بالتجسس وعمليات الاغتيال، وقال السيد نصرالله إن العملية نفذت بشقيها بدقة، وإن الغارات التي شنها الاحتلال على الجنوب قبل نصف ساعة من بدء العملية لم تؤثر في أي من المسارات المرسومة للعملية ولم تنجح بإلحاق الأذى بأي من أدواتها، ما ينفي عنها صفة الضربة الاستباقية أو الوقائية، إضافة الى كون الأرقام المتداولة عن عدد المنصات المستهدفة بالغارات والحديث عن آلاف الصواريخ التي يقول قادة الكيان إنها كانت تستهدف تل أبيب وتم استهدافها هي مجرد أكاذيب لصناعة هوليودية لنصر موهوم.

اللافت كان أن wقادة الكيان من سياسيين وعسكريين تلاقوا على روح انهزامية مفاجئة، حيث جاء الرد ليوفر لهم فرصة ذهبية لتبرير الذهاب الى الحرب التي آمضوا أحد عشر شهرا وهم يهددون بشنها، وها هم يقولون لا نريد حربا ولا نريد تصعيداً والأمر عند حزب الله، فإذا اعتبر الأمر منتهيا تكون الأمور قد عادت الى طبيعتها، وهو ما توقفت أمامه عناصر متابعة باعتباره علامة على المفعول الرادع لعملية الأربعين، متوقعة أن تترك العملية وما تلاها تداعيات على المسار التفاوضي تفاديا للانتظار والرد الإيراني كما يقول القادة في طهران أنه آت، ويفعل اليمنيون مثلهم.

في سورية تحدث الرئيس الدكتور بشار الأسد في افتتاح الدور الأول لمجلس الشعب السوري المنتخب، فقال «أرسل التحيةً إلى المقاومين في فلسطين، ولبنان، والعراق، واليمن، الذين يمثلون “قدوةً، وأنموذجاً، ومثالاً نقتدي به في طريق التحرير، والكرامة، والشرف، والاستقلال”. كما وجّه الرئيس الأسد تحيةً إلى الجولان المحتل، لافتاً إلى أنّ أبناءه “قدّموا الكثير من العبر، وبرهنوا أن غياب السيادة عن أرضه لا يعني سقوط الوطنية من وجدان شعبه”، مُشدّداً على تأكيدهم أنّ الوطنية ليست مظهراً ولا ادعاءً، بل انتماء متجذر ووفاء وولاء.
وكشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الهدف العسكري النوعي في العملية هو قاعدة الاستخبارات العسكرية «أمان» ووحدة «8200» في «غليلوت» والهدف الآخر هو قاعدة الدفاع الجوي في «عين شيميا».

وأكد السيد نصر الله أنه و»بناءً على معطياتنا أنَّ عددًا معتدًا به من المُسيّرات وصلت إلى هذين الهدفين، ولكن العدو يتكتم إلا أنَّ الأيام والليالي هي التي ستكشف حقيقة ما جرى هناك». وقال: «كل ما أردنا إطلاقه في هذه العملية هو 300 صاروخ وقد أطلقنا 340 صاروخًا والعدو لم يحبط شيئًا»، مؤكدًا أن السردية الصهيونية بشأن ما جرى مليئة بالأكاذيب وهو ما يعكس مستوى الوهن لدى هذا الكيان.

وشدد السيد نصر الله على أن «حديث العدو عن قصف صواريخ استراتيجية ودقيقة كانت معدة لاستهداف «تل أبيب» هو كذب في كذب، ولكن في هذه العملية ولرؤية واضحة ودقيقة لم نُرد استخدام هذه الأسلحة». معلنًا أن أيًا من الصواريخ الاستراتيجية والدقيقة لم تُصب بأذى. ولفت إلى أن كثيرًا من الوديان يعتقد العدو أن فيها منصات للصواريخ الباليستية ومنشآت يمكن تدميرها، كاشفًا أن القائد الجهادي الشهيد السيد شكر كان اتخذ قرارًا قبل مدة بإخلاء هذه الوديان والمنشآت وبالتالي ما قُصف هي وديان خالية أو تمَ إخلاؤها.

وأوضح أن العدو «الإسرائيلي» قبل نصف ساعة من توقيت العملية بدأ بشن غارات جوية على قرى في الجنوب «ولم تكن لديه معلومات استخبارية بل بسبب حركة المجاهدين لإتمام عملهم». وأكد أننا «أمام فشل استخباري «إسرائيلي» وفشل في العمل الاستباقي وعمليتنا أنجزت كما خططت بدقة»، وقال: «اليوم شهدنا مشهدًا يعبر عن شجاعة المقاومة عندما اتخذت هذا القرار.. المقاومة أخذت قرارًا وأقدمت فقام العدو بإغلاق «تل أبيب» والمطارات وفتحوا الملاجئ لمجرد استخدامنا الكاتيوشا والمُسيّرات فكيف إذا استخدمنا أكثر من ذلك؟».

وأضاف: «هذه أول عملية كُبرى تخوضها المقاومة بغياب القائد الكبير السيد فؤاد ولم يحصل فيها أي خلل.. العدو في رده صباح اليوم (أمس) لم يجرؤ على استهداف المدنيين لأن هناك مقاومة وبيئة مقاومة. وهذه المعادلة التي عدنا لتكريسها اليوم». وتابع: «المرحلة الأولى كانت ضرب المواقع في الشمال بـ340 صاروخًا والمرحلة الثانية هي عبور المُسيّرات بأنواع وأحجام مختلفة نحو عمق الكيان… نحن سنتابع نتيجة تكتم العدو عمّا حصل في القاعدتين المستهدفتين وكان الرد مرضيًا وسنعتبر أن الرد كافٍ على جريمة الاغتيال وإن لم نره كافيًا سنحتفظ بحق الرد حتى إشعار آخر».

وقال: «عمليتنا اليوم قد تكون مفيدة للطرف الفلسطيني أو للطرف العربي بالنسبة للمفاوضات والرسالة للعدو ومن خلفه الأميركي بأن أي آمال بإسكات جبهات الإسناد هي آمال خائبة رغم التضحيات خصوصًا في الجبهة اللبنانية». وأكد أننا «قوم لا يمكن أن نقبل بالذل ولا أن نحني الرقاب لأحد ونحن نقاتل بالعقل والسلاح والمُسيّرات والصواريخ البالستية المخبأة ليوم قد يأتي».

كشف أن المقاومة الإسلامية أطلقت في «عملية اليوم وللمرة الأولى مُسيّرة من منطقة البقاع ورغم بعد المسافة إلا أنها تجاوزت الحدود الفلسطينية المحتلة». مؤكدًا أن «أي منصىة إطلاق للمقاومة الإسلامية لم تصب قبل العملية ولم تتعرض مرابض المسيّرات لأي أذى لا قبل العملية ولا بعدها».

وقال: «على العدو أن يفهم ويحذر جيدًا في طبيعة لبنان والتغيرات الاستراتيجية فلم يعد لبنان ضعيفًا تحتلونه بفرقة موسيقية بل قد يأتي اليوم الذي نجتاحكم بفرقة موسيقية».

ونشر الإعلام الحربي في حزب الله، معلومات عن القاعدتَين اللتَين استهدفهما الحزب في المرحلة الثانية من «عملية يوم الأربعين» ردًا على اغتيال القائد الكبير فؤاد شكر واستشهاد عدد من المدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وكانت المقاومة أعلنت في بيانات متلاحقة عن العملية النوعية ضد كيان الاحتلال، مشيرة في بيانها الأول أنه «في إطار الرد الأولي على العدوان الصهيوني ‏الغاشم على الضاحية الجنوبية لبيروت والذي أدّى إلى استشهاد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر رحمه ‏الله وعدد من أهلنا الكرام من نساء وأطفال، بدأ مجاهدو المقاومة الإسلامية هجومًا جويًا بعدد كبير من ‏المسيرات نحو العمق الصهيوني واتجاه هدف عسكري «إسرائيلي» نوعي سيعلن عنه لاحقًا، بموازاة ‏استهداف مجاهدي المقاومة الإسلامية لعدد من مواقع وثكنات العدو ومنصات القبة الحديدية في شمال ‏فلسطين المحتلة بعدد كبير من الصواريخ.‏

وأعلنت في بيان ثانٍ عن «الانتهاء من المرحلة الأولى بنجاح كامل وهي مرحلة استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية تسهيلًا لعبور المُسيّرات الهجومية بإتجاه ‏هدفها المنشود ‏في عمق الكيان، وقد عبرت المُسيّرات بحمد الله كما هو مقرر.‏

ثانياً، عدد صواريخ الكاتيوشا التي أطلقت حتى الآن تجاوزت 320 صاروخا باتجاه مواقع العدو.

ثالثاً، المواقع التي تم استهدافها وإصابتها بعون الله تعالى: ‏

1 – قاعدة ميرون.
2 – مربض نافي زيف.
3 – قاعدة زعتون.
4 – مرابض الزاعورة.
5 – قاعدة السهل.
6 – ثكنة كيلع في الجولان السوري المحتل.
7 – ثكنة يو أف في الجولان السوري المحتل.
8 – قاعدة نفح في الجولان السوري المحتل.
9 – قاعدة يردن في الجولان السوري المحتل.
10 – قاعدة عين زي تيم. ‏
11 – ثكنة راموت نفتالي.

رابعاً، بقية التفاصيل حول العملية العسكرية ستأتي في بيانات لاحقة.

وفي بيان ثالث لفتت المقاومة أنه «تم إطلاق جميع المسيّرات الهجومية في الأوقات المحددة لها ومن جميع مرابضها ‏وعبرت ‏الحدود اللبنانية الفلسطينية باتجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعدّدة.

وشدّدت المقاومة على أنّ ادعاءات العدو حول العمل الاستباقي الذي قام به والاستهدافات التي حققها وتعطيله لهجوم ‏المقاومة هي ادعاءات فارغة وتتنافى مع وقائع الميدان وسيتم تفنيدها في خطاب للأمين العام ‏لحزب الله سماحة السيد ‏حسن نصر الله يُحدد لاحقًا هذا اليوم». ‏

وأشار خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ«البناء» الى أن «وصول مئات الصواريخ والمسيرات الى كامل القواعد العسكرية في شمال فلسطين المحتلة ومركز شعبة الاستخبارات في ضواحي تل أبيب في ذروة الاستنفار والتأهب الإسرائيلي والأميركي والغربي عبر الأقمار الصناعية، هو اختراق أمني كبير للمنظومة الأمنية والاستخبارية والتقنية والتكنولوجية الإسرائيلية، وإنجاز أمني استخباري تكنولوجي عسكري لحزب الله»، ولفتوا الى أن «العملية النوعية ثبتت امتلاك الحزب زمام المبادرة ومعادلة الردع مقابل مزيد من تآكل في قدرة الردع الإسرائيلية، وعمقت مأزق حكومة نتنياهو والفجوة الاستراتيجية التي تتسع منذ 7 تشرين الماضي، كما أظهرت وهم حكومة «إسرائيل» بقدرتها على تغيير المعادلة الميدانية في الجنوب بعد اغتيال فؤاد شكر وبالتالي استعادة الأمن الى الشمال واستعادة المستوطنين الى المستوطنات». كما توقف الخبراء أمام الدقة العالية في تنفيذ الرد واحتساب وقت مرور الصواريخ من الجنوب والبقاع باتجاه «إسرائيل» لتضليل القبب الحديدية واشغالها لكي يتناسب مع عبور المسيرات في الوقت المحدد لكي تستطيع الوصول الى أهدافها. ومنح الرد وفق الخبراء قيادة حزب الله المصداقية بعد تأكيد السيد نصر الله في خطابيه السابقين بأن الرد آتٍ حتماً، وعزز الموقف التفاوضي لحركة حماس في مفاوضات القاهرة الجارية حالياً.

‏وفي سياق ذلك، شدد الناطق العسكري باسم كتائب «القسام» أبو عبيدة، على «أننا نبارك عملية الرد الأولي للأخوة في حزب الله على اغتيال القائد فؤاد شكر، ونقدر التضحيات الغالية لأهلنا في لبنان ومقاوميه الأبطال». ولفت، في تصريح، إلى أنّ «عملية حزب الله تؤكد من جديد تغير الواقع الاستراتيجي للكيان منذ طوفان الأقصى.. فلا أمان للعدو من العقاب ولا حدود لإمكانية دكه في أي مكان ومن أية جبهة»، مؤكدًا أنّ «كل الجبهات ستظل مشتعلة ومتصاعدة في وجه العدو طالما استمر العدوان على أهلنا وشعبنا».

وكان لافتاً إعلان جيش الاحتلال انتهاء عملياته العسكرية رداً على رد المقاومة، ما يعكس بحسب مصادر في فريق المقاومة لـ«البناء» تراجعاً وانكفاء اسرائيلياً عن استمرار المواجهة مع حزب الله وتحولها الى حرب شاملة، وكشف بأن تهديدات المسؤولين الإسرائيليين ورسائل التهديد الأميركية الغربية للبنان ولحزب الله بأن مهاجمة «إسرائيل» سيدفعها لشن حرب تدميرية للبنان، كانت تهديدات زائفة وكاذبة وتخدم الحرب النفسية والمعنوية والضغط لمنع الرد ليس إلا.

وأشارت أوساط دبلوماسية لـ«البناء» الى أن اتصالات مكثفة حصلت بين عواصم القرار مع ايران وحزب الله بشكل غير مباشر خلال الأسبوعين الماضيين لاحتواء تداعيات رد محور المقاومة لا سيما بعد فشل جولة المفاوضات في الدوحة.

المصدر: صحف