طَوّقَهُ الوقتُ ولم يعد قادراً على المناورةِ بكَذِبِه،حتى خرجَ الصوتُ من عُقرِ دارِه ، عبرَ مسؤولٍ صهيونيٍّ كبيرٍ في ملفِ المفاوضاتِ قال لهآرتس: اِنَ بنيامين نتنياهو يتعمّدُ خلقَ ازمةٍ في محادثاتِ وقفِ اطلاقِ النار، ويخاطرُ بارواحِ الاسرى لدى حماس ..
فكلُ الحماسةِ التي رافقت زيارتَه الى واشنطن سرعانَ ما ذابت، وبانت الحقيقةُ المؤكَدةُ بانَ رئيسَ وزراءِ تل ابيب هو من يعطلُ التوصلَ الى اتفاقٍ لوقفِ اطلاقِ النار، واَنَ حديثَه عن مقترحٍ جديدٍ سيقدمُه خلالَ ثمانٍ واربعينَ ساعةً ما هو الا مناورةٌ جديدةٌ للتفلتِ من حراجةِ الضغوطِ العالمية، واِنْ كانت لا ترقى بمستواها الى ضغوطٍ وانما تمنياتٍ لوقفِ حربٍ باتت ترهقُ حلفَهم من واشنطن الى تل ابيب وما بينَهما..
وباتَ المشهدُ مكشوفاً على مِصراعيهِ، ما يجعلُ ايَ محاولةٍ صهيونيةٍ جديدةٍ بالهروبِ الى الامامِ رافعةً لمنسوبِ المخاطرةِ باشتعالِ النارِ في عمومِ المنطقة، وهو المنطقُ الذي لا يريدُه الآنَ لا الاميركيُ ولا حلفاؤه ولا ادواتُه ولا حتى الجيشُ الصهيوني، ليسَ تعففاً أو استفاقةَ ضميرٍ على اشلاءِ اطفالِ غزة، وانما بسببِ موازينِ القوى في الميدانِ التي فرضَها ابطالُ غزةَ ومساندوها ، ولا تناسبُهم..
وما نُسِبَ لعبوّةِ شُواظ الفلسطينيةِ وثَّقَتهُ المشاهدُ الميدانيةُ من اذابةِ مدرعاتِهم ودباباتِهم العسكريةِ بجنودِها وعتوِّها، وكلِّ ما يُبنى على جنباتِ فخرِ الصناعةِ العبرية.
اما فخرُ الضفةِ اليومَ بعدَ رصاصاتِ قلقيليا بالامس، فكان صوتَ اهلِها الصادحَ بنصرةِ مقاوميها، مُنْتَصِرِينَ لهم في شوارعِ ومستشفى طولكرم، مؤكدينَ انَ هذا الخيارُ هو الذي يمثلُهم ويعبّرُ عن مستقبلِهم..
وعن المستقبلِ القريبِ والبعيدِ يرتفعُ صوتُ المستوطنين خوفاً وخيبةً لا سيما في الشمال، حيثُ علت الاصواتُ بينَ الخائبِ من خطابِ نتنياهو في واشنطن، والخائفِ من اداءِ حكومتِه، فيما صواريخُ المقاومينَ القادمةُ من لبنانَ هي من يَرسُمُ مستقبلَهم ويفرضُ المعادلات، وجديدُها ما لاحقَ طائراتِهم الحربيةَ التي كانت تَخرِقُ جدارَ الصوتِ في سماءِ الجنوب، فرَفعت تلك الصواريخُ التحدي محذرة ًالعدو َمن تماديه..
المصدر: قناة المنار