هي جلسة عار للكونغرس الأميركي حيث استضاف على منبره أمس الأربعاء مجرم الحرب نتنياهو المرتكب لجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعقوبات الجماعية والتجويع ، وفي هذه الجلسة صفّق “الحضاريون دعاة الحرية المتشدقون بقيم الديموقراطية والكرامة الإنسانية” طويلاً للمجرم، نعم بالغوا في التصفيق دعماً للكذب والتضليل ولاستمرار الذبح والتدمير والترحيل والتهجير.
تصفيق حار لنتنياهو في الكونغرس!
وحطّم المجرم نتنياهو في خطابه الرابع أمام الكونغرس الرقم القياسي لرئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل.
خطاب نتنياهو المتقن للحركات البهلوانية اللفظية جاء باهتاً ومهمشاً، بسبب طغيان أزمة انسحاب بايدن من السباق الرئاسي كما غاب حوالي نصف المشرعين الديمقراطيين عن حضور الخطاب،ويذكر ان دعوته جاءت من الجمهوريين.
ولم يقدم نتنياهو أي إشارة ضئيلة إلى وجود خطة لإنهاء الحرب في غزة، ومن المرجح أن يكون قد قوّض الجهود الدبلوماسية الجارية لتحقيق هذا، وقد وصفت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي خطاب نتنياهو بأنه “أسوأ عرض لأي شخصية أجنبية أمام الكونغرس”.
Benjamin Netanyahu’s presentation in the House Chamber today was by far the worst presentation of any foreign dignitary invited and honored with the privilege of addressing the Congress of the United States.
Many of us who love Israel spent time today listening to Israeli…
— Nancy Pelosi (@SpeakerPelosi) July 24, 2024
النّائب اليهودي جيري نادلر يستهزئ بنتنياهو خلال إلقاء الخطاب وظهر وهو يقرأ كتاباً ضدّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ
وكان الخطاب دفاعياً بشكل لافت، ومجّد بجشيه ودافع عن الحرب وأسبابها، حيث كرّس نفسه لدحض الانتقادات الموجهة إلى “اسرائيل” أكثر من رسْم الطريق إلى الأمام للخروج من المستنقع الذي وجدت نفسها فيه.
ودغدغ نتنياهو مشاعر الأميركيين حيث قال لهم انه يدافع عنهم في الشرق الأوسط وقال “لكي تنتصر قوى الحضارة يجب أن تبقى الولايات المتحدة وإسرائيل متحدتين” مضيفا “في الشرق الأوسط يواجه محور الإرهاب بقيادة إيران، أميركا وإسرائيل وأصدقاءنا العرب، هذا ليس صراع حضارات، إنه صراع بين الهمجية والحضارة”،بحسب تعبيره .
نتنياهو سرد أهوال هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتعهد بأن إسرائيل ستقاتل حتى تدمر القدرات العسكرية للحركة وحكمها في غزة “وتعيد جميع المحتجزين إلى عائلاتهم” ولكن على العكس من ذلك لا تميل هذه العائلات إلى تصديق كلامه وتدعوه إلى القبول باتفاق وقف إطلاق النار لتأمين إطلاق أبنائها.
في خطابه قال نتنياهو ان”جيشه قاتل قتالا اسطوريا في السابع من اكتوبر وان جندياً جرى لمسافة 8 اميال حتى يدافع عن زملائه بينما الحقيقة الجلية والمعروفة للجميع انه لفترة خمس ساعات كاملة لم يصدر أي امر عمليات صهيوني وتم سحق عظام فرقة غزة بالكامل”.
كما ادعى ايضاً من ضمن كذباته المتواصلة في الخطاب ان” مدنيا فلسطينيا واحدا قتل بالخطأ في معارك رفح”، وانه “ادخل لكل مواطن فلسطيني في غزة 3 الاف سعرة حرارية ويقول ان حماس تخبئ الطعام”.
وحول اليوم التالي ورؤيته لغزة اعتبر انه يجب ان” تكون منزوعة السلاح ويجب الحفاظ على السيطرة الأمنية المهيمنة لمنع عودة الإرهاب”، بحسب تعبيره .
و نتنياهو يريد أن تكون هناك إدارة مدنية في غزة يديرها فلسطينيون لا يسعون إلى “تدمير إسرائيل”.
ولم يخفِ نتنياهو اعجابه بالتجربة الاميركية مع المانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية وبحسب رأيه ان ذلك ادى الى عقود من السلام والأمن، فما هو وجه المقارنة بين قطاع صغير جداً مثل غزة والمانيا واليابانّ؟!.. و أي أمن وسلام يأتي على ظهر قنبلة نووية وابادة لا مثيل لها في التاريخ! .
وفي موقف استفزازي هاجم نتنياهو المتظاهرين المناهضين لـ”إسرائيل” في الولايات المتحدة، واتهامهم بأنهم “أغبياء مفيدون لإيران وعليهم أن يخجلوا من أنفسهم” كما انتقد رؤساء الجامعات.
وقال: “على حد علمنا، فإن إيران تمول الاحتجاجات المناهضة لـ”إسرائيل” التي تجري الآن خارج هذا المبنى”، وأضاف، في إشارة إلى المتظاهرين: “هم ليسوا كثيرين، لكنهم موجودون في جميع أنحاء المدينة”.
الولايات المتحدة تقلق رأس العالم بمحاضرات حول القانون والنظام الدوليين، ثم تستقبل مجرم حرب إبادة جماعية بالتصفيق والتصفيق، هذا هو النفاق الأمريكي الواضح.
وسُجّل في الكونغرس مشهدان متناقضان، الأول عندما دخل نتنياهو، حيث وقف عدد من أفراد عائلات الأسرى الإسرائيليين، وكشفوا عن قميص أصفر كُتب عليه “أبرموا الصفقة الآن”، قبل أن تعتقلهم الشرطة وتخرجهم من القاعة، في وقت قاطع فيه نحو 128 عضواً خطاب رئيس حكومة الاحتلال.
أما الثاني، فهو الحفاوة المبالغ فيها من قبل النواب وأعضاء مجلس الشيوخ بكلام نتنياهو، الذي اتّسم بالدعائية والتضليل بشكل فاقع. ولخدمة خطابه، أحضر نتنياهو معه أسيرة إسرائيلية كانت في قطاع غزة، وبضعة أفراد من عائلات أسرى آخرين، إضافة إلى 3 جنود: إثيوبي وبدوي وأبيض، حيّاهم، واعتبر أنهم وزملاءهم يستحقون التقدير لا الاتهام، بسبب طريقة إدارتهم للحرب في غزة.
المصدر: موقع المنار