شنّت المقاتلات الإسرائيلية يوم السبت الماضي، سلسلة غارات على ميناء “الحديدة” في اليمن. هي المرة الأولى التي يقطع فيها الإحتلال هذه المسافة لضرب أهداف مدنية في اليمن، تمثلت بشركة الكهرباء، وبخزانات النفط. الضربة الإسرائيلية تباهى بها الإحتلال.
وكان لافتاً ما قاله وزير الحرب الإسرائيلي يؤاف غالانت في هذا الإطار: “إن النيران المشتعلة حالياً في الحديدة يمكن رؤيتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط والمغزى واضح”. النفس الإستعراضي الذي تضمنه كلام غالانت، وحتى الضربة الإسرائيلية في العموم، يمكن رصده بسهولة في التعاطي الإعلامي مع الحدث. تغطية عربية على وجه الخصوص اتسمت بالإستعراض وبالتركيز على الناحية البصرية لتضخيم الحدث، وتفخيم بالتالي قدرات الإحتلال من الوصول الى أهداف بعيدة وإحداث بها كل هذا الخراب.
هذا ما شاهدناه على منصات عربية مطبعة، أخذت على عاتقها السير خلف الإحتلال وتضخيم “انجازاته” العسكرية، و”إصلاح” صورته التي اهتزت بعد مسيّرة “يافا” اليمينة يوم الجمعة الماضي.
صور الضربة الإسرائيلية من المقاتلات الحربية
يوم السبت الماضي، أي بعد 24 ساعة من إطلاق “أنصار الله”، لمسيرة وسط “تل أبيب” شنت المقاتلات الإسرائيلية هجوماً عدوانياً على ميناء “الحديدة”، مشعلة لساعات طويلة النار داخله.
خطوة استعراضية عسكرية أراد من خلالها الإحتلال حفظ ماء وجهه بعد ضربة “تل أبيب”. لينسحب هذا الإستعراض على الأداء الإعلامي المساند للإحتلال. فلنشاهد لقطات بثها الإحتلال من طائراته لضرب “الحديدة”،أفرج عنها قبل يومين (دقيقة واحدة)، وأعيد نشرها على شاشة “الحدث/ العربية” وترجمت الى العربية أسفل الشاشة.
تجهيزات الإحتلال قبيل الضربة العدوانية على اليمن
من ضمن الأساليب الإستعراضية المتبعة، نشر لقطات لجيش الإحتلال الإسرائيلي وهو يستعد لقصف الميناء اليمني. لقطات ظهّرت تجهيزات الإحتلال وطيّاريه قبيل انطلاقهم من فلسطين المحتلة.
اللغة البصرية سلاحاً للإستعراض
طغت اللغة البصرية الإستعراضية على ما عداها في التغطية الخبرية للإستهداف الإسرائيلي لميناء “الحديدة” اليمني. قصدت شبكة “العربية” السعودية على سبيل المثال، نشر صور من الميناء بعد يوم على استهدافه لتظهير بأن النيران ما زالت مشتعلة فيه، ولتبيان أيضاً حجم الدمار داخله.
استعراض “القوة” العسكرية الإسرائيلية
بداية مع تسليط الضوء على نوعية ومواصفات المقاتلات التي قامت باستهداف “الحديدة”، وإعطاء معلومات عسكرية حولها. فقد بثت “العربية” يوم الإثنين الماضي، تقريراً عن طائرة “أف-35” ووصفتها بأن لها “قدرات المهام المستحيلة”. تقرير ترويجي تعدى الثلاث دقائق، يضيء على هذه الطائرة وإمكانياتها ضمن سياق استعراض “القوة” العسكرية الإسرائيلية.
من ضمن استعراض القوة الإسرائيلية، نقل تصريحات مسؤولين في كيان الإحتلال وابراز كلامهم الناري. البارز في استهداف “الحديدة” تصريحات غالانت الذي تباهى بقدرة الإحتلال على الوصول الى “اهداف بعيدة”، وان الإحتلال “قادر على الرد على كل من يستهدفه ان دعت الحاجة”.
المصدر: المنار