أحيا حزب الله الاحتفال التكريمي للشهيد السعيد على طريق القدس المجاهد حسن غضبان مصطفى (جهاد)، في النادي الحسينيّ لبلدة قانا الجنوبية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النّائب حسن عز الدين، عضو كتلو التنمية والتحرير النائب أيوب حميّد، إلى جانب جمع من العلماء والفعاليات والشخصيات وعائلة الشهيد وعوائل شهداء، وحشد من الأهالي.
وافتتح الحفل بقراءة آيات من الذكر الحكيم، تخلله تلاوة للسيرة الحسينية، وألقى النائب حسن عز الدين كلمةً اعتبر فيها أنّ الذين يأتون بمبادرات، لا يحملون خيرا، بل يحملون كل ما يخفف عن العدو ويساعد في تثبيته وإراحته من القلق والخوف والاضطراب، وأنهم أتوا ليساعدوا إسرائيل، ولم يأتوا ليكونوا موضوعيين، فالغرب ليس كذلك وأميركا ليست كذلك، ومن يسير في فلكهم ليس كذلك.
وأشار إلى أنّ “عماد4” هي عيّنة من قدرات المقاومة والقوة الصاروخية، ومن قوة استمرارها في أي معركة قادمة، وأنّ هذه رسائل ردع حقيقية، وعلى العدو أن يقرأ جيدا ماذا تعني هذه الرسائل التي تشكل ركيزة الردع الفعلي، فكيف إذا ما عرضت المقاومة سائر أنواع السلاح الذي يتعلّق بالبر أو البحر أو الجو غير القوّة الصاروخية؟.
وقال: “نحن بهذه الرسالة نريد أن نقول للعدو اذهب إلى وقف إطلاق النار في غزة، لأننا حريصون على وقف إطلاق النار، والأمريكي والإسرائيلي يخادعون ويكذبون، وما زالوا يسيرون في نفس المسار، إلا إذا حصل تطور ما خلال هذه الفترة البسيطة، عندها من الممكن أن نصدّق سعيهم، وهذه رسائل توجهنا بها للعدو كي يفهمها قبل فوات الأوان”.
وأضاف النائب عز الدين: “نحن أمام مشهد سياسي معقّد وأمام خيارات صعبة، وخيارات العدو قد تكون أصعب من الخيارات التي نملكها نحن، لأن هذا العدو سيجد نفسه بين خيارين أحلاهما مر، بين إعلان الهزيمة إذا ذهب لوقف إطلاق النار، أو الاستمرار في حالة الاستنزاف الاستراتيجي لمقدّرات الكيان في الاقتصاد والسياسة والأمن وكل التفاصيل الأخرى”.
وأضاف النائب عز الدين: “لم نحرر الأرض بالقرار 425 بل بالمقاومة، وهذه تجربة خضناها نحن أهل الجنوب، وهذه الوحدة الشيعية التي نقدمها هي نموذج لكل الطوائف الموجودة، أن تكون طوائف وطنية موحدة ليتوحد لبنان، عندما يكون الهدف هو الوطن وحمايته والنهوض به حينئذ تذوب الخصوصية المذهبية والطائفية، وعندما نتحدث عن السيادة فالسيادة ليست في الدبلوماسية، هي واحدة من الوسائل ولكن مع الكيان الصهيوني لا تؤتي أكلها، والدليل على ذلك أنّ هذا الوطن تحرر ببركة دماء الشهداء، ودماء الشهداء اليوم ستحرر المنطقة كلها من كل هذا الطاعون والغدة السرطانية، ودماؤهم لن تذهب هدراً والرد آت حتماً والنصر آت حتما”ً.
ومن جانبه ألقى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أيوب حميّد كلمةً قال فيها: “تأتي رسل الدبلوماسية على أعلى المستويات لتقول لنا أن على لبنان التزام الهدوء، وأن يلتزم القرار 1701 وأن ينتشر الجيش اللبناني على امتداد الحدود، ولكن لا يُعطى الأداة الكافية ليحمي الحدود، وأن يكون لقوات الطوارئ الدولية الدور الأبرز في مراقبة انتهاك وقف اطلاق النار”.
وأضاف: “يجعلون من ذاكرة اللبنانيين كأنها ذاكرة ضعيفة أو هشّة، فمنذ عام 1948 وتقسيم فلسطين ومنذ قيام الكيان الإسرائيلي والمذابح والمجازر تصيب قرانا الحدودية، ومنها بيت ليف، حين قام الكومندوس الإسرائيلي بغزو البلدة ذات ليلة ونسف من المساكن ما يقرب ربما 13 منزلاً أو أكثر، ومن بين تلك المنازل ما يعود إلى عوائل هؤلاء الأحبة الذين يتقبلون التبريك والتهاني بشهيدهم كما تقبلوا من قبل التهاني والتبريك بمن سقط من الشهداء”.
وتابع النائب حميّد: “هذه عيّنات من التاريخ الأسود لهذا الكيان القلق، الذي لم يحترم عرفاً ولم يأبه بأعراف دولية ولا بقرارات الأمم المتحدة، ولم ينثنِ ولم يتردد بالإمعان في ارتكاب المجازر في المنطقة، هذا هو العدو المتغطرس الذي يدعوننا الرسل القادمون إلينا أن نلتزم السكينة والهدوء معه”.
ولفت: “لم نكن في موقع المبادر مع هذا العدو بحرب، وإنما كنا دائما في موقع المتصدي والمدافع عن حقنا في الحياة، ولا يمكن أن يكون هناك هدوء مع هذا العدو الإسرائيلي ومع من يلوذ به، ومن يعمل على حمايته، ومن يقدم له أوكسيجين الحياة وكل أدوات الاستمرار في مجازره ومذابحه، كيف يمكن أن نصدق هؤلاء المفترين على الإنسانية وعلى قيم السماء؟”.
وتابع النائب حميّد: “الخيار في نهاية الأمر أن لا مندوحة من الصمود ولو عظمت التضحيات، ولو كان هناك المزيد من الدماء ومن الشهداء، لأن الحق لا يؤتى هيّناً ولكنه يؤتى بالتضحيات الجسام، التي في نهاية الأمر تستولد الانتصار والعودة الكريمة وإعادة البناء والحياة العزيزة لكل أهلنا على مستوى هذا الوطن، وليس في الجنوب فحسب”.
المصدر: موقع المنار